«بوتين» يستقبل «تبّون».. الرئيس الجزائري الذي يتجاهل احتجاج الولايات المتحدة على زيارته لروسيا - الإيطالية نيوز

«بوتين» يستقبل «تبّون».. الرئيس الجزائري الذي يتجاهل احتجاج الولايات المتحدة على زيارته لروسيا

 الإيطالية نيوز، الخميس 15 يونيو 2023 - وصل الرئيس الجزائري «عبد المجيد تبون» إلى موسكو يوم الثلاثاء في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام، متعهدا بتعزيز "الصداقة والتعاون" مع حليفه وسط عقوبات أمريكية وأوروبية مشددة على روسيا.


استقبل وزير الزراعة الروسي «ديمتري باتروشيف» وحرس الشرف «تبون» في مطار "فنوكوفو -2" بموسكو. واجتمع الرئيس الجزائري مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» اليوم الخميس.


وقد نقل وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» دعوة بوتين إلى «تبون» خلال زيارته للجزائر في مايو 2022 بهدف تطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية والإنسانية الثنائية.


وحضر «تبون» منتدى اقتصاديا في "سان بطرسبرج" يوم أمس الأربعاء والتقى برئيس الوزراء الروسي «ميخائيل ميشوستين» في موسكو.


وتناول جدول الأعمال مسائل تتعلق بتعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والجزائر في مختلف القطاعات، فضلا عن القضايا الدولية الرئيسية، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


تعرضت الجزائر لانتقادات شديدة من قبل أوروبا والولايات المتحدة بسبب الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022. وتعتقد بعض وسائل الإعلام الجزائرية أن البلاد قد تدفع ثمنا باهظا لرحلة «تبون» الرمزية "غير المحسوبة" إلى موسكو، لكن الرئاسة الجزائرية قد تكون درست جيدا هذه الخطوة ونالت ضمانات قوية للحفاظ على القوة الاقتصادية للجزائر بالأخص من قبل مجموعة "البريكس"، التي ترغب الجزائر في الانضمام إليها.


وكتب موقع "المغرب إميرجنت"، يوم الإثنين، قائلا إن "توقيت الزيارة غير مناسب على الإطلاق، حيث يمكن فهم زيارة الرئيس هذه على أنها انحياز لروسيا في صراعها مع أوكرانيا، في حين أنها تتمتع رسميًا بموقف محايد"، ما يجعلها قد تكون مصدر رد فعل عنيف محتمل من الدول الغربية.


وبعد حفل ترحيب أقيم في قاعة "سانت جورج" في قصر الكرملين الكبير، أجرى قادة البلدين محادثة، عقد«بوتين» وضيفه رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبّون مؤتمرًا صحفيًا أوضحا فيه طبيعة العلاقات المعززة التي تجمع هذين البلدين الصديقين.


في البداية، في كلمته، قال«بوتين»تولي بلادنا أهمية خاصة لعلاقاتها مع الجزائر التي يمكن وصفها بالعلاقات الإستراتيجية. في طريقنا إلى هذه القاعة اليوم، تذّكرت أنا والسيّد الرئيس أن العلاقات بين روسيا والجزائر بدأت تتشكل وتتطوّر مرة أخرى في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. يمكننا القول من دون مبالغة إن هذه كانت علاقات استراتيجية حتى في ذلك الوقت.


وأضاف: على مدى هذه السنوات، طوّر شعب روسيا وشعب الجزائر البطولي، وربما الشجاع، علاقة جيدة للغاية، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أنه كان عليهم الكفاح من أجل الاستقلال لسنوات عديدة وانتصروا. في العام الماضي، احتفل بلدينا بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية.


وتابع: “قدم الاتحاد السوفياتي لأصدقائه الجزائريين دعمًا ذا مغزى في حربه من أجل الاستقلال. خلال السنوات الأولى من الاستقلال، دعم الاتحاد السوفيتي الجزائر حيث برزت كدولة مستقلة ذات سيادة، وساعدها على تطوير العديد من قطاعات اقتصادها. إن التفاعل بين روسيا والجزائر متعدد الأوجه حقًا وله إمكانات ملموسة لمزيد من التطوير.


 بعد المحادثات الثنائية، أعلن «بوتين» عن توقيع إعلان بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والجزائر، الأمر الذي سيطلق مرحلة جديدة أكثر تقدما في علاقاتنا الثنائية.


كما قال «بوتين» إن "الحوار السياسي المنتظم بين البلدين يلعب دورًا مهمًا. وأكد على البقاء على اتصال دائم وعملي مع ضيفه الجزائري. وشدد أيضا على أن "الجزائر من بين أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لروسيا في إفريقيا." لذا، أبدى سروره للقاء عبد المجيد اتبون مرة أخرى في القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرج في أواخر يوليو."


وأشار «فلاديمير بوتين» إلى أن التنسيق بين روسيا والجزائر في المنتديات والمنظمات متعددة الأطراف على مستوى جيد أيضًا. وأوضح أن جهود روسيا والجزائر داخل "أوبك +" ومنتدى الدول المصدرة للغاز تهدف إلى تسهيل استقرار أسواق الطاقة العالمية.


بدوره، في كلمته، شكر رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، «عبد المجيد تبون»، نظيره الروسي على حسن الزيارة وحفاوة الاستقبال التي قال عنها "دليل على عمق الصداقة القائمة بين الجزائر وروسيا الاتحادية."


وقال «تبّون»: أولاً، يجب أن نحافظ على استقلالنا، وهذا ممكن بفضل الدعم المقدم من الاتحاد الروسي الذي يزودنا بالأسلحة حتى نتمكن من الحفاظ على استقلالنا في هذه البيئة الصعبة. يجب أن نتبادل الآراء في كل الظروف. يجب أن نكون دائمًا على اتصال ونتعامل مع جميع العناصر ذات الأهمية.


وبعد ما هنّأ الشعب الروسي بمناسبة عيدكم الوطني، يوم الاتحاد الروسي، 12 يونيو، قال: إن روسيا ساعدت الجزائر دائمًا، ونحن الآن عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفضل الاتحاد الروسي الصديق."


وأيضا بعد الاتفاق على جميع البنود المتعلقة بالوضع الدولي المتوتر للغاية، قال الرئيس الجزائري: "من الضروري تسريع عملية انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس حتى لا نقبل الدولار واليورو. سيكون هذا في مصلحة الجزائر."


فيما يتعلق بالوضع والعلاقات الجيوسياسية، قال «تبّون»: يجب أن نتطرق إلى القضية الليبية. لأن ليبيا صديقة لروسيا والجزائر، وبالتالي نحن حريصون دائمًا على الاستقرار في ذلك البلد. أما فيما يتعلق بمنطقة الساحل، ندعم العلاقات بين مالي والاتحاد الروسي. مالي المجاورة لبلدنا. يجب أن نتفاوض ونناقش جميع القضايا تحت أي ظرف من الظروف. لدينا صك يعرف باتفاقية الجزائر.