مريم الشكيلية: "اعترافات على ورق..." - الإيطالية نيوز

مريم الشكيلية: "اعترافات على ورق..."

الكاتبة: مريم الشكيلية /سلطنة عُمان

إنني قرّرتُ أن لا أُغّير شيئاً من ذاتي..لوقت طويل وأنتَ تُحاول أن تخبرني بأنّك تشرعُ في الرحيل..


هل كنتَ تختبر ثباتي، واهتزاز الأرض من تحتي؟.


هل كنتَ تحاول أن تطلق ذاك الشعور الذي يعتريني كلما تمدّدتِالمسافات وقلّص الحديث ذاك الخوف الذي لطالما أخبرتُك عنه؟


إنني أشعر بتلك الطريقة التي تحاول بها أن تستدل إلى إخباري بنفاذ فرَحك، وكأنّني حجر تعثّرتَ به يوماً ويساورك شعور بأن تُزيحَه جانباً في كل مرة.. 


لم أَكن مُغمَّضَة العينين وأنا أراك تخرجُ من عباءة صمتك.. وأنت تُحاولُ خلع إحباطك الذي طالما كنت متشبِّثًا به وتتباهى به عند كل حرف.. 


إنَّ هذا التحوّل الذي سلكتَه من الاشتعال المبهر إلى الانطفاء المخيف لم يكن ليُرهبنين، لأنني كنتُ أتوقَّع حدوثه بعد أن كنت تختبر ردّات فعلي وتدسّ حديثك  المبتور بين السطور بنكهة الضحكات الملوَّنه...


هذا الهدوء الذي تحدثت به وكأنك ظل ناسك يجلس في محرابه بوقار شيخُُ كبير وكأن رحيلك هذا قد غيَر ملامحك، صوتك وحضورك... 


إنني آخُذُ غيابَك هذا على محمل الحرف وأُبقيه في داخلي متجذِّرًا، ويحدث هذا في كثير مما أكتبه وأكثر بكثير مما أشعرُ به.. 


لا عجب، لدي حساسية من الكلمات التي تخرج بوميض كاشف مصوَّب نحو ثقوب الفراغات... لذا لا أُشعل عادة قنديل حرف عندما أنسجُ نصًّا على ناصية ثوب أبيض..


إنّني أتعجّبُ من تحايلي عليكَ عندما كنتَ تسألني "ما أخبار قلبك؟" وكنت أجيبك كقَلبِك... 

كنتَ شخصاً أَنْفَذَ من حديثِك وأنْسَلَ من قبضةِ حرفِك.