وهذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها «بوتين» بتوسيع الجيش الروسي منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير 2022: بحلول أغسطس من العام نفسه، أضاف «بوتين» 137 ألف جندي.
اتخذ قرار «بوتين» بتوسيع الجيش الروسي في وقت كان فيه الوضع على الأرض في حالة جمود لعدة أشهر: إذ يخوض الجيشان الروسي والأوكراني محاولات شاقة ومعقدة لتحقيق مكاسب على الأرض، لكن الخطوط الأمامية لم تتحرك كثيراً. ومن ناحية أخرى، يبدو أن دعم الغزو يتراجع داخل روسيا: فوفقاً لاستطلاع للرأي أجرته منظمة "كرونيكل" الروسية المستقلة في أكتوبر الماضي، انخفض عدد الروس المؤيدين للحرب في أوكرانيا إلى النصف تقريباً منذ فبراير الماضي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية دافعت إلى توسيع الجيش بسبب الحرب في أوكرانيا والحاجة إلى مواجهة "التهديدات" المرتبطة بالهجوم المستمر في أوكرانيا. وأضافت أن القرار يعد "ردا كافيا على النشاط العدواني لحلف شمال الأطلسي"، التحالف العسكري الذي يضم جزءا كبيرا من الدول الغربية، الذي أرسل العديد من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا خلال هذه الحرب لدعم جهود أوكرانيا ضد روسيا.
أعلنت الحكومة الروسية أنها لا تخطط لتنظيم تعبئة أخرى مثل تلك التي تم الإعلان عنها في سبتمبر 2022، والتي تم فيها استدعاء العديد من جنود الاحتياط إلى الخدمة مرة أخرى، أي الأشخاص الذي في إجازة دائمة ولديهم وظائف أخرى على الرغم من كونهم جزءًا من الجيش، وفي وقت السلم لا يشاركون في الأنشطة العسكرية، لأنهم فعلوا الخدمة العسكرية سابقا. لقد كان هذا الإجراء لا يحظى بشعبية إلى حد ما، وكان له العديد من مشاكل التنفيذ. ومع ذلك، ينخرط الجيش الروسي في حملة تجنيد، خاصة في المناطق الطرفية من البلاد.
