وفقًا لعمليات تجميع المعلومات، لتكوين صورة كاملة عن وقوع هذه المأساة، التي قدمتها السلطات اليونانية وخبراء آخرون في الهجرة في البحر الأبيض المتوسط، غادر زورق صيد ليبيا ومتجهًا إلى إيطاليا عندما تعطل نظام الدفع أثناء الليل. وكانت وكالة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتكس" قد رصدته صباح الثلاثاء وأبلغت الجهات المختصة. قام خفر السواحل اليوناني بمشاهد أخرى في وقت لاحق.
ليس من الواضح متى حدث العطل في محرك الزورق، لكن خفر السواحل قال إنه تدخل الساعة 11 مساءً يوم الثلاثاء، قبل ثلاث ساعات من تحطم الزورق. في هذه المرحلة، تختلف رواية الشهود عن رواية اليونان.
جرى الإدلاء بشهادة أخرى إلى «تاسوس بوليكرونوبولوس» (Tasos Polychronopoulos)، وهو سياسي محلي من مدينة "كالاماتا" اليونانية حيث جرى نقل الناجين. بعد التحدث إلى رجل سوري نجا من غرق السفينة، قال «بوليكرونوبولوس»: “قامت سفينة خفر السواحل بربطهم بحبل من نوع ما وحاولت جرهم عن طريق الانحراف إلى الميناء. ولأسباب غير معروفة، انحنى القارب إلى اليمين وغرق فجأة.”
كما كتب مراسل الصحيفة الإيطالية "كوريير يديلّا صيرا"، في كالاماتا، جانّي سانتوتشي، أنه تحدث إلى ابن عم شخص كان على متن زورق الصيد الغارق قبالة "بيلوبونيز". قال هذا الشخص، وهو مصري يعيش في إيطاليا، لـ «سانتوتشي»: “تحدثت، مساء الخميس، هنا بين الناجين مع الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يسافرون مع ابن عمي، قالوا لي إنهم ظلوا يمزحون لفترة طويلة من دون أن ينتابهم أي قلق.” ثم حدث عطل في المحرك. قالوا إن خفر السواحل ألقوا بحبلوربطوه بزورق الصيد الذي كانوا على متنه، ثم غادروا، لكن كان الأمر يبدو كما لو أن سفينتهم جذبت الزورق بقوة مبالغ فيها: بدأ زورقنا يترنّح وانقلب".
قدم خفر السواحل نسخة مختلفة. في البداية، أنكر وجود حبل، قائلاً إن السفينة التي تدخلت قد حافظت على "مسافة معقولة" من زورق الصيد المستخدم لتهريب المهاجرين غير النظاميين. ثم نقلت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية يوم الجمعة عن مصدر في هيئة الموانئ اليونانية قوله إنه تم بالفعل ربط حبل بسفينة الصيد السابقة للتحقق من حالتها ومحاولة سحبها، لكن الأشخاص الذين كانوا على متنها فكوها. لم يرغبوا في أن يتم اصطحابهم إلى اليونان، فقد أرادوا مواصلة رحلتهم إلى إيطاليا.
وأكد المتحدث باسم الحكومة «إلياس سياكانتاريس» (Ilias Siakantaris)، بعد النبأ الذي قدمته "كاثيميريني"، وجود الحبل لكنه أوضح أن خفر السواحل "استخدمه لتثبيت نفسه والاقتراب من القارب ومعرفة ما إذا كانت هناك حاجة للمساعدة". وأضاف أن الحبل لم يكن لسحب الزورق.
