إفريقيا تتمرد على فرنسا.فكرة القارة الموحدة آخذة في النمو لمحاربة الاستعمار القائم عن بعد - الإيطالية نيوز

إفريقيا تتمرد على فرنسا.فكرة القارة الموحدة آخذة في النمو لمحاربة الاستعمار القائم عن بعد

 


الكاتب: حسن أمحاش ميلانو

هذا لا يمكن فهمه إلا من خلال الغوص الحر في الإنترنت والتجديف والتجوّل في شبكات التواصل الاجتماعي التي تفيض منها الكلمات وتنتشر. وكان هناك اجتماع مجموعة "البريكس" في جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا، والذي لم يؤجج من جديد فقط الفطرة الأصلية المناهضة للاستعمار فحسب، بل أعاد تنشيطها بفِعل التشجيع المتكرر لوضع حد لتوغل الغرب في إفريقيا وسرقة خيراتها بتواطؤ مع رؤساء وقادة خونة.


إفريقيا اليوم تناقش بغضب الأخطاء الاستعمارية التي لاتزال تنهك وتضعف المواطن الإفريقي لدرجة تجعله في نظر الغرب مجرد متخلف ورجعي، متجمد العقل والتفكير. إفريقيا، التي بدلا من هجر المستعمر ظلت تحت سلطته وبطشه وعساكره لفترة طويلة منذ الاستعمار المادي، ترى  الآن في الروس والصينيين الخلاص، وتحاول أن تفعل ذلك من خلال قفزة ثقافية وتواصلية لم تجعلها مرئية.


وبشكل جماعي، استيقظ الأفارقة ورفعوا أصواتهم المطالبة بالانفصال عن فرنسا، عن العملة الفرنسية، وحتى عن اللغة الفرنسية التي لديهم منها مجال أدبي وتعبيري هائل: الجزائريون والتونسيون ينهجون سياسة التخلص منها. 


في هذا الصدد، تحضرني مقولة وزير الخارجية الروسية، «سيرجي لافروف»: “في اليوم الذي تتحرر فيه أفريقيا من فرنسا، ستنهار فرنسا، لأن كل شيء فرنسي يأتي من أفريقيا. ونحن نشيد بفكرة أفريقيا الموحدة من أجل أطفال إفريقيا الذين يعملون في المناجم والحفر الضيفة لإسعاد أطفال فرنسا، التي تمنحهم جزءً ضئيلا من خيراتهم بلدانهم المنهوبة كصدقة لإذلالهم.” في مقابل هذا الكلام، اسنحضر تصريح الإسباني «جوسيب بورّيل» الذي وصف أوروبا بـ. "الحديقة" وبقية العالم بـ "الأدغال". هذه التعاليق أيقضت الأفارقة من غفلتهم وصححت لهم النظرة للغرب..أسألوا «صامويل إيتو" و«ماريو بالوتيلي»، و «داني ألفيش»..أسألوا المهاجرين الارامل والعجائز والشيوخ والأطفال الذين ظلوا عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا..كيف عاملهم جنود الاتحاد الأوروبي، كيف التزمت الألمانية الشريرة «أورسولا فون دير لاين»...واسالوا أنفسكم كيف، في المقابل، استقبلوا الأوكران..إنه الكيل بمكيالين في المشاعر وتصنيف البشر إلى ورد يستحق الولوج إلى الحديقة المزعومة وذباب يستحق السحق والرفض. اسألوا عن ذلك من دون خجل، لأن الخجل مات بداخلنا ولم يعود قادر على تلوين وجوهنا.