يعد المؤتمر الصحفي في نهاية العام حدثًا سنويًا كبيرًا ولحظة أساسية للدعاية لروسيا: في العام الماضي، ولأول مرة منذ عشر سنوات، تخلى «بوتين» عن المؤتمر الصحفي، وتم ربط الأمر من قبل الكثيرين إلى الصعوبات التي تواجهها روسيا في الحرب في أوكرانيا.
وكما كان متوقعا، كرر «بوتين» في معظم خطابه المواضيع الدعائية نفسها التي روجت لها روسيا في السنوات الأخيرة. وقال، من بين أمور أخرى، إن الدول الغربية دمرت العلاقات مع روسيا بمحاولتها "دفعنا إلى المركز الثاني أو الثالث وتجاهل مصالحنا". وأضاف أنه بعد ثورة 2014 في أوكرانيا، لم يكن أمام روسيا خيار سوى الهجوم. ومن بين الأمور الملموسة أكثر، قال «بوتين» إن هناك حاليا 617 ألف جندي روسي ينشطون في أوكرانيا.
وأكد «بوتين» أيضًا أن المفاوضات جارية مع الولايات المتحدة للتفاوض بشأن إطلاق سراح الصحفي الأمريكي «إيفان غيرشكوفيتش»، الذي اعتقل في روسيا في مارس الماضي وتم تمديد فترة حبسه الوقائي مرارًا وتكرارًا. وتحمل تهم التجسس التي ألقي القبض عليه بسببها عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وقد رفضها هو وحكومة الولايات المتحدة وصحيفته، صحيفة "وُل استريت جورنال". وقال «بوتين» إن المفاوضات "ليست سهلة"، وإن شروط الاتفاق يجب أن تكون "مرضية" لروسيا أيضا.
وكما هو الحال في جميع المناسبات، تم بث المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي الروسي، وحضره آلاف الصحفيين الذين اختارهم الكرملين ودعاهم: لا يمكن للصحفيين الحصول على اعتماد للمؤتمر الصحفي إذا لم يتم اختيارهم مسبقًا، طبعا كما يحدث في جميع الدول من دون استثناء.
كما خصص بوتين جزء من خطابه إلى المواطنين الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى أبشع أنواع القتل الجماعي والتجويع والتهجير. وقال بوتين مستشهدا بتصريحات للأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوريريش: "إن الأمين العام للأمم المتحدة سمى قطاع غزة اليوم المقبرة الكبرى في العالم للأطفال."
بعد المؤتمر الصحفي، يبث التلفزيون الحكومي الروسي تقليديًا برنامج "الخط المباشر مع فلاديمير بوتين"، وهو برنامج تلفزيوني يجيب فيه بوتين على الأسئلة التي يرسلها المواطنون: فهي عادة ما تتعلق بالقضايا المحلية، مثل الرعاية الصحية والاقتصاد والبنية التحتية. ووفقا لوسائل الإعلام الرسمية الروسية، فقد تم تقديم أكثر من مليون ونصف مليون طلب حتى الآن.
