وفي نهاية الاجتماع، تم نشر إعلان نهائي، وهو وثيقة غير ملزمة قانونًا موقعة من جميع الأعضاء يعبر فيها رؤساء الحكومات عن موقف مشترك بشأن مختلف القضايا. في هذه الحالة يوجد الكثير من الحديث عن الالتزام بالبيئة والتنمية المستدامة لدول نصف الكرة الجنوبي.
يوجد أيضًا قسم مخصص للحرب في أوكرانيا، يُقال فيه بشكل عام جدًا إنه «يجب على جميع الدول الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها لمواصلة الاستيلاء على الأراضي ضد سلامة الأراضي والسيادة أو الاستقلال السياسي لأي دولة»". وهو جزء يثير الكثير من النقاش لأنه لا يحتوي على أي إشارة إلى من بدأ الحرب في أوكرانيا، أي روسيا.
وحدث الشيء نفسه في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها "بالي" بإندونيسيا العام الماضي: فقد أدرجت جمل غامضة للغاية حول الحرب في أوكرانيا في الإعلان الختامي، حتى لا يتم اتهام روسيا علناً بالذنب في هذه الحرب. وكما حدث بالفعل في العام الماضي، هدد ممثل روسيا في مجموعة العشرين (وزير الخارجية «سيرجي لافروف») بعدم التوقيع على الإعلان إذا تضمن الإعلان إشارة إلى دور روسيا في الحرب.
ولكن حتى بضعة أيام مضت، بدا الأمر وكأن من الممكن ألا تتمكن البلدان الأعضاء في مجموعة العشرين في نهاية المطاف من نشر إعلان مشترك، وذلك على وجه التحديد بسبب معارضة روسيا. وفي الأشهر الأخيرة، لم تتمكن الاجتماعات الوزارية المختلفة لمجموعة العشرين قط من إنتاج وثيقة مشتركة، ويبدو أن الاجتماع النهائي يمكن أن ينتهي أيضا على هذا النحو، لأول مرة في تاريخ مجموعة العشرين. وكانت المسودة التحضيرية الأخيرة للإعلان، التي وضعها المفاوضون من كل دولة على حدة، تحتوي على صفحة فارغة في القسم الذي تمت فيه مناقشة مسألة الحرب في أوكرانيا.
وفي النهاية تم التوصل إلى حل وسط يرضي روسيا. وتعليقا على البيان، قال «لافروف» إنه "علامة فارقة" "تعكس موقفنا بالكامل". لكن الحكومة الأوكرانية انتقدت النص بقسوة شديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية «أوليغ نيكولينكو» (Oleg Nikolenko) في منشور على فيسبوك إن “أوكرانيا ممتنة لشركائها الذين حاولوا إدراج صياغة قوية في النص. وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا، ليس لدى مجموعة العشرين ما تفتخر به."
وتحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أيضًا عن التسوية التي تم التوصل إليها في الإعلان، واصفة إياها بالنجاح الدبلوماسي: “لقد عملنا من أجل إصدار إعلان يتضمن إشارة محددة إلى أوكرانيا، ولم يكن ذلك نتيجة حتمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الاجتماعات الوزارية جميعها انتهت من دون إعلان نهائي.” وقالت ميلوني في حديثها للصحفيين: “إنه إعلان تسوية ولكني ما زلت أعتبره مهمًا في هذا السياق.”
