الموقع الإيطالي كتب "بعد ثلاثة أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب غرب المغرب وأدى إلى مقتل ما يقرب من 2500 شخص، تتم مناقشة دور الملك محمد السادس في البلاد وخارجها: وفقا لبعض النقاد، فهو لا يستجيب بشكل حاسم بما فيه الكفاية لحالة الطوارئ، كما أن تقاعسه، في نظام سياسي يعتمد بشكل كبير على شخصية صاحب السيادة، يمكن أن يخلق مشاكل لجهود الإغاثة. ولهذه الانتقادات أصول بعيدة إلى حد ما: فقد اعتُبر ملك المغرب لبعض الوقت منعزلا وغير منخرط بشكل كبير في الحياة السياسية لبلاده."
في وقت وقوع الزلزال، كان الملك محمد السادس في باريس، حيث يقضي في كثير من الأحيان إجازة، وعلى الرغم من عودته إلى المغرب صباح يوم السبت، بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، إلا أنه لم يقم بعد بإلقاء خطاب علني للأمة، ولم ذهب إلى مراكش أو مناطق أخرى قريبة من مركز الزلزال.
ونشرت وسائل الإعلام بعد ظهر السبت صورة -الوحيدة في الأيام الأخيرة- تظهره وهو جالس حول طاولة بصحبة رئيس الوزراء وشخصيات بارزة أخرى في الحكومة المغربية في الرباط، لتظهر أن السلطات كانت تتعامل مع مشكلة.
وحتى تلك اللحظة، بعد ساعات عديدة من وقوع الزلزال، لم يكن أي وزير أو جنرال في الجيش أو سياسي محلي قد أعرب شخصيًا عن رأيه في الحادث، على الرغم من تعبئة خدمات الطوارئ والجيش على الفور وإجراء الاتصالات الرسمية بالفعل.
وأضاف الموقع الإيطالي قائلا: "في وقت وقوع الزلزال، كان الملك محمد السادس في باريس، حيث يقضي في كثير من الأحيان إجازة، وعلى الرغم من عودته إلى المغرب صباح يوم السبت، بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، إلا أنه لم يقم بعد بإلقاء خطاب علني للشعب، ولم يذهب إلى مراكش أو إلى مناطق أخرى قريبة من مركز الزلزال. ونشرت وسائل الإعلام بعد ظهر السبت صورة -الوحيدة في الأيام الأخيرة- تظهره وهو جالس حول طاولة بصحبة رئيس الوزراء وشخصيات بارزة أخرى في الحكومة المغربية في الرباط، لتظهر أن السلطات كانت تتعامل مع مشكلة. وحتى تلك اللحظة، بعد ساعات عديدة من وقوع الزلزال، لم يكن أي وزير أو جنرال في الجيش أو سياسي محلي قد أعرب شخصيًا عن رأيه في الحادثة، على الرغم من تعبئة خدمات الطوارئ والجيش على الفور وإجراء الاتصالات الرسمية بالفعل."
يوم الأحد، توجه رئيس الأمن الوطني «عبد اللطيف الحموشي»، أحد أقوى الرجال في المغرب، إلى مراكش، حيث تحدث مع السكان المحليين الذين ينامون في الشوارع لمدة ثلاثة أيام، كما هو الحال في العديد من المناطق الأخرى، لأنهم لا لم يعد لديه منزل، أو لأنه يخشون العودة إليها وتتكرر الهزات الأرضية، لكن لا توجد صور لزيارته، باستثناء صورة تظهره وهو يغادر في السيارة.
وذكر الموقع الإيطالي في المقال نفسه أن الصحفي «عمر بروكسي» (Omar Brouksy) أوضح لصحيفة "لوموند" أن هذا الجمود يرجع إلى "قاعدة غير مكتوبة ولكن مطبقة بصرامة تنص على تحدث أن "لا يتحدث أي مسؤول أو يتحرك قبل صاحب الجلالة".
لتزكية هذا الادعاء، أوضح موقع "مغاربة إيطاليا"، الأكثر اهتماما بالشؤون المغربية الإيطالية، والأكثر شهرة لدى الجالية المغربية في إيطاليا، “للذين يتساءلون عن غياب المسؤولين المغاربة عن الأنظار على إثر الفاجعة التي هزت ربوع شاسعة من المملكة، ويقارنون ما يحدث مثلا في بلد كإيطاليا حيث تجد أن رئيس الحكومة و الوزراء هم أول الحاضرين في مثل هذه الظروف، هناك في المغرب "تقليد" (قد نكون متّفقين أو لا معه) أن في حالة الكوارث تتولى المؤسسة الملكية قيادة الأزمة بصفة مباشرة ولا أحد من المسؤولين سيتحرّك إلا إذا أذِن له الملك بذلك.”
وقد حدث وضع مماثل بالفعل في عام 2004، عندما وقع زلزال أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص في محافظة الحسيمة، شمال الولاية، ولم يتحدث أحد حتى زار الملك المناطق المتضررة بعد أربعة أيام.
يضاف إلى ذلك أن محمد السادس أصبح في السنوات الأخيرة أقل نشاطا في سياسة بلاده، ويقضي فترات طويلة من العام في الخارج أو في إجازة، عادة في مساكنه الفاخرة في باريس والغابون. وعلى مر السنين، ألغى أيضًا العديد من الاجتماعات مع رؤساء الدول في اللحظة الأخيرة، مثل الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسباني «بيدرو سانشيز»، أو مسؤولين مهمين مثل وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو».
وكان قد حد من رحلاته في عام 2023، لكنه ألغى مؤخرًا الخطاب الرابع من خطاباته السنوية، الذي يقام في 20 أغسطس من كل عام في ذكرى "ثورة الملك والشعب" وذكرى منفى جده السلطان «محمد الخامس» . وكان من المفترض أن يلقي الخطاب عشية عيد ميلاده الستين، الذي قضاه في مقر إقامته بولاية الحسيمة. وفي بداية سبتمبر عاد إلى باريس، حيث يمتلك مبنى بقيمة 80 مليون يورو في منطقة "برج إيفل" اشتراه خلال الوباء.
وعلى الرغم من غيابه المتكرر، يحتفظ الملك بسلطة كبيرة في اتخاذ القرار في الشؤون السياسية المغربية، وفي السنوات الأخيرة تحدث عدة مرات بشأن النزاع حول الصحراء الغربية، وهي منطقة في جنوب المغرب تسيطر عليها جزئيا جبهة البوليساريو، وهي حركة تطالب بالاستقلال عن المملكة المغربية منذ أكثر من أربعين عامًا وتدعمها الجزائر. ورغم أنه يقضي الكثير من الوقت في باريس وفي قلعته "بيتز" الواقعة في ريف شمال العاصمة الفرنسية، إلا أن العلاقة بين المغرب وفرنسا ساءت في السنوات الأخيرة أيضا بسبب الصحراء الغربية.
وفي عام 2021، زعم تحقيق صحفي أن المخابرات المغربية استخدمت برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" للوصول إلى هاتف الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وهي اتهامات نفتها الحكومة المغربية دائمًا. منذ ذلك الحين، اتخذت فرنسا موقفا متزايدا لصالح الجزائر وضد المغرب في نزاع الصحراء الغربية، لدرجة أن الملك «محمد السادس» أعلن في خطابه السنوي للأمة في عام 2022 أن العلاقات مع الدول الحليفة ستتأثر قياسًا مع موقفها في هذا الأمر وكان كثيرون يعتقدون أن هذا البيان موجه صراحة إلى فرنسا. وكانت فرنسا من بين الدول التي عرضت إرسال المساعدة عقب الزلزال، لكن المغرب رفض، مدعيا رسميا أنه لا يريد خلق مشاكل في التنسيق.