الدعوة، التي أوردتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" لأول مرة، من المرجح أن تشهد زيارة ولي العهد السعودي للمملكة المتحدة في أواخر الخريف. رفض "داونينغ ستريت" تأكيد ما إذا كانت قد وجهت دعوة رسمية للزعيم السعودي، مع ذلك، حيث صرح المتحدث بإسم رئيس الوزراء «ريشي سوناك» بأنه "لم نبعث دعوات إلى قادة أجانب" وأن مثل هذه الزيارات "يتم تحديدها بالطريقة العادية."
ستكون زيارة «بن سلمان» هي الأولى له إلى بريطانيا منذ عام 2018، قبل وقت قصير من قتل عملاء سعوديين الصحفي السعودي المنفي الولايات المتحدة «جمال خاشقجي» في قنصلية المملكة في اسطنبول، في عملية خلصت إليها وكالات المخابرات الأمريكية بأمر من ولي العهد نفسه.
أثارت الرحلة القادمة مخاوف من أن لندن تتحرك لتجاهل مقتل «خاشقجي» وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، لا سيما في وقت كانت فيه دول غربية أخرى تحتضن «بن سلمان» دبلوماسياً. أحدث مثال على هذه الترحيب هو إقامته التي استمرت أسبوعًا تقريبًا في باريس الشهر الماضي، حيث التقى بالرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» وحضر قمة تمويل المناخ.
وتناول المتحدث بإسم «سوناك» هذه المخاوف بالقول إن موقف رئيس الوزراء من مقتل «خاشقجي» هو أنها كانت "جريمة مروعة" وأن المملكة العربية السعودية "يجب أن تضمن عدم تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى".
تأتي الدعوة المذكورة في ظل تطورات مختلفة بين البلدين، حيث تتفاوض المملكة المتحدة حاليًا على اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي - وهي منظمة تعتبر الرياض عضوًا رئيسيًا فيها - وتغازل المملكة العربية السعودية بريطانيا للتصويت في نوفمبر لاستضافتها معرض "إكسبو 2030"، وهو هدف رئيسي للمملكة يتماشى مع رؤية 2030.
ومن بين معارضي هذه الزيارة المزعومة، «بولي تروسكوت» (Polly Truscott)، مستشارة السياسة الخارجية لمنظمة العفو الدولية، أدانت التي دعوة المملكة المتحدة لولي العهد ووصفتها بأنها "تمد السجادة الحمراء" لـ "سفّاح" وتمكينه من "استغلال هذه الزيارة لإعادة تأهيل نفسه على المسرح العالمي".
وقالت إنه "يجب محاسبة «محمد بن سلمان» وحكومته على النحو الواجب على الانتهاكات التي ارتكبها المسؤولون السعوديون، بما في ذلك مقتل «خاشقجي»، وانتشار التعذيب في السجون السعودية، والقصف العشوائي للمدنيين في اليمن".
كما دعت «تروسكوت» رئيس الوزراء «سوناك» إلى اتخاذ موقف المواجهة خلال الزيارة، قائلة إنه "يجب أن يكون مستعدا لمواجهة ولي العهد بسبب السجن الفادح لـ «سلمى الشهاب»، طالبة الدكتوراه في "ليدز" التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 27 عاما. بعد محاكمة جائرة بسبب تغريداتها الداعمة لحقوق المرأة في السعودية."