وتنبأ «دوغين» أن “يكون أحد السيناريوهات المحتملة لمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط انطلاق الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.” أمام هذا الغليان “لا يستطيع «محمود عباس» احتواء الوضع، وعندما يرى إسرائيل تنفذ إبادة جماعية كاملة في قطاع غزة، يطلق الفلسطينيون ثورة شاملة. ويواصل جيش الدفاع الإسرائيلي مذبحة المدنيين في قطاع غزة.”
وأضاف الفليلسوف الروسي قائلًا: “توجد احتجاجات متزايدة في جميع أنحاء العالم ضد النخب الليبرالية الغربية المؤيدة لأمريكا والتي تقف بالإجماع لصالح إسرائيل. يتدخل "حزب الله" وتخترق حشود من العرب من الأردن الأطواق على الحدود.”
وتابع الفيلسوف الروسي الأكثر وطنية لروسيا قائلا في تحليله التكهني: “تشن الولايات المتحدة ضربات استباقية ضد إيران، التي تشارك بشكل متزايد في الصراع، وترد إيران على إسرائيل. سوريا تدخل الحرب وتهاجم مرتفعات الجولان: هناك تعبئة سريعة للعالم الإسلامي بأكمله.”
علاوة على ذلك، قال «دوغين» “الدول الإسلامية الموالية لأمريكا - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرها - تضطر إلى الانضمام إلى المواجهة إلى جانب الفلسطينيين. وتنضم إليها باكستان وتركيا وإندونيسيا.”
كما قال «دوغين» “أصبحت قصة إرسال طالبان قوات إلى الشرق الأوسط من خلال الأخبار الكاذبة حقيقة. الرايات السود لـ "خراسان" مرفوعة في جميع أنحاء العالم. وتتلاشى المشاكل بين السلفيين والتقليديين، بما في ذلك الشيعة، إلى الخلفية.”
وقال «دوغين»، العالم السياسي ورئيس قسم علم الاجتماع للعلاقات الدولية في كلية علم الاجتماع بجامعة موسكو الحكومية، أيضا “ لقد بدأ الجهاد العظيم للعالم الإسلامي ضد الغرب وإسرائيل. وتتخذ روسيا أولاً موقفاً محايداً، لكنها لا تتعجل في دعم إسرائيل، فهي في حالة حرب في أوكرانيا مع الغرب، الذي يقف بدوره إلى جانب إسرائيل بالكامل. في مرحلة ما من الانتفاضة في القدس الشرقية، أعلن الفلسطينيون الحاجة إلى تطويق المسجد الأقصى للحماية من جيش الدفاع الإسرائيلي. لقد ورد ذكر المسجد الأقصى في بداية الانتفاضة التي شهدها قطاع غزة - طوفان الأقصى. وتشن إسرائيل، في سياق قتالها للميليشيات الفلسطينية المسلحة ودفاعاً عن النفس، هجوماً صاروخياً على المسجد فينهار. هذا الفعل يسمح بتمهيد الطريق لبناء الهيكل الثالث. لكن... مليار مسلم، منهم 50 مليونًا (رسميًا) في أوروبا، يبدأون انتفاضة الآن في الغرب نفسه.”
ويتنبأ «ألكسندر دوغين» أيضا باندلاع الحرب الأهلية في أوروبا. قال حينها “يقف بعض الأوروبيين إلى جانب المثليين، وسوروس، والنخب الأطلسية، ويتحالف البعض مع المسلمين (على غرار آلان سورال) وينضمون إلى الثورة المناهضة لليبرالية.”
🇬🇧
— Alexander Dugin (@Agdchan) October 14, 2023
Let us try to describe one of the possible scenarios of further escalation in the Middle East. The Palestinian uprising begins in the West Bank and East Jerusalem. Mahmoud Abbas cannot contain the situation, and seeing Israel carrying out a full-blown genocide in the Gaza… pic.twitter.com/9qlFK2iBdn
ومما يتبأ به العالم السياسي الروسي أن رقعة الحرب تتوسع من منطقة صغيرة في الشرق الأوسط لتتحول إلى حرب عالمية من أجل الدفاع عن الأرض والقيم. في هذا الصدد، قال: “تستخدم الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية ضد إيران. تشن روسيا ضربة نووية تكتيكية ضد أوكرانيا، التي تسعى إلى التشبث بالغرب بأي ثمن واستفزاز موسكو بكل الطرق الممكنة. تندلع الحرب العالمية الثالثة باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية. وأخيراً تتخذ روسيا قرارها وتنحاز إلى جانب المسلمين. يدرك أنصار التدبير الأمريكي أن الساعة قد حانت. فروسيا تهاجم إسرائيل، ولو بشكل غير مباشر.”
كما تكهن «دوغين»، حسب الرؤية الروسية، أن “يقع الغرب تحت الحكم المباشر للمسيح الدجال. يموت العديد من زعماء العالم، ويظهر زعماء جدد ذو معتقدات أكثر تطرفًا. تهاجم الصين تايوان، مما يصرف انتباه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن هدف جديد. وتمتنع الهند عن الدعم المباشر الذي تعول عليه الولايات المتحدة.”
وتابع: “إن التاريح يتوقع عن أن يكون ضعيفا. يطالب النسويون والناشطون المثليون ونشطاء البيئة بوضع حد لكل ذلك، لكن لا أحد يستمع إليهم. إن الغرب مجبر على القتال ضد الجميع باسم هدف ما لم يعد قادرا على التعبير عنه - فقد اختفت جميع الأطروحات القديمة حول "حقوق الإنسان" و"المجتمع المدني" وغيرها من التعويذات في الواقع القاسي للموت الشامل القادم.”
وختم «دوغين» تنبؤاته قائلا: “يعترف «إيلون ماسك» بأنه توقف تمامًا عن فهم ما يحدث. إسرائيل تبدأ، تحت الضربات من كل جانب، في بناء الهيكل الثالث. وحده «موشياخ» يستطيع إنقاذ الموقف… هذا هو المكان الذي ينتهي فيه نص التحليل التنبئي فجأة.”
«ألكسندر دوغين» يثير تساؤلات مهمة حول التأخير غير المعتاد في العمل العسكري الإسرائيلي في غزة.
أثار الفيلسوف والإيديولوجي الروسي الشهير، «ألكسندر دوغين»، مؤخرًا عددًا من الأسئلة الرئيسية حول التأخير غير المتوقع للهجوم الإسرائيلي على غزة. وأشار «دوغين» في تغريدته إلى أنه قد تكون هناك تفسيرات أكثر تعقيدًا بكثير وراء هذا التأخير مما يمكن فهمه بشكل سطحي.
وكتب «دوغين» في رسالته على تويتر: “قد يكون تأخير العملية البرية نتيجة لأسباب أكثر تعقيدًا بكثير من الظروف الجوية. أظن أن الولايات المتحدة تراقب بقلق التماسك المتزايد للعالم الإسلامي ضد المصالح الأمريكية وتتساءل عما إذا كان بإمكانها إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للمضي قدمًا.”
ويضيف: “لا يمكن لأحد أن يبقى على الحياد. إن العملية البرية تمثل عبور الخط الأخير الذي لا يزال يفصل الإنسانية عن انقسام لا رجعة فيه، وحرب الحضارات والدمار الشامل.”
The delay of ground operation can have different explanation than weather. I guess US observing rapid growth of consolidation of muslim world on the anti-american basis are hesitating whether let Irael to do that or not. Calculation of direct consequences show total collapse of…
— Alexander Dugin (@Agdchan) October 15, 2023
كتب «ألكسندر دوغين» في تدوينته: “قد يكون للعملية البرية المتأخرة تفسيرات مختلفة عن الطقس. أعتقد أن الولايات المتحدة، التي تراقب التوحد المتزايد بسرعة في العالم الإسلامي على أساس مناهض لأمريكا، فيجعلها تتردد بشأن ما إذا كانت ستسمح لإسرائيل بالمضي قدمًا أم لا: إن حسابات العواقب المباشرة تظهر الانهيار التام للسياسة الأمريكية اتجاه العالم الإسلامي. لن يقبل أي مسلم على الإطلاق التطهير العرقي في غزة، ومقارنته بـ "النكبة 2.0". سيكون رد فعل العديد من الدول والحركات والأفراد: بعض ردود الفعل ستكون بطريقة عنيفة. وبشكل عام، يواجه الغرب تحديًا مباشرًا من الإسلام العالمي. لا أحد يستطيع أن يبقى محايدا. إن العملية البرية تمثل عبور الخط الأخير الذي لا يزال يفصل الإنسانية عن انقسام لا رجعة فيه، وحرب الحضارات والدمار الشامل.”
كما هو الحال دائمًا، يفتح فكر «ألكسندر دوغين» الطريق أمام تأملات عميقة. ويشير إلى أن تأخير الهجوم الإسرائيلي على غزة قد يكون بسبب ظهور تحالف قوي في العالم الإسلامي، متحالف ضد المصالح الأمريكية. ويجب تحليل هذا الجانب بعناية، لأن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كان له دائمًا تأثير كبير على المستوى العالمي.
ويواصل «دوغين» تسليط الضوء على العواقب الوخيمة المحتملة، مجادلًا بأن العمل العسكري المندفع يمكن أن يؤدي حتمًا إلى الانهيار التام للسياسة الأمريكية اتجاه العالم الإسلامي. وهذا يدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في العواقب الطويلة الأجل المترتبة على العمليات العسكرية الجارية.
كما يحذر المفكر الروسي من فكرة "التطهير العرقي" في غزة، مقارنا إياها بـ"النكبة 2"، وبالتالي على ضرورة تجنب تكرار مآسي الماضي، مشددا على أهمية البحث عن حلول دبلوماسية وسلمية.
تحثنا تأملات ألكسندر «دوغين» على عدم الاكتفاء بالتفسيرات السطحية وتدعونا إلى النظر في الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة التي يمكن أن تؤثر على قرارات بهذا الحجم.
ولم تدن روسيا بشكل مباشر وبشكل لا لبس فيه هجوم فصائل عسكرية جهادية تابعة لحركة حماس على ثكنات عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، الذين أدى هجومهم المفاجئ في 7 أكتوبر إلى إشعال الصراع المروع المستمر بين إسرائيل وغزة، مع مقتل الآلاف من الجانبين.
وبعد يومين فقط من بدء النزاع، أدلى وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» بتصريح قال فيه إن "المواجهة المسلحة الفلسطينية الإسرائيلية يجب أن تتوقف نهائياً، ويجب حل المشكلة مع السلطات المدنية، التي هي أيضاً ضحية الوضع". على وجه الخصوص، "التركيز على أسباب الصراع"، في إشارة إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية.
إن "الحرب العالمية المجزأة" التي أثارها البابا «فرانشيسكو» لسنوات تتطور بالفعل إلى صراع عالمي متزايد، حيث ترى روسيا تحقيق "مهمتها" في تحدي هيمنة الغرب "الجماعي".