«بروس لي».. خبير فنون القتال الأكثر نفوذاً في التاريخ الحديث - الإيطالية نيوز

«بروس لي».. خبير فنون القتال الأكثر نفوذاً في التاريخ الحديث

 الإيطالية نيوز، الجمعة 21 يوليو 2023 -  كان يبلغ «بروس لي» من العمر 32 عامًا عندما توفي  في 20 يوليو 1973، أي قبل خمسين عامًا، في هونغ كونغ بسبب عواقب "الوذمة الدماغية" نتيجة تناول عقار دوائي لم يتوافق مع صحته العامة. في آسيا، كان أحد أشهر الشخصيات العامة، وفي الولايات المتحدة كان ممثلًا غير معروف، الذي الإعلان عن وفاته نشر في عدد قليل من الصحف، وبعضها مليء بالأخطاء. أصدر فيلمه الأكثر نجاحًا، "دخول التنين"، بعد شهر من وفاته.

 وفاة «بروس لي» المبكرة والشعبية المتزايدة لفنون الدفاع عن النفس في الغرب، والتي ساعد في تعريفها أكثر من أي وقت مضى، جعلت «لي» في غضون بضع سنوات قدوة وشخصية معروفة مثل قلة من الآخرين في القرن العشرين.

كما كتب الأمريكي «ماثيو بولي» (Matthew Polly) في سيرته الذاتية لعام 2018، "بروس لي: حياة"، كان لي هو المشهور الوحيد من عياره الذي كانت شهرته في الغرب بعد وفاته تمامًا كما حدث مع المغني الموسيقي للون الراي الجزائري حسني  شقرون، المعروف فنيا بـ "الشاب حسني"، الذي نال لقب ملك الأغنية العاطفية. لعب «بروس لي» دور البطولة في خمسة أفلام فقط في أربع سنوات، لكن كان له تأثير لا يُحصى على نجاح فنون الدفاع عن النف ، سواء داخل السينما أو خارجها.

في السينما، أسس نموذجًا أصليًا للبطل: أعاد تعريف نوع أفلام القتال وألهم العديد من المخرجين والمنتجين والممثلين الآخرين من بعده. خارج السينما أسس تخصص فنون الدفاع عن النفس الهجين، "جيت كون دو"، والذي جمع بين المفاهيم الفلسفية وتقنيات القتال التقليدية المختلفة، والتي طور من خلالها الأفكار والتقنيات التي لا تزال متداولة.

حتى اليوم، كتب الصحفي «جون بليك» (John Blake) في عام 2018، أنه من الصعب تخيل بلد في العالم حيث لا يوجد على الأقل فتى أو فتاة ملصق «بروس لي» مثبت على جدار غرفة نومهم. كما أنه من الصعب أن نتخيل أنه من  دونه كانت فنون الدفاع عن النفس قد أصبحت ظاهرة جماهيرية، وموضوعًا للتدريس وموضوعًا لأفلام مختلفة جدًا، من "كيل بيل" إلى "باندا كونغ فو".

ولد في "سان فرانسيسكو" في 27 نوفمبر 1940 لكنه نشأ في "هونغ كونغ"، حيث عمل والده كممثل أوبرا، وقضى «لي» معظم حياته في رحلات مكوكية عبر المحيط الهادئ بين آسيا والولايات المتحدة. كان هذا تجسيدًا لتبادل متزايد ومستمر للأفكار والأشخاص في كلا الاتجاهين، وفقًا لـ «داريل مايدا» (Daryl Maeda)، أستاذ الدراسات العرقية في جامعة "كولورادو بولدر". وسمحت له صلات والده بالاقتراب من عالم التمثيل في وقت مبكر جدًا، عندما كان يبلغ من العمر وقتئذ الحادية عشرة.

تصف السير الذاتية لـ «لي» تعلمه لفنون الدفاع عن النفس كعامل رئيسي في تكوينه العام، حتى قبل نجاحه وشعبيته كشخص بالغ. بدأ ممارسة "وينغ تشون" في سن 13 عامًا، وهو أسلوب لـ "الكونغ فو" من جنوب الصين، يعتمد بشكل أساسي على تقنيات الدفاع عن النفس والقتال من مسافة قريبة، وهو مفيد في العديد من الظروف لخلل التوازن بين الخصوم عن طريق صد هجماتهم. وبالنسبة له، الذي اشتهر في طفولته بالتورط في كثير من الأحيان في معارك الشوارع، كان التدريب أيضًا وسيلة لتكريس وقته وطاقته البدنية.

واصل «لي» أيضًا ممارسة فنون الدفاع عن النفس في الولايات المتحدة، حيث أرسلته عائلته للدراسة في عام 1959، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره. في "سياتل" - حيث التقى بزوجته المستقبلية، «ليندا إيمري» (Linda Emery) - درس في جامعة واشنطن وعمل لبعض الوقت كنادل في مطعم مع توسيع معرفته بأساليب وتقنيات القتال الأخرى. لذلك أسس نظامًا جديدًا، "جيت كون دو" (حرفيًا "الطريقة التي تعترض اللكمة")، وافتتح صالة ألعاب رياضية لتعليمها. كان «جيسي غلوفر» (Jesse Glover) أحد طلابه الأوائل، وهو ممارس جودو أمريكي من أصل أفريقي، الذي عندما  لا يكون يواجه مشكلة مع الشرطة، كان ينتظر «لي» أن يغادر المطعم في نهاية مناوبته، ليتعلم شيئًا منه.

وكما كتبت "الأطلنتيك" في سنة 2020، لا يمكن لأي شخص عدم ملاحظة الأسلوب الشامل لـ «لي» كمدرس لفنون القتال، في وقت كان لا يزال ينظر فيه إلى تعليم الغربيين هذا الفن بتحيز من قبل معلمي المدارس الشرقية. لقد عانى «لي» نفسه من هذا النوع من التمييز في "هونغ كونغ" عندما التحق بمدرسة "وينغ تشون" للسيد الأسطوري «إب مان» (Yip Man) عندما كان صبيًا، مما أثار احتجاجات بين الطلاب الآخرين على الأصول الأوروبية الآسيوية لوالدته، «غرايس هو» (Grace Ho) (جد «لي» من أمه كان كانتوني، وجدته من والدته إنجليزية).

كانت التحيزات العنصرية عنصرًا حاضرًا بشكل أو بآخر في حياة «لي»، جنبًا إلى جنب مع محاولاته للتغلب على حدود الهوية الثقافية التي كانت تعاقب في كثير من النواحي: "آسيوي جدًا في المجتمع الأمريكي، وأمريكي جدًا في هونغ كونغ"، كما لخصه "الأطلنتيك".