اتّهام رئيسة المفوضية الأوروبية «فون دير لاين» بأنها مؤيِّدة للغاية لإسرائيل - الإيطالية نيوز

اتّهام رئيسة المفوضية الأوروبية «فون دير لاين» بأنها مؤيِّدة للغاية لإسرائيل

 الإيطالية نيوز، الإثنين 16 أكتوبر 2023 - في الأيام الأخيرة، اتهم بعض الدبلوماسيين وأعضاء المؤسسات الأوروبية رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، ورئيسة البرلمان الأوروبي، «روبرتا ميتسولا»، بسبب تبني موقف مؤيد للغاية لإسرائيل في التعليق على الحرب بين إسرائيل وحماس: بحسب منتقديهما، فإن كلتاهما لم تدينا بما فيه الكفاية القصف الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة الفلسطيني.


حماس، التي تسيطر على أراضي قطاع غزة منذ عام 2007، هي جماعة يعتبرها الاتحاد الأوروبي إرهابية من بين جماعات أخرى، ولم تعترف قط بشرعية إسرائيل كدولة وعارضت دائمًا أي محاولة للوساطة الدبلوماسية بشأن هذه القضية: في الواقع إن هدف حماس النهائي هو نقل إسرائيل كدولة من أراضيها المستعمرة إلى أي مكان أخر.


وبعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، ردت إسرائيل بحملة قصف مكثفة في جميع أنحاء أراضي القطاع، مع فرض "حصار كامل" (وبالتالي الحصار على إمدادات الغذاء والدواء والطاقة والوقود) وقرار منع وصول المساعدات الإنسانية من مصر.


يوم الجمعة الماضي، كانت «فون دير لاين» و«ميتسولا» في إسرائيل، حيث زارتا كيبوتس "كفار عزة" (الذي تعرض لهجوم شرس بشكل خاص من قبل ميليشيات حماس) واجتمعتا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» والرئيس «إسحاق هرتزوغ».


وفي كلمة ألقتها بحضور «نتنياهو»، أدانت «فون دير لاين» هجوم حماس وقالت بوضوح إن «أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل» وإن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، بل من واجبها الدفاع عن مواطنيها».


  وأضافت أيضًا: “أعلم أن رد إسرائيل ستثبت أن [البلاد] دولة ديمقراطية”.

وفي يوم الجمعة، فرضت إسرائيل بالفعل "حصارًا كاملاً" على قطاع غزة، وقطعت جميع إمدادات السلع الأساسية، وقصفت أراضي القطاع لعدة أيام، مما أدى أيضًا إلى ضرب العديد من البنى التحتية المدنية.


وقالت «فون دير لاين» إن "حماس وحدها هي المسؤولة عما يحدث"، وأن تصرفات الجماعة "لا علاقة لها بالتطلع المشروع للشعب الفلسطيني" في الحصول على دولته الخاصة. ولكنها لم تذكر شيئا عن عواقب الرد الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين.


كما عقدت «فون دير لاين» و«ميتسولا» مؤتمرا صحفيا قصيرا مع «هرتسوغ»، الذي أدان بشدة أعمال العنف التي ارتكبها مسلحو حماس. وأشارت «ميتسولا» إلى أن حماس "منظمة إرهابية لا تمثل تطلعات الفلسطينيين"، وقالت إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وإسرائيل "العمل معا بشأن العواقب الإنسانية لما نشهده"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتنتمي كل من «ميتسولا» و«فون دير لاين» إلى مجموعات سياسية تنتمي إلى يمين الوسط. وفي يوم الجمعة أيضًا، اتهمت «ناتالي لوازو» (Nathalie Loiseau)، عضو البرلمان الأوروبي عن مجموعة تجديد أوروبا الليبرالية، «فون دير لاين» بأنها "نسيت" القول إنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يدعم إسرائيل، إلا أنه يجب عليه في كل الأحوال أن يحترم القانون الإنساني الدولي (وهو موضوع ظل قيد المناقشة منذ أيام).

وتساءلت «ناتالي لوازو» قائلة في إشارة إلى «فون دير لاين»: "لا أفهم ما علاقة رئيسة المفوضية بالسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهي ليست مسؤولة عنها."


كما كتب نائب سفير السلطة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي، «عادل عطية»، في منصة "إكس" أن «فون دير لاين» وميتسولا و«هيرزوغ» يشتركون في "معايير مزدوجة" بشأن القضايا الإنسانية، متهمين ضمنيًا المؤسسات الأوروبية بإعطاء قيمة أكبر لحياة الناس الإسرائيليين مقارنة بحياة الفلسطينيين.


وقال زعيم الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، «إيراكستي غارسيا» (Iraxte García)، لصحيفة "بوليتيكو" الإلكترونية إن«فون دير لاين» و«ميتسولا» كانتا على حق في إدانة تصرفات حماس، لكن يجب عليهما أيضًا "عرض موقف الاتحاد بأكمله، بما في ذلك موقف الدول الأعضاء". وفي هذا "لقد فشلتا بدعمهما "التحيز غير المقبول" الذي لا يمكن إلا أن يسبب الضرر."


وقد اتخذ ممثلون مهمون آخرون للمؤسسات الأوروبية مواقف أكثر وضوحا. واتهم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية «جوزيب بوريل» (Josep Borrell)، الحكومة الإسرائيلية بانتهاك القوانين الدولية، ودعا إلى إعادة فتح حدود القطاع بشكل فوري للسماح بدخول القوافل الإنسانية.


وكما أبرزت صحيفة "بوليتيكو"، فإن الاتهامات الموجهة ضد «فون دير لاين» تأتي بعد سلسلة من الاتصالات المربكة بشأن مصير الأموال الأوروبية لفلسطين: وأعلن أحد المفوضين يوم الاثنين الماضي تعليقها الفوري، لكن المفوضية الأوروبية غيرت نسختها بعد فترة وجيزة، قائلة إنه لن تكون هناك سوى "مراجعة عاجلة" لبعض أنواع التمويل.


وأعلنت المفوضية أخيرا، السبت، مضاعفة المساعدات المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة ثلاث مرات، لتصل إلى 75 مليون يورو. وفي معرض تقديم القرار، أكدت «فون دير لاين» أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس "مع الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي"، وأنه من المهم توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الإشارة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل أو المطالبة صراحة بفتح الحدود.