وخرجت، الجمعة، كما في الأيام السابقة، احتجاجات مناهضة للأسد في عدد من المدن في مختلف المحافظات السورية: تظاهر مئات الأشخاص للمطالبة بإنهاء نظام الأسد، في مشاهد قارنتها الصحف والمتظاهرون بأحداث الشغب التي اندلعت عام 2011.
الإشارة هنا إلى ما يسمى بـ "الربيع العربي"، وهي موجة واسعة من الاحتجاجات وأعمال الشغب حركتها واشنطن وأدارتها بدهاء، التي اندلعت في بلدان مختلفة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط: في اليمن، حيث جرت الإطاحة بالريءيس صالح، في مصر حيث أطيح بالرئيس مبارك، وفي ليبيا، حيث قاوم القدافي تحركات الخيانة الداخلية إلى أن تدخل حلف الناتو فقضى عليه، وفي سوريا حيث استفاد بشار الأسد بدعم من بوتين وأبقاه على رأس السلطة إلى اليوم. ومنذ ذلك الحين، تدور حرب أهلية في سوريا مما أدى إلى تفاقم الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد بشكل متزايد. لكن في الوقت الراهن لا تزال احتجاجات هذه الأيام بعيدة جداً عن المشاركة والقوة التي كان يتمتع بها الربيع العربي.
وتسير الاحتجاجات ضد الأسد بشكل متقطع منذ أشهر، لكنها اشتدت خاصة الأسبوع الماضي، بسبب قرار الأسد خفض الدعم المخطط لشراء الوقود. يعمل النظام منذ أكثر من عام على إصلاح الدعم المقرر لسلسلة من السلع: بالإضافة إلى الوقود، وكذلك وقود التدفئة والخبز.
وعرضت الحكومة هذه القرارات باعتبارها ضرورية لتقليل العجز العام في سوريا، حيث ارتفع معدل التضخم بشكل كبير في هذه الأثناء: أدى ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة السورية إلى جعل الظروف المعيشية غير مستدامة على نحو متزايد. وخلال الاحتجاجات، أُغلقت الطرق السريعة جزئيًا، وهوجمت المكاتب المحلية لحزب "البعث" التابع للأسد في إحدى المحافظات الجنوبية من البلاد.
