فرنسا: استمرار الاحتجاجات الغاضبة والاشتباكات لليلة الرابعة بسبب قتل فتى قاصر من قبل الشرطة - الإيطالية نيوز

فرنسا: استمرار الاحتجاجات الغاضبة والاشتباكات لليلة الرابعة بسبب قتل فتى قاصر من قبل الشرطة

الإيطالية نيوز، السبت 1 لوليو 2023 - اندلعت في الليل بين الجمعة والسبت اشتباكات جديدة بين المتظاهرين والشرطة في عدة مدن بفرنسا، حيث تواصلت الاحتجاجات الكبيرة والاشتباكات وأحداث التخريب المتعمد منذ يوم الثلاثاء بعد قتل الفتى القاصر (17 عاما) «نائل م.» من قبل الشرطة.


وقال وزير الداخلية «جيرالد دارمانين» (Gérald Darmanin) إن شدة الاشتباكات كانت أقل بقليل مما كانت عليه في الأيام السابقة، لكن تم اعتقال 471 شخصًا في الليل بين الجمعة والسبت وحدهما. تحسبًا لليلة الرابعة من الاحتجاجات، نشرت الحكومة 45 ألف شرطي في جميع أنحاء البلاد، بزيادة 5000 عن اليوم السابق. وكانت أخطر الاشتباكات في "ليون" و"مرسيليا". 


في "ليون" تركزت الاحتجاجات بشكل خاص في ساحة "بلاس دي تيرو"، بالقرب من دار البلدية، وهي منطقة حظرت فيها المحافظة المظاهرات وحيث تجمع نحو 1500 متظاهر، وأطلقوا بضع قذائف "هاون" ردت عليها الشرطة بالغاز المسيل للدموع. استمرت الاشتباكات في الشوارع المجاورة، وازدادت حدتها في غضون ساعة، وامتدت أيضًا إلى نواحي المدينة.


في مرسيليا، هاجم محتجون بعض سيارات الشرطة، وأشعلوا النار في بعض الدراجات البخارية، ثم نهبوا متجرًا للأسلحة، وفقًا لمقر الشرطة، واستولوا على بعض أسلحة الصيد من دون ذخيرة. مرة أخرى ردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وبحلول الساعة 10.45 مساءً، تم بالفعل اعتقال 63 شخصًا. ولتجنب الاشتباكات،  أعلنت، بدورها، منظمة "برايد مارسيليا"، المنظمة التي تدير المظاهرة من أجل حقوق مجتمع المثليين والمتحولين جنسيا وغيرهم من الشواذ جنسيا المقرر إجراؤها يوم السبت، أنه سيتم تأجيلها "إلى موعد سيتم تحديده لاحقا".


ووقعت أيضًا اشتباكات في مونبلييه، حيث كان يحتج مئات المتظاهرين، الذين اشتبكوا مع الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع، وحيث نهب بعض الناس محل مجوهرات. وفي ستراسبورغ أيضًا، تجمع متظاهرون، في هذه الحالة، نحو مائة متظاهر في منطقة محظورة: جرى نهب متجر لـ "آبل ستور" وبعض متاجر الملابس وخربوا مدخل "الأوبرا"، دار "الأوبرا" في وسط المدينة.

وامتد العنف أيضا إلى مدينة "تور"، شمال غرب فرنسا. في غضون ذلك، بعد بعض الاشتباكات العنيفة، في "أولناي سو بوا"، شمال شرق باريس، فرض رئيس البلدية «برونو بيشيزا» (Bruno Beschizza) حظر تجول انطلاقًا من الساعة 21 إلى الساعة 5 "في اليومين السبت والأحد 1 و 2 لوليو"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.


كما تم فرض حظر تجول في "كولمار ومولهاوس"، في جنوب الألزاس، في هذه الحالة للقصر غير المصحوبين بذويهم. ثم، في "إلكيرش-غرافونشتادن"، في الضواحي الجنوبية لستراسبورغ، تم إلغاء جميع الأحداث العامة التي كانت مقررة بين الآن ويوم الأحد.


علاوة على ذلك، وللسيطرة على الوضع، أمر وزير الداخلية أيضًا بوقف حركة الحافلات والترام في جميع أنحاء التراب الوطني انطلاقا من الساعة التاسعة ليلًا. كما استمرت الاحتجاجات في عدد من المدن الأخرى بما في ذلك "مونتروي" و"غرينوبل".

ومن تأثيرات الاحتجاجات العنيفة أن أعلنت "شركة النقل العام في جنيف" (TPG)، مساء الجمعة، أنه سيتم أيضًا قطع الخطوط العابرة للحدود التي تربط سويسرا وفرنسا تدريجياً ابتداءً من الساعة 21:00، مرة أخرى بسبب الاحتجاجات والاشتباكات داخل البلاد.


في غضون ذلك، قالت الشرطة الفرنسية إن متظاهرا في العشرينيات من عمره توفي خلال احتجاجات ليلة الخميس بعد سقوطه من سطح سوبر ماركت في ضواحي "روان" بشمال فرنسا. لم يتم الكشف عن تفاصيل ملابسات وفاته بالضبط: قالت الشرطة إنه سقط بينما كان بعض المتظاهرين  ينهبون  "سوبر ماركت" هناك، لكن مكتب المدعي العام لم يؤكد ذلك.

«نائل م.»، الفتى الذي قتله رجل شرطة بدم بارد وبطريقة غير مشروعة في "نانتير"، وهو حي شعبي في غرب باريس: كان يقود سيارة كان بداخلها شخصان آخران. قالت الشرطة في البداية إن السيارة كانت تتجه نحو ضابطين على دراجات نارية بقصد دهسهما، وهو ما ينفيه فيديو يوثق لحظة قتل «نائل م.»، الفرنسي ذو الأصول الجزائرية.


"نانتير " حي شعبي نابض بالحياة، فيه جامعات ومسارح وحدائق كبيرة، ولديه تاريخ كامل من النضال السياسي والهجرة والتوترات الاجتماعية العميقة الجذور وانعدام الثقة في المؤسسات وإنفاذ القانون، وخاصة من جانب المواطنين الأجانب («نائل م.» كان من أصل جزائري).


"نانتير" اليوم مدينة فسيحة ونظيفة بشكل عام بها عدد قليل من ناطحات السحاب والعديد من المتاجر ومتنزه كبير وحرم جامعي حديث ومزدحم تم بناؤه في الستينيات في مطار عسكري سابق. وكتب مراسل "بي بي سي" الذي زاره في الأيام الأخيرة: "إنه بعيد عن جحيم الحرمان الاجتماعي الذي يود البعض وصفه به".


في "نانتير"، لا تزال هناك مناطق يصعب الوصول إليها من قبل بعض فئات الناس، بما في ذلك الصحفيون، حيث يُنظر إلى التوترات الاجتماعية ويُقال أنها لا تزال حية. هذه هي المناطق التي يعيش فيها العديد من الأشخاص من أصل أجنبي، وأفراد الأقليات العرقية من المستعمرات الفرنسية السابقة مثل الجزائر، وهي أماكن، أيضًا اشتدّت فيها الاحتجاجات التي حدثت في الأيام الأخيرة: حددت الصحافة بأنها رمز للمشاكل النظامية والمتأصلة في ضواحي فرنسية أخرى كثيرة. في الأيام الأخيرة، تحدث العديد من الأشخاص الذين يعيشون هنا عن انعدام الثقة في الشرطة وتكرار حوادث العنف التي، حسب رأيهم، بدافع العنصرية.