وأضاف: “لا يمكننا أن نسمح لفكرة أن الحرب الفعالة ضد الإرهاب تعني تدمير غزة وتسويتها بالأرض أو مهاجمة المدنيين بشكل عشوائي.”
وعلى الرغم من أن «ماكرون» أعرب مراراً وتكراراً عن انتقاداته للحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، إلا أن هذا ربما يكون التصريح الأكثر قسوة منذ بداية الحرب. كما أنها إشارة إلى أن بعض الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا، بدأت تظهر قدراً من عدم التسامح اتجاه مدة هذه الحرب والمعاناة الهائلة المفروضة على المدنيين في غزة.
ومع اعترافه "بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومحاربة الإرهاب"، قال «ماكرون» إن فرنسا تدعو إلى حماية المدنيين و"هدنة تؤدي إلى وقف إنساني لإطلاق النار". كما دعا الحكومة الإسرائيلية إلى “إنهاء هذا الرد [العسكري] لأنه غير مناسب، لأن كل الأرواح لها نفس القيمة ونحن ندافع عنها”.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب بعض التصريحات الجديرة بالملاحظة التي أدلت بها وزيرة الخارجية الفرنسية «كاثرين كولونا» اليوم الأحد خلال زيارة لإسرائيل، والتي دعت فيها إلى "هدنة دائمة" تؤدي إلى "وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية". وأضافت «كاثرين كولونا» أيضًا أنه خلال الحرب "قُتل عدد كبير جدًا من المدنيين" وأن الدفاع عن إسرائيل يجب أن يتم ضمن حدود القانون الإنساني الدولي.
في الواقع، كان هناك حديث حذر في أوروبا عن وقف إطلاق النار في غزة: بالإضافة إلى «كولونا»، تحدث وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا، «ديفيد كاميرون» و«أنالينا بيربوك»، علنًا عن وقف إطلاق النار في مقال رأي نشر مؤخرًا، وإن كان ذلك تحت مظلة شروط معينة وبطريقة أكثر حذراً مقارنة بلهجة فرنسا.
وكان زعماء أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا قد دعوا في السابق أيضًا إلى وقف إطلاق النار. لا يعني أي من هذا أنه سيتم على الفور ممارسة ضغوط ملموسة على إسرائيل لحملها على وقف القتال في قطاع غزة. لكن في الوقت نفسه، تظهر كل هذه التصريحات كيف أن هذه الحرب، حتى بالنسبة للبلدان التي تدعم إسرائيل، مع المعاناة الهائلة التي يعاني منها المدنيون نتيجة لذلك، أصبحت مشكلة سياسية وإنسانية، وهي عرض من أعراض مشكلة معينة وضرورة ملحة لوضع حد لها في أسرع وقت ممكن.