"إِلْ بوسْت": حماس أصبحت مسلحة أفضل بكثير مما كانت عليه وقتلى الجنود الإسرائيليين يؤكد ذلك - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

"إِلْ بوسْت": حماس أصبحت مسلحة أفضل بكثير مما كانت عليه وقتلى الجنود الإسرائيليين يؤكد ذلك

الإيطالية نيوز، السبت 4 نوفمبر 2023 - لقد أظهر الأسبوع الأول من الغزو البري للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة أن العمليات العسكرية من المرجح أن تكون أكثر قسوة وخطورة مما كانت عليه في جميع الحروب السابقة في المنطقة. السبب الرئيسي هو أن حماس، مقارنة على سبيل المثال بالغزو الأخير الذي حدث في عام 2014، أفضل استعدادًا وقبل كل شيء أفضل تسليحًا، وذلك بفضل إيران قبل كل شيء، بحسب رواية صحيفة "إل_بوست" الإيطالية الموالية للغرب.


ويمكن رؤية الفرق بين هذه الحرب والحرب السابقة بشكل واضح في عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا: في عام 2014، خلال غزو القطاع الذي استمر سبعة أسابيع، قُتل 67 جنديًا. في هذه الحرب قُتل 26 في الأسبوع الأول وحده، وهو معدل وفيات أكثر من الضعف، كما أشارت صحيفة "وُل ستريت جورنال"، وهو يحدث أيضاً في مرحلة الغزو التي لم يدخل فيها الجيش الإسرائيلي بعد قطاع غزة ويبدأ العمليات الأكثر خطورة وتعقيداً، تلك من معركة المدن.


أحد الاختلافات الرئيسية بين هذا الغزو والغزوات السابقة هو الأسلحة الموجودة تحت تصرف حماس. في عام 2014، كان لدى الجماعة نسبة جيدة من الأسلحة البدائية تحت تصرفها ولم يكن لديها سوى طرق قليلة للغاية لمواجهة المركبات المدرعة للجيش الإسرائيلي: في غضون أسابيع قليلة، توغلت إسرائيل في عمق قطاع غزة، ودمرت جزءا كبيرا من شبكة أنفاق حماس وثلثي الصواريخ التي كانت بحوزة الحركة.


ومع ذلك، استناداً إلى المراحل الأولى من هذه الحرب، يقول العديد من الخبراء بالفعل أن الأمور قد تغيرت. لقد أثبتت حماس أنها تمتلك أنواعاً جديدة من الأسلحة الأكثر إثارة للخوف تحت تصرفها، وأنها تبنت تكتيكات حرب العصابات الأكثر تطوراً. ومن بين أمور أخرى، استخدمت حماس بالفعل نوعين من الطائرات من دون طيّار: كل من الطائرات من دون طيّار الانتحارية، التي تطلق على هدفها وتنفجر، والطائرات من دون طيّار القادرة على حمل عبوات ناسفة والتي يتم إسقاطها على الهدف.


عنصر أخر مخيف إلى حد ما هو الصواريخ المحمولة المضادة للدبابات، والتي يمكن أن يحملها شخص واحد على الكتف وتكون فعالة للغاية ضد المركبات المدرعة والدبابات. وكان للصواريخ الموجهة من هذا النوع تأثير ملحوظ في الحرب في أوكرانيا ووضعت الجيش الروسي في صعوبة بالغة (المقارنة بين الحربين تتعلق فقط بالمجال العسكري، وبالتأكيد ليس بالمجال السياسي).


ويمكن ملاحظة أن حماس أصبحت أفضل استعداداً عسكرياً من خلال إطلاق الصواريخ، التي لم تتوقف قط منذ السابع من أكتوبر، وهو اليوم الذي وقعت فيه المذبحة ضد هاجمت فصائلها المسلحة الأراضي الفلسطينية المحتلة، جنوب قطاع غزة فأسرت عساكرا  ومدنيين إسرائيليين، وقتلت العشرات منهم ممن أبدوا المقاومة. كما أصبحت هذه الصواريخ متطورة بشكل متزايد.


بدأت حماس في تصنيع الصواريخ نحو عام 2002، خلال الانتفاضة الثانية، لكنها كانت في ذلك الوقت أسلحة بدائية للغاية يصل مداها الأقصى إلى بضعة كيلومترات. واليوم، يمكن لصواريخ حماس، التي لا يزال يتم تصنيعها إلى حد كبير داخل القطاع، أن تصل إلى جميع الأراضي الإسرائيلية تقريبًا، وبالتالي تقطع مئات الكيلومترات. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن حماس لا تزال قادرة على إطلاق هذه الصواريخ بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي المكثف فاجأت العديد من المحللين.


ومن ناحية أخرى، لا يقدم الجيش الإسرائيلي سوى القليل من المعلومات حول التقدم المحرز في هذه الحرب، وبالتالي لا نعرف، على سبيل المثال، عدد المركبات التي من المحتمل أن تكون قد دمرتها ميليشيات حماس. إلا أن فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة نشرت بعض مقاطع الفيديو الدعائية التي يظهر فيها رجال الميليشيات وهم يقومون بتدمير بعض الدبابات الإسرائيلية باستخدام أساليب مختلفة. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من مقاطع الفيديو هذه بشكل مستقل ولا توفر مؤشرًا موثوقًا حول خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة.


والكثير من هذه الأسلحة الجديدة والخطيرة جاءت إلى حماس من إيران، المتحالفة معها المناهضة لإسرائيل. من الناحية النظرية، بعد حرب عام 2014، تعاونت كل من إسرائيل ومصر لإبقاء حدود قطاع غزة مغلقة ومنع حماس من إعادة التسلح، ولكن في الواقع، مع مرور الوقت، تم إعادة تشكيل العديد من طرق تهريب الأسلحة والسلع الأخرى، وقبل كل شيء، بفضل استخدام الأنفاق. وكان التهريب عن طريق البحر دائمًا مشكلة بالنسبة لإسرائيل: فرضت إسرائيل حصارًا بحريًا كاملاً على القطاع، ولكن لسنوات لا يزال من الممكن توصيل البضائع إلى حماس عبر قوارب صغيرة أو سفن صيد أو حتى غواصات بدائية.


ولم تتلق حماس أسلحة من إيران فحسب، بل تلقت تدريباً أيضاً: ففي الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر، ذهب مئات من رجال ميليشيا حماس إلى إيران للتدريب على تكتيكات حرب العصابات.


ومع ذلك، لا بد من الأخذ في الاعتبار أنه حتى لو امتلكت حماس أسلحة وتكتيكات أفضل مما كانت عليه في السابق، فإن الجيش الإسرائيلي يظل بشكل استثنائي أكثر تقدمًا وأفضل تسليحًا.  فهي تسيطر على المجال الجوي، مما سمح لها بضرب نحو 11 ألف هدف عسكري في شهر واحد، وربما تكون واحدة من أكثر الجيوش في العالم استعدادًا لعمليات مكافحة العصابات وحرب المدن. ولهذا السبب فإن أغلب الخبراء لا يشككون في التفوق الشديد الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي، ولكنهم يؤكدون أن الحرب ضد حماس قد تكون دموية وربما طويلة الأمد.


ووفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، فقد قُتل حتى الآن أكثر من 9000 فلسطيني: معظمهم من المدنيين، حتى لو لم تميز حماس بين المدنيين.