وفي حديثه في مؤتمر صحفي في موسكو، قال «لافروف» إن مجلس الأمن يجب أن يتم إصلاحه "وفقًا للواقع الحالي"، ويجب أن تكون هيمنة الدول الغربية متوازنة.
"من بين الأعضاء الخمسة عشر (الدائمين وغير الدائمين)، يشغل ما يسمى بـ" المليار الذهبي" ستة مقاعد؛ وهذا غير عادل وظالم. لذلك، سنسعى إلى توسيع عضوية مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن من خلال تضمين دول اسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ".
وقال الوزير الروسي إن الوقت قد حان للانتقال إلى المساواة، مضيفًا أنه "إذا كان الجميع مع الديمقراطية، فلا ننسى أن الديمقراطية مطلوبة أيضًا في العلاقات الدولية".
تمرد "فاغنر" و صفقة حبوب البحر الأسود
انتقل «لافروف» إلى محاولة التمرد التي قامت بها مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية، فحث السياسيين الغربيين على "عدم القلق" ووصف أحداث 24 يونيو بأنها "مشكلة، لا أكثر".
بعد هذه الأحداث التي دغدغت الكرملين وأيقظته من غفلته، انتقل قائد المرتزقة "فاغنر"، «يفغيني بريغوزين» (Yevgeny Prigozhin)، إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي، «ألكسندر لوكاشينكو» (Alexander Lukashenko)، ينهي التمرد الذي قاده «بريغوجين» ضد القيادة العسكرية الروسية.
وقال كبير الدبلوماسيين الروس إنه فيما يتعلق بمبادرة حبوب البحر الأسود، فإن العقوبات الغربية جعلت من المستحيل تصدير الأسمدة والحبوب الروسية عبر دول الاتحاد الأوروبي.
وقال إن موسكو لا ترى أي سبب لتمديد الصفقة التي تنتهي في 18 يوليو لأن، من ناحية، الجزء الروسي لم يتم تنفيذه، ومن ناحية أخرى، لأن الجزء الأوكراني، الذي يُنظر إليه على أنه إنساني، لمساعدة "البلدان الأكثر فقرا" أصبح تجاريًا.
لكن الدبلوماسي الكبير طمأن الدول الأفريقية بأنها لن تعاني في حالة انتهاء الصفقة، حيث ستوفر روسيا كميات مماثلة أو أكبر من الحبوب إلى "أفقر الدول" على نفقتها الخاصة ومن دون مقابل.
ولدعم مزاعمه حول الطابع "التجاري" للصفقة، استشهد الوزير ببيانات الأمم المتحدة، التي تفيد بأن سفينتين فقط شهريًا كانتا تغادران أوكرانيا في إطار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في حين أن نحو 90 تنقل البضائع التجارية.
وحول مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن إنهاء صفقة الحبوب، قال «لافروف»: "بدلاً من التعبير عن القلق بشأن الأمن الغذائي العالمي، يتعين على الاتحاد الأوروبي القيام بأشياء من شأنها تعزيزه حقًا".
في هذا الصدد، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا على اتفاق في اسطنبول في يوليو الماضي لاستئناف صادرات الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، والتي توقفت بعد حرب أوكرانيا في فبراير من العام الماضي. تم تجديد الصفقة عدة مرات منذ ذلك الحين، وتم تمديدها لمدة شهرين آخرين في 18 مايو.
وربطت موسكو إدراج بنكها الزراعي الروسي المملوك للدولة في نظام الدفع الدولي "سويفت" لزيادة تمديد الاتفاقية. كما اشتكت من فشل الاتفاق في الوفاء بوعده بتحرير الصادرات الزراعية الروسية التي تم حظرها بسبب العقوبات الغربية.
محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
قال «لافروف» إن روسيا تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، مضيفًا أن تقارير الأمم المتحدة تفتقر إلى الموضوعية وتظهر جانبًا واحدًا فقط.
وقال الدبلوماسي إن آثار الفيضانات التي سببها تدمير سد "كارخوفكا" في منطقة "خيرسون" بأوكرانيا قد تم القضاء عليها وإعادة بناء السد، الأمر الذي قد يستغرق بعض الوقت.
قال: "هذا وضع انفصامي، عندما يقولون إن كل شيء سيكتمل بالمفاوضات، لكننا نحتاج أولاً إلى هزيمة روسيا ... تقديري أنهم يحاولون تجميد هذا الصراع مؤقتًا، وتحقيق نوع من وقف إطلاق النار و كسب الوقت لضخ أوكرانيا عسكريًا مرة أخرى، وإنشاء بنية تحتية عسكرية جديدة."
وتعهد «لافروف» "بالسعي لتحقيق العدالة" بعد أن أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريس» (Antonio Guterres)، تقريرًا وصفت فيه روسيا بأنها الطرف المدان بانتهاك حقوق الطفل على الأراضي الأوكراني.
وتساءل الدبلوماسي عن سبب عدم إبداء المسؤول الأممي أي قلق بشأن مصير الأطفال الأوكرانيين في أوروبا حيث "يؤخذون من والديهم بالقوة".
وقال إن روسيا أنشأت موقعا خاصا على الإنترنت يحتوي على قائمة بجميع الأطفال الذين تم إجلاؤهم من منطقة الحرب لأسباب تتعلق بالسلامة، حتى يتمكن آباؤهم من العثور عليهم وإعادتهم.
كما أعرب الوزير عن قلقه إزاء أنشطة أوكرانيا حول محطة الطاقة النووية زابوريجيا، مشيرًا إلى أن روسيا أصدرت تقريرًا بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي بشأن "الاستفزازات" المحتملة.
بدأ مسؤولون أوكرانيون، الخميس، تدريباً كبيراً على الأراضي المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في حالة الطوارئ، متهمين روسيا بالاحتفاظ بنوايا خبيثة.
وحول التقارير التي تفيد بأن أوكرانيا سمحت بنقل الآثار الأرثوذكسية من دير "كييف بيشيرسك لافرا" إلى أوروبا، قال «لافروف» إن اليونسكو لديها سلطة تسوية الوضع لأن المنشأة معترف بها كموقع للتراث العالمي. وشدد الوزير على أن "كييف-بيشيرسك لافرا" تم تصنيفها كموقع تراثي لليونسكو "بكل ثروتها وزخارفها وتزيينها".
وأضاف أن موسكو تدرس معلومات عن الأعمال الفنية الأوكرانية المعروضة في متحف اللوفر الفرنسي، وحث المراسلين على الكشف عن القصة كاملة.