ومع ذلك فإن تردد الرئيس الحالي الواضح ليس أكثر من مجرد تمثيلية، ومن المقرر أن يحكم روسيا لفترة ولاية أخرى مدتها 6 سنوات ــ باستثناء وقوع حدث مزلزل. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غير منطقي في نظر المراقبين الخارجيين، فإن الغزو الشامل المستمر لأوكرانيا لم يساعد إلا في ترسيخ قبضته الصارمة على السلطة.
في الواقع، إن الصورة السياسية التي صيغت بعناية لـ «بوتين» في روسيا تعتمد برمتها على فكرة مفادها أنه متخّصص في إدارة الحروب وخبير بخبائثها غير قابل للكسر، ولا يمكن ترك أي خصم يصمد أمام هجومه.
وهذا هو جوهر شخصيته السياسية. تنكراته الاجتماعية الأخرى مخصصة لمختلف مستويات السلطة داخل روسيا، والدائرة الداخلية والخارجية، وكذلك رؤساء الدول الأجنبية، سواء كانوا خصومًا أو شركاء. هذا هو ما يُقدّمه «بوتين» على وجه التحديد للشعب الروسي، الذي يبدو على استعداد لدعمه إلى أقصى درجة مرة أخرى، من دون طرح أي أسئلة.
«بوتين» اختار بناء شخصيته السياسية على الكاريزما الشخصية أو الدهاء الإداري أو البراعة الفكرية خلال حقبة «بوريس يلتسين» الراحل، حيث تمكن من شق طريقه إلى أعلى السلم السياسي.
