وقد اجتذب هذا الحدث مئات الآلاف من المشاركين، وقد نظمته "حملة التضامن مع فلسطين" (PSC)، التي أشادت بالاحتجاجات باعتبارها تشكل "واحدة من أكبر الحملات السياسية المستمرة في التاريخ البريطاني".
هذه المظاهرة هي جزء من يوم عمل عالمي، للتعبئة من أجل وقف شامل لإطلاق النار في غزة في 60 مدينة وأكثر من 30 دولة.
غادرت مجموعات المتظاهرين من "بانك جانكشن" في مدينة لندن في منتصف النهار تقريبًا، متجهة عبر شارع "فليت وفيكتوريا إمبانكمينت" إلى ساحة البرلمان، حيث ألقت الخطب.
واعترفت "حملة التضامن مع فلسطين"، التي توقعت مشاركة نحو 250 ألف مشارك في المسيرة، وهي الأولى منذ بداية العام الجديد، بعدد كبير من التطورات التي شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة.
وشهدت المسيرة حضور "أمل الصغيرة"، وهي دمية عملاقة تمثل طفلة سورية لاجئة، انضمت إلى مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في الموكب. وتهدف الإضافة الرمزية إلى لفت الانتباه إلى محنة اللاجئين في المنطقة.
The transcontinental expedition of ‘Little Amal,’ a giant puppet depicting a Syrian refugee girl, completed her passage through Europe after it reached the UK shores pic.twitter.com/BT9lnYZOak
— Reuters (@Reuters) October 19, 2021
في المقابل، أعرب وزير الداخلية «جيمس كليفرلي» (James Cleverly)، تحسبًا للاحتجاج، عن ثقته في قدرة شرطة العاصمة على ضمان النظام والسلامة خلال الحدث. وأيد استخدام صلاحيات الشرطة لإدارة الاحتجاج والتصدي لأي أنشطة إجرامية محتملة.
وعمل نحو 1700 ضابط في حراسة المسيرة يوم السبت، بما في ذلك العديد من القوات خارج لندن، مع تحذير الحاضرين من أن أولئك الذين يتعمدون كسر القيود القانونية المتعلقة بالرسائل المكتوبة على اللافتات والشعارات قد يواجهون الاعتقال.
"ارفعوا أيديكم عن اليمن"
الشيء الوحيد الذي يميز هذه المسيرة عن سابقاتها، والتي اتبعت طريقًا مختلفًا عبر المدينة، هو المجموعة المتنوعة من الأعلام واللافتات التي رفعت في جميع أنحاء الحشد.
وإلى جانب الدعوات المألوفة من أجل فلسطين حرة ووقف إطلاق النار في غزة، ظهرت لافتات تدعم جنوب أفريقيا، التي رفعت اتهامات بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في "لاهاي"، واليمن، حيث يوجد أعضاء من جماعة الحوثي تمنع السفن التابعة لإسرائيل من دخول البحر الأحمر.
ولفتت المسيرة الانتباه إلى الصراع الدائر في اليمن، حيث حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "ارفعوا أيديكم عن اليمن".
شنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، غارات جوية يوم الخميس ضد أهداف عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في أعقاب سلسلة من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي زعزعت استقرار طرق التجارة.
وقال أحد المتظاهرين للأناضول: "لن نتوقف حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، مؤكدًا أن التظاهرة تبعث برسالة قوية مفادها أن "العالم يستيقظ على ترابط نضالاتنا".
وأضافت: “إن قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لها صدى لدينا، ونحن هنا للمطالبة بالعدالة لجميع أولئك الذين يواجهون الظلم، سواء كان ذلك في غزة أو اليمن أو في أي مكان آخر”.
واتهمت جنوب أفريقيا، التي رفعت القضية في ديسمبر، السلطات الإسرائيلية بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وطلبت من المحكمة اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية الفلسطينيين، بما في ذلك دعوة إسرائيل إلى الوقف الفوري للهجمات العسكرية.
وعرضت جنوب أفريقيا قائمة بأعمال الإبادة الجماعية المزعومة التي ارتكبتها إسرائيل في اليوم الأول من الجلسة الخميس، بينما دافعت إسرائيل عن نفسها الجمعة.
وقتلت إسرائيل أكثر من 30.000 فلسطيني في غزة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر. كما تسببت الحملة العسكرية في نزوح جماعي ودمار وجوع.