الأكاديمي النمساوي «غارتنر»: الغرب يقع في الحُكم بـ"إزدواجية المعايير" بغض الطرف عن الأسلحة النووية الإسرائيلية - الإيطالية نيوز

الأكاديمي النمساوي «غارتنر»: الغرب يقع في الحُكم بـ"إزدواجية المعايير" بغض الطرف عن الأسلحة النووية الإسرائيلية

الإيطالية نيوز، الجمعة 8 ديسمبر 2023 - قال «هاينز غارتنر» (Heinz Gärtner)، الأكاديمي النمساوي وأستاذ الاتصالات في جامعة فيينا، للأناضول، إن صمت الغرب عن الأسلحة النووية الإسرائيلية، في الوقت الذي يُمارِس فيه الضغط على إيران وكوريا الشمالية، هو "معايير مزدوجة".


ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة، أدّى تصريح وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف «أميهاي إلياهو» بأن "إلقاء قنبلة نووية على غزة أمر مُحتمَل" إلى إشعال الجدل من جديد حول البرنامج النووي للبلاد.


ورغم امتناع إسرائيل عن إبلاغ المجتمع الدولي بما إذا كانت تمتلك أسلحة نووية، إلا أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تقبل اتفاقية الضمانات الشاملة التي تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على جميع أنواع الأسلحة النووية والمنشآت النووية المدنية والعسكرية والقيام بأنشطة التحقق من العمل المُنجَز، وأنها ليست طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).


وقال الأكاديمي إنه على الرغم من تذمّر إدارة تل أبيب بشأن الأسئلة المتعلقة بالقضية النووية، فقد وقّعت إسرائيل عدّة اتفاقيات مع الولايات المتحدة وفرنسا في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي لإجراء أنشطة نووية.


نحو 90 رأسًا نوويًا

وفقا لبيانات غير رسمية من مركز الحد من الأسلحة النووية ومنع انتشار الأسلحة النووية، تمكنت إسرائيل من إنتاج أسلحة نووية بحلول نهاية الستينيات. وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 90 رأسًا نوويًا يعتمد على البلوتونيوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن إسرائيل أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع 100-200 سلاح.


يشار إلى أن الدول الغربية التي تضغط على إيران العضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وعلى كوريا الشمالية التي ليست طرفا في أي من المعاهدتين والتي تخضع منشآتها النووية للتفتيش لأنها قبلت معاهدة التفتيش الأمني، تلتزم الصمت بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي.


وقال «غارتنر» إن التهديد بالأسلحة النووية في صراع تستخدم فيه الأسلحة التقليدية ليس له عودة جدية وأن ذلك ظهر بشكل أكثر وضوحا في الحرب الأوكرانية الروسية، وأن كييف لم تتراجع على الرغم من تهديدات موسكو النووية، وأن الوضع ولم يكن الأمر مختلفاً في الهجمات الإسرائيلية على غزة.


وقال: "لا يمكن النظر في استخدام الأسلحة النووية إلا في حالة وجود تهديد لوجود دولة ما. حماس لا تهدد وجود إسرائيل، لذا فإن مثل هذا الاحتمال (استخدام الأسلحة النووية) ضعيف للغاية".


وأشار «غارتنر» إلى أنه إذا استخدمت إسرائيل الأسلحة النووية في غزة، فإنها ستتأثر بشكل خطير أيضًا، وحتى لو استخدمت أسلحة نووية صغيرة الحجم، فإن ذلك قد يسبب ضررًا كبيرًا لنفسها.


’سياسات إسرائيل تنتهك القواعد الدولية في العديد من القضايا’

قال «غارتنر» إن سياسات إسرائيل تتعارض مع القواعد الدولية في العديد من القضايا، وأشار إلى أن "هناك ضغوطًا قليلة جدًا من الولايات المتحدة"، بما في ذلك فيما يتعلق بالأسلحة النووية.


وهددت إسرائيل باستخدام الأسلحة النووية إذا لم تهب الولايات المتحدة لدعمها، كما رأى «غارتنر»، وأضاف: "لقد استخدموا هذا كأداة لجر الولايات المتحدة إلى الصراع. وقد يلعب هذا الموقف دورًا في الوقت الحالي."


وأشار «غارتنر» إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة تريدان أن تصبح إسرائيل طرفا في معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك. “ليس للولايات المتحدة تأثير جدي على إسرائيل في هذا الصدد. ولهذا السبب، لم تقبل إسرائيل حتى بالاتفاقية الأمنية الشاملة التي تسري عليها الوكالة على الجميع، وإسرائيل ليست حتى بنداً على جدول أعمال اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


منطقة خالية من الاشعاعات النووية

لفت «غارتنر» إلى معارضة الدول الغربية إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأن الولايات المتحدة رفضت هذا الاقتراح خلال المفاوضات حول هذه القضية.


قال «غارتنر»: "يمكن لإيران والدول العربية ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل. فإلى جانب القول بأن الشرق الأوسط يجب أن يكون منطقة خالية من الأسلحة النووية، يمكن لإيران أن تقول: "أنا أنضم إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى"، ويمكن للدول العربية أن تقول:" "إننا ننضم إلى "المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في شمال أفريقيا"، "معاهدة بليندابا". وبهذه الطريقة، سيتم عزل إسرائيل تماما عن القوى النووية. وسوف يختفي التهديد النووي لإسرائيل تماما."