وقال «أورسيني»، الذي حرر المقال بنفسه، الذي يربطه أيضا بالإرهاب المعاصر والمعايير المزدوجة للغرب حول هذا الموضوع، إنه “بعد الهجوم على البرجين التوأمين في الولايات المتحدة، فسّر زعماء العالم الإرهاب الذي يمارسه أشخاص من عقائد ذات صلة بالإسلام بـ "الجنون والفقر"، وهي تفسيرات دحضتها تماما العلوم الاجتماعية.”
ويوضح أستاذ علم اجتماع الإرهاب: لقد قام السياسيون بشيطنة الإرهابيين الإسلاميين؛ "قام علماء الاجتماع أولاً بتطبيعهم ثم "أنسنتهم. كيف ذلك؟ لقد قمتُ، في إدارة السجون التابعة لوزارة العدل، بجمع بيانات تتعلّق بالجنس والعمر ومستوى التعليم والمهنة وقت الاعتقال أفراد مدانين بتهمة الإرهاب في إيطاليا بين عامي 1970 و2011، فوجدت أن الإرهاب النابع من أوساط اليمين المتطرف واليسار المتطرف كان في الغالب ظاهرة "نخنوية" واضحة المعالم، وتشمل العديد من الشباب البرجوازي. وتوصّل زملائي الأخرون في جامعة "برينستون" إلى نتائج مماثلة مع إرهابيين ذو خلفيات إسلامية. الإرهابيون يعرفون كيف يفكرون ويقارنون. وهذا يشكل تهديدا لأمننا."
المسلمون، كما يحلل «أورسيني»، "يقارنون خمس حقائق يمكن ملاحظتها بطريقة علمية": الأولى هو أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا لمعاقبة غزو أوكرانيا، لكنه يرفض استخدامها ضد إسرائيل بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية. والحقيقة الثانية التي يلاحظها المسلمون هي أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق «بوتين» في مارس 2023 (في وقت قياسي)، لكنها لا تتخذ الإجراء نفسه ضد «نتنياهو».
وأخيراً، يكتب «أليساندرو أورسيني»، “إنهم يلاحظون أن الغرب يشكل تهديداً للنظام الدولي لأنه ينتهك القانون الدولي بشكل منهجي، كما حدث مع حلف شمال الأطلسي في صربيا وليبيا والعراق: جميعها حروب غير قانونية. يقول المسلمون إنه لا يوجد أحد يزعزع استقرار العديد من المناطق مثل الغرب: المناطق التي يقصفها ثم يتركها في حالة يأس، كما حدث في أفغانستان وليبيا والعراق."
ثم يستشهد الأستاذ الجامعي بانطباع أحد طلابه، وهو مسلم كان يتابع دراسته بجامعة "لويس" في روما، الذي قال إنه اندهش من رؤية الاحتفاء المهووس للغرب في الجامعات الإيطالية عندما بدأت عملية ذبح آلاف الأطفال الفلسطينيين. ومع ذلك فإن أساتذتي لا يفعلون شيئاً سوى وصف الغرب بأنه حضارة متفوقة أخلاقياً على الإسلام.
"إحدى الأطروحات الأكثر انتشارًا في إيطاليا - يوضح الأستاذ الجامعي في المقال - هي أن الإسلام يكره الغرب لأن قنابل داعش قتلت 130 شخصًا في باريس، "باتاكلان"، 13 نوفمبر 2015. لكن قنابل الغرب - كما يقول المسلمون - قتلت 18000 مسلم". في غزة خلال شهرين. تخيل أن علماء الاجتماع قرروا قياس كراهية حضارة ما اتجاه أخرى على أساس عدد المذابح التي ارتكبت ضد السكان المكروهين. الإحصائيات في متناول اليد، أي حضارة أكثر عنفا ومليئة بالكراهية بين الإسلام والغرب؟ المنطق يقول إن الغرب هو من يكره الإسلام ويختلق الأسباب لشن الهجوم عليه من أجل قمعه وشل عملية انتشاره في جميع أرجاء كوكب الأرض."”.