وفي أبوظبي، العاصمة الإماراتية، التقى «بوتين» برئيس الإمارات «محمد بن زايد آل نهيان»، ثم توجه إلى الرياض حيث التقى ولي العهد محمد بن سلمان للمرة الأولى منذ أكتوبر 2019. وتحدث معهما، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس"، عن التعاون في صناعة النفط والسياق الدولي، وخاصة الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.
منذ مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ولم يتواجد «بوتين» في الخارج إلا مرات قليلة جدًا: حتى أكتوبر، عندما ذهب إلى قيرغيزستان ثم إلى الصين، لم يكن قد غادر روسيا قط. ولا تعترف كل من الإمارات والسعودية، مثل روسيا وقيرغيزستان والصين، باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فهي غير ملزمة باعتقال «بوتين» بموجب ولاية المحكمة، على عكس معظم دول العالم. أما حالة جنوب أفريقيا فهي مختلفة، ولهذا السبب لم يشارك «بوتين» في أغسطس في الاجتماع السنوي لمجموعة "البريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في "جوهانسبرغ".
ومن غير المعروف ما إذا كان الغرض الرئيسي من زيارات «بوتين» إلى السعودية والإمارات هو مناقشة النفط أو العلاقات السياسية الدولية، لكن يوم الأربعاء فقط انخفض سعر النفط بنسبة 4 في المائة، وهو أكبر انخفاض منذ يونيو.
في الأسبوع الماضي، اتفقت "أوبك+"، المجموعة التي تضم أعضاء أوبك الثلاثة عشر (منظمة البلدان المصدرة للبترول) بالإضافة إلى دول أخرى مثل روسيا، على خفض إنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وبالتالي الحد من انخفاض أسعار الوقود الأحفوري. وكنتيجة لذلك، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 1 في المئة يوم الخميس.
وقام «بوتين» بجولته إلى دول شبه الجزيرة العربية برفقة أربع طائرات عسكرية. في أبوظبي، تم استقباله بعرض من قبل فريق الاستعراضات الجوية التابع للقوات الجوية الإماراتية، الذي أطلق دخاناً بألوان العلم الروسي. ومن الممكن أن تكون الرحلة أيضاً وسيلة لإظهار حدود العزلة الدولية المفروضة على روسيا و«بوتين» إلى جانب العقوبات المفروضة على غزو أوكرانيا. ولم يقم بوتين بزيارة الشرق الأوسط منذ يوليو 2022، عندما سافر إلى إيران للقاء «آية الله علي خامنئي».
وحدد البرلمان الروسي، الخميس، موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة: 17 مارس 2024. ولم يقول «فلاديمير بوتين» إنه سيترشح مرة أخرى، لكن من المتوقع أن يعلن ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة وأنه سيفوز في الانتخابات. وبفضل الإصلاح الدستوري الذي روج له، يستطيع أن يترشح لفترتين رئاسيتين أخريين مدة كل منهما ست سنوات، بعد الفترة التي تنتهي في العام المقبل. أما بالنسبة لحزب «بوتين»، فمن غير المرجح أن يسفر التصويت عن نتائج أخرى.
