وكان من المتوقَّع حدوث إثارة واستقطاب في الانتخابات الرئاسية في أنقرة، مثل أي انتخابات كبرى في جميع أنحاء العالم الديمقراطي، وكذلك التحالفات المتغيرة وعدم اليقين بشأن دقة استطلاعات الرأي. لكن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجرتها تركيا في عام 2023 - بعد قرن من تأسيس الجمهورية التركية - كان لها عنصر لا يتمتع به معظم الأخرين: التدخل الأجنبي المتفشي.
هذا لا يعني اتهام أي دولة أجنبية أو قوة سياسية بالتدخل المباشر أو المتعمَّد في انتخابات تركيا، لكن بعض أشكال التدخل غير المباشر في العملية لا يمكن إنكارها. كان المثال الأبرز والأكثر وضوحًا هو سلسلة الحملات المناهضة للحكومة التركية التي بثّتها العديد من المؤسسات والشخصيات الإعلامية الغربية.
أولاً، جاءت الشيطنة، حيث قدّمت الرئيس «رجب طيب أردوغان» على أنه إسلامي يحدّ من الحريات في البلاد ويقوّد بعض الجهاد المفترَض ضد العالم الغربي وحلف الناتو.
ثم جاءت التنبؤات التي - على الرغم من أن العديد منها استند إلى منظمات استطلاعية موثوقة - استخدمتها وسائل الإعلام الغربية للتنبؤ بشكل جامح وغير دقيق بأن «أردوغان» سيخسر أمام مرشح المعارضة الرئيسي «كمال كيليجدار أوغلو».
مع تقدم «أردوغان» في الجولة الأولى، ومع ذلك لا يزال بدون نسبة 50 في المائة الحاسمة اللازمة للفوز، والتنبؤات هذه المرة فضلت فرص «أردوغان» في جولة الإعادة، لجأت تلك المنافذ نفسها إلى التكهن بما سيكون عليه فوز الرئيس المعاد انتخابه في المنطقة وفي الغرب، متنبئين بالغيوم المعتمة والعواصف المقبلة إذا بقي في السلطة.
في المقابل، صنفت وسائل الإعلام الغربية «كيليجدار أوغلو» على أنه شخصية سياسية "ناعمة الكلام" ومحبوبة مقارنة بـ «أردوغان» الأكثر صخبًا ، حيث أعطى البعض زعيم حزب الشعب الجمهوري تقييمات مطلقة وملفًا شخصيًا مصقولًا لتقديمه على أنه المنقذ الديمقراطية في تركيا.