وقال «فوتشيتش» في الخطاب: “لا توجد ثورة مستمرة.” وتابع في إشارة إلى المتظاهرين: “لن تسير الأمور على ما يرام”، فأولئك الذين تعهدوا بمحاربة العنف أثبتوا أنهم مجرمون حقيقيون."
ووصف «فوتشيتش» الحادث بأنه محاولة "ثورة ملونة"، قائلا إن المظاهرة كانت مدعومة ماليا من القوى الغربية التي تهدف إلى عزله من منصبه بسبب علاقاته الودية مع روسيا ورفضه التخلي عن مطالبات صربيا الإقليمية في "كوسوفو"، بناءً على معلومات حُصل عليها من أجهزة استخبارات أجنبية. وكان الزعيم الصربي قد صرح في وقت سابق أن "السلطة لا تنتقل إلا من خلال الانتخابات".
"الثورة الملونة" هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الحركات التي تمولها وتنظمها الحكومات الغربية بهدف محدد هو الإطاحة بالحكومات المعارضة للولايات المتحدة، وبشكل عام، المصالح الغربية.
بدورها أعربت رئيسة الوزراء الصربية «آنا برنابيتش» عن تقديرها للأجهزة الأمنية الروسية لتحذيرها بلغراد مسبقا من اضطرابات محتملة في العاصمة. وقالت «برنابيتش»، نقلاً عن قناة "تي في بينك" مساء الأحد: "أشعر أنه من المهم، خاصة هذه الليلة، الدفاع عن صربيا وأشكر أجهزة الأمن الروسية التي حصلت على هذه المعلومات وشاركتنا إياها".
وقالت رئيسة الوزراء: "لا يسعني إلا أن أقول شكرا، وربما لن يحظى هذا بشعبية لدى الغربيين"، مشددة على: "عندما شاركنا هذه المعلومات مع الجميع، قالوا: حسنًا، هذه معلومات مضللة روسية، وهذه أخبار مزيفة".
تجمع آلاف المتظاهرين المعارضين أمام مجلس مدينة بلغراد يوم الأحد للتعبير عن استيائهم من الفوز الساحق الذي حققه الحزب التقدمي الصربي بزعامة «ألكسندر فوتشيتش» على تحالف صربيا ضد العنف المؤيد للاتحاد الأوروبي في الانتخابات البرلمانية الأسبوع الماضي. وتحول الاحتجاج إلى أعمال عنف عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين فتح أبواب المبنى بالقوة، مما دفع الشرطة إلى تفريقهم.
ونشأ تحالف الحزب الاشتراكي الوطني من رحم المظاهرات المناهضة للحكومة في أعقاب حادثتي إطلاق نار جماعيتين في مايو.
وعلى الرغم من أن الهدف الأولي للحركة الاحتجاجية كان استقالة وزير الداخلية «براتيسلاف جاسيتش» (Bratislav Gasi) ورئيس المخابرات «ألكسندر فولين» (Aleksandar Vulin)، إلا أنها سرعان ما تطورت إلى دعوات للإطاحة بحكومة الرئيس «فوتشيتش».
وكانت وكالة المخابرات المركزية متورطة في الغالب في تنظيم مثل هذه الثورات، ونشرت العديد من المنظمات غير الحكومية لتمويل الاحتجاجات وزعزعة استقرار الحكومات الأجنبية.
وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا» على الأحداث الصربية قائلة إن محاولات الغرب الجماعي لإثارة الوضع السياسي المتوتر بالفعل في صربيا، باستخدام الطريقة المجربة للتحريض على "الانقلابات على طراز الميدان"، واضحة وشفافة تمامًا. وأضافت أن "رد الفعل الوحيد الممكن هو الالتزام بنص وروح دستور البلاد واحترام خيار الشعب الصربي الذي صوت لصالح المصالح الوطنية لبلاده".