السعودية والصين تعززان التحالف بـ 30 اتفاقية أخرى - الإيطالية نيوز

السعودية والصين تعززان التحالف بـ 30 اتفاقية أخرى

 الإيطالية نيوز، الإثنين 12 يونيو 2023 - عززت  المملكة العربية السعودية والصين تحالفهما  مع المزيد من الاتفاقيات، آخرها بقيمة 30 مليون دولار.


وتواصل المملكة العربية السعودية والصين تعميق شراكتهما التجارية والاقتصادية، إذ بعد القمة الناجحة في ديسمبر، والتي فتحت "حقبة جديدة" في العلاقات بين العملاق الآسيوي والعالم العربي، عمقت الرياض وبكين بشكل كبير التعاون في مختلف المجالات.


من أجل توطيد هذا التحالف الذي روج له ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، والرئيس الصيني «شي جين بينغ» (Xi Jinping)، تعقد النسخة العاشرة من المنتدى الاقتصادي العربي الصيني في الرياض، والذي من المتوقع أن يعزز الرابطة الثنائية في مختلف المجالات. في الوقت الحالي، توصل الطرفان الصيني والسعودي بالفعل إلى 30 اتفاقية استثمار بقيمة 10 آلاف مليون دولار في قطاعات مثل التكنولوجيا أو الطاقة المتجددة أو الزراعة أو السياحة أو الصحة، وفقًا لما أورده موقع "عرب نيوز".


وقال وزير الخارجية السعودي الأمير «فيصل بن فرحان» في افتتاح القمة إن ولي العهد وسع باستمرار الجهود لتعزيز الشراكة طويلة الأمد والقوية بين العالم العربي والصين في جميع المجالات. وسلط رئيس الدبلوماسية السعودية الضوء على أهمية منتدى من هذا النوع عندما يتعلق الأمر بتبادل الخبرات وتحديد الفرص الجديدة التي تعزز النمو والاستثمار، الأمر الذي سيسهم، على حد تعبير «بن فرحان»، في "الازدهار والتقدم".


خلال الاجتماع - الذي نظمته وزارتا البلدين بالتعاون مع جامعة الدول العربية - اتفقت الحكومة السعودية مع العديد من الشركات الصينية على مشاريع تتعلق بالبحث والتطوير والإنتاج وبيع السيارات وتطوير السياحة بالإضافة إلى تصنيع مواد السكك الحديدية. وبالمثل، تم الترويج للارتباط بين الشركات الصينية والسعودية.


من جهته، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير «عبد العزيز بن سلمان» أن بلاده تسعى للتعاون وليس التنافس مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. كما أشار الوزير السعودي إلى أن كلا البلدين يشتركان في مصالح ومسارات متشابهة، حيث أنه بينما تطور المملكة مشروعها الوطني، رؤية 2030، تعمل الصين على مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة صممتها بكين حيث يلعب الشرق الأوسط دورًا رئيسيًا.

وبهذا المعنى، وصف وزير الاستثمار السعودي، «خالد الفالح»، المملكة بأنها "بوابة العالم العربي" للعملاق الآسيوي. وبلغت التجارة بين البلدين 106 مليارات دولار عام 2022، ما يمثل زيادة بنسبة %30.


في مجال التجارة، تعد الطاقة إحدى نقاط القوة في العلاقة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والصين، أكبر مستهلك للطاقة. ومن الرياض يدركون أن الطلب على النفط مستمر في النمو في القوة الآسيوية، لذلك يطمحون للاستيلاء على "جزء من هذا الطلب"، كما أشار «عبد العزيز بن سلمان».


وتحقيقا لهذه الغاية، أعلنت شركة النفط الحكومية "أرامكو" السعودية في مارس عن اتفاقيتين لزيادة استثماراتها في الصين، مما يعزز مكانتها كمورد رئيسي للخام لبكين. ومع ذلك، فإن المملكة ليست الوحيدة التي تريد قيادة سوق النفط في الصين. وبسبب العقوبات التي فُرضت بعد غزو أوكرانيا، اضطرت روسيا إلى بيع نفطها الخام بأسعار منخفضة إلى الدول الآسيوية، وخاصة الهند والصين وباكستان.

الرياض تتجاهل انتقادات لشراكتها مع بكين

تعدّ العلاقة القوية التي يتم تشكيلها بين المملكة العربية السعودية والصين واحدة من التحديات الحالية التي تواجه الولايات المتحدة. من خلال تحالفها مع الرياض، تكتسب بكين أيضًا نفوذًا في الشرق الأوسط، وليس فقط في الأمور الاقتصادية والتجارية. وأصبح العملاق الآسيوي بطل الرواية في مارس الماضي بعد التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات بعد سنوات من الخلافات.  بالنظر إلى نجاح وساطتها، أظهر العملاق الآسيوي نفسه على استعداد للتفاوض بشأن سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد عقود من الاشتباكات والعنف.


من واشنطن، ينظرون بريبة إلى توسّع نفوذ الصين في المنطقة، فضلاً عن العلاقات الجديدة بين الرياض، أحد حلفائها الإقليميين الرئيسيين، وبكين، منافستها التجارية الرئيسية. وبالمثل، توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل ملحوظ بسبب الوضع في تايوان وموقف الحكومة الصينية من الحرب في أوكرانيا.


وتدرك المملكة القلق المتزايد لواشنطن بسبب صلاتها بالصين رغم أنه بالنسبة للرياض "لا شيء سياسي في ذلك". وقال «عبد العزيز بن سلمان»: "ستذهب السعودية حيثما تظهر الفرص"، مؤكدا أنه "يتجاهل تماما" الانتقادات الموجهة لتحالفه مع الصين.


تتخذ المملكة العربية السعودية قرارات بناءً على مصالحها الوطنية والاستراتيجية، حتى لو كانت لا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة. في الأشهر الأخيرة، فتكت العلاقات بين الرياض وواشنطن نتيجة، على سبيل المثال، لقرار "أوبك +" خفض إنتاج النفط.

وبالمثل، قررت المملكة استئناف العلاقات مع سوريا، على الرغم من الرفض الشديد للولايات المتحدة لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربيةومع ذلك، لا تزال المملكة العربية السعودية حليفًا أساسيًا للولايات المتحدة في المنطقة من حيث الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب. في الزيارة الأخيرة إلى مملكة وزير الخارجية «أنطوني بلينكين» (Antony Blinken)، أعادت الدولتان التأكيد على الارتباط الثنائي في هذه الأمور.