«بلينكن» لـ «عبّاس»: “العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف” - الإيطالية نيوز

«بلينكن» لـ «عبّاس»: “العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف”

الإيطالية نيوز، الأحد 5 نوفمبر 2023 - يستكمل وزير الخارجية الأميركي «أنتوني بلينكن» جولة واسعة في دول الشرق الأوسط للمرة الثانية خلال أقل من شهر.


كان يوم الجمعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل وفي يوم السبت في الأردن، حيث التقى بممثلي مختلف الدول العربية بما في ذلك الأردن نفسه ومصر ولبنان، بينما ذهب يوم الأحد بشكل غير متوقع إلى الضفة الغربية، حيث التقى بـ «محمود عباس»، رئيس السلطة الفلسطينية. ثم توجه جوا إلى قبرص، حيث التقى لفترة وجيزة برئيس البلاد، ومن المتوقع أن يصل إلى تركيا في وقت لاحق.

999

وعن لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية، قال «بلينكن»: “التقينا بالرئيس عباس وأكدنا التزامنا بإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية في غزة. أوضحنا أن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف، وأكدنا دعمنا لحل الدولتين.” 

الهدف من هذه الرحلة المعقدة للغاية هو، من ناحية، إقناع إسرائيل بتنفيذ نوع من التوقف في العمليات العسكرية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة؛ ومن ناحية أخرى، يتحدث «بلينكن» بجدية مع قادة الدول العربية لمحاولة تجنب توسيع الصراع وتمهيد الطريق لمفاوضات سلام فعالة بمجرد انتهاء الحرب.


وهذه هي الرحلة الثانية التي يقوم بها «بلينكن» خلال بضعة أسابيع. وسبق لوزير الخارجية الأمريكية أن قام بجولة مماثلة في الأيام التي أعقبت الهجوم المسلح الذي نفذته كتائب مسلحة فلسطينية تابعة لحركة حماس السياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة جنوب قطاع غزة في السابع من أكتوبر، وحقق في ذلك الوقت نتيجة جيدة، حيث أقنع مختلف زعماء العالم العربي بلقاء الرئيس «جو بايدن» في الأردن. لكن في الليلة التي سبقت وصول «بايدن» إلى المنطقة، ألغى انفجار المستشفى الأهلي في غزة كل شيء، خاصة وأنه كان يُعتقد في البداية أن القصف من تنفيذ الجيش الإسرائيلي، وهو ما أثار غضباً هائلاً في العالم العربي.


الهدف الأول لـ «بلينكن» هو إقناع إسرائيل بنوع من الهدنة الإنسانية لإيصال المساعدات والرعاية للمدنيين في القطاع. ويتحدث «بلينكن»، مثله مثل جميع الدبلوماسيين الغربيين تقريبًا، صراحةً عن "وقفات إنسانية"، أي انقطاع مؤقت وقصير في القتال، وهو ما لن يحد من تحركات إسرائيل ضد حماس.


  وقال «بلينكن» صراحة إنه يعارض وقف إطلاق نار، الأمر الذي وضعه على خلاف مع القادة العرب، الذين يدعون بدلا من ذلك إلى وقف فوري للقتال. وقال وزير الخارجية الأردني، مساء السبت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع «بلينكن»: “ضعوا حداً لهذا الجنون”.


إلا أن الطرف الأكثر صعوبة فيما يتصل بهذه القضية هو إسرائيل، التي لا تعتزم حكومتها وقف العمليات العسكرية ولو مؤقَّتًا، على الأقل إلى أن تفرج حماس عن بعض الرهائن. وفي حديثه إلى «بلينكن» يوم الجمعة، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» أي شكل من أشكال الهدنة الإنسانية، وأكد ذلك مرة أخرى يوم الأحد: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى تتم إعادة الرهائن".


ومن ثم فإن هدف «بلينكن» هو الحفاظ على وحدة العالم العربي، والتأكد من أن الغضب اتجاه إسرائيل لا يترجم إلى عنف أو توسيع للصراع. في المقابل، يكمن الخطر الرئيسي لفتح جبهة حرب ثانية يأتي من إيران وجماعة حزب الله المسلحة، التي ليس للولايات المتحدة اتصالات رسمية معها، ولا يأتي من الدول العربية التي يمكن السيطرة عليها. وعلى الرغم من ذلك، فإن التحدث مع دول مثل مصر أو الأردن مهم للغاية للحصول على نتائج هامشية ولكنها لا تزال مهمة. على سبيل المثال، وافقت مصر في الأيام الأخيرة بعد أسابيع على فتح بوابة رفح على الحدود مع قطاع غزة للسماح بخروج الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر مزدوجة والمدنيين المصابين.


والهدف الأخر لـ «بلينكن» هو تمهيد الطريق لمفاوضات سلام محتملة، والتي ستشهد حتماً تدخل مختلف دول المنطقة. وقد بدا ذلك واضحاً تماماً خلال لقائه يوم الأحد مع «محمود عباس»، رئيس السلطة الفلسطينية التي تحكم جزءاً من الضفة الغربية والذي يعتبر في نظر المجتمع الدولي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، حتى لو كان في الواقع نفوذه وسلطته محدودة بشكل متزايد.


رسميا، تحدث «بلينكن» و «عبّاس» عن المساعدات الإنسانية في القطاع وزيادة العنف في الضفة الغربية، لكن الصحف ركزت كثيرا على بعض العبارات التي قال فيها «عبّاس» إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل مسؤولية قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب. وقال «عبّاس» في بيان له إن “غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين وستتحمل [السلطة الفلسطينية] المسؤولية الكاملة عنها كجزء من الحل السياسي الشامل للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.


وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز إن "مستقبل غزة لم يكن الموضوع الرئيسي للاجتماع لكن السلطة الفلسطينية تبدو مستعدة للعب دور".


وجرى طرد "حركة فتح"، الفصيل الفلسطيني الذي يتزعمه «عبّاس» والتي تهيمن على السلطة الفلسطينية، من القطاع في عام 2007 بعد خسارتها الانتخابات وفي أعقاب حرب أهلية مريرة ضد حماس. واليوم، ووفقاً لاستطلاعات الرأي، لا تزال "فتح" لا تحظى بشعبية كبيرة داخل قطاع غزة من السكان المحليين.