كان «نابوليتانو» على مدى عقود من رواد "الحزب الشيوعي الإيطالي" في ما يسمى بالجمهورية الأولى، ثم رئيسًا للبرلمان ووزيرًا للداخلية بعد عام 1992، وقد وصل إلى ذروة نفوذه السياسي في وقت متأخر من حياته، خلال فترة ولايته الأولى. كرئيس للجمهورية وجد نفسه يدير لحظات دقيقة من الناحية السياسية ولحظات مضطربة من الناحية الاقتصادية.
على الرغم من أنه حافظ دائمًا على النصوص الدستورية، التي تنص على توسيع صلاحيات رئيس الدولة في فترات عدم الاستقرار الأكبر في النظام السياسي، يتمتع «نابوليتانو» بمكانة خاصة كرئيس للجمهورية الإيطالية. وخلال فترة أزمة الديون السيادية، التي هددت بانهيار الاقتصاد الإيطالي في عام 2011، دفع باتجاه استقالة رئيس الوزراء آنذاك «سيلفيو برلسكوني» (Silvio Berlusconi)، ثم تعيين حكومة فنية برئاسة «ماريو مونتي» (Mario Monti).
ولكن قبل كل شيء، خلال المرحلة اللاحقة، بعد انتخابات عام 2013، أصبح «جورجو نابوليتانو» رئيسًا مثيرًا للجدل، والذي اعتبرته بعض القوى السياسية أحيانًا مُرهِقًا للغاية. في تلك الانتخابات، حصلت "حركة 5 نجوم" على نتيجة أعلى بكثير من التوقعات، وحقيقة أن «نابوليتانو» عين ليس حكومة واحدة بل إثنتين على أساس "اتفاقيات واسعة" بين يسار الوسط ويمين الوسط. هذا الائتلاف استبعد "حركة 5 نجوم"، ، التي استغلت حينها لفترة طويلة الوضع السياسي كأداة دعائية للهجمات السياسية ضد «نابوليتانو» نفسه وضد رئيسي الوزراء في تلك السنوات، «إنريكو ليتا» (Enrico Letta) و«ماتيو رينسي» (Matteo Renzi).
في الصحف وبين النقاد، بدأ إطلاق لقب "الملك جورجو" على «نابوليتانو»، وهو لقب سيأخذ لاحقًا أيضًا دلالات إيجابية.
ولد «جورجو نابوليتانو» في نابولي في 29 يونيو 1925 لعائلة برجوازية، بعد ثلاث سنوات من بداية العشرين عامًا من الفاشية. كان والده «جوفاني» محاميًا وشاعرًا، وهو في الأصل من "غالّو دي كوميزيانو"، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة نابولي. كانت والدته كارولينا بوبيو من أصول بييمونتية.
