إيطاليا: "كاهن" يكشف أنه تعرض لاعتداءات جنسية لسنوات بينما كان طفلا في مدرسة دينية في سردينيا - الإيطالية نيوز

إيطاليا: "كاهن" يكشف أنه تعرض لاعتداءات جنسية لسنوات بينما كان طفلا في مدرسة دينية في سردينيا

«ماركو كونتيني»، الملقب أيضا بإسم "الأب باولو"
 الإيطالية نيوز، الإثنين 15 مايو 2022 - كسّر كاهن بلديات "أبّاسانتا" و"غيلارزا" و"نوربيلّو"، وهي ثلاث بلديات صغيرة في مقاطعة "أوريستانو"، بإقليم سردينيا، صمتا كان يخفي تعرضه لاعتداءات جنسية متكررة لسنوات من قبل كاهن أخر منذ أن كان في الـ 14 من عمره، بينما كان في المعهد الكنسي الذي يتلقى فيه الراغبون في الكهنوت التنشئة الثقافية والروحية اللازمة للخدمة، يطلق عليه باللغة الإيطالية "سيميناريو".


قال كاهن الضحية، واسمه «ماركو كونتيني» (Marco Contini) ولكنه معروف باسم "الأب باولو" ويبلغ من العمر، اليوم، خمسين عامًا.  في ديسمبر 2021، قرر الإبلاغ عن الرجل الذي هتك عرضه لسنوات بينما كان طفلا في أواخر الثمانينيات، بعد أن حصل على أدلة تؤكد حدوث تلك الأفعال الإجرامية.


  بعد محاكمة كنسية أولية انتهت برفض القضية ونقل المتهم إلى مكان أخر بدلا من معاقبته، قرر «كونتيني» سرد ​​قصته في دردشة "الرعية" (لا بَرُّوكْيا).


في الملاحظة التي نُشرت في دردشة "الرعية" نهاية الأسبوع الماضي، كتب «كونتيني»كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما بدأ الكابوس وكان علي لسنوات أن أعاني من عنف لم يسمع به من قبل.


  وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لاستامبا": “لقد تمردت بكل قوتي، لكن كان هناك اختلاف في التسلسل الهرمي بيننا. كنت صغيرا جدا. كنت مريضا وعاجزًا جسديًا لمدة عامين: ارتفاع في درجة الحرارة، نوبات الخرس النفسي، نوبات الصرع.


وقال «كونتيني» لـ "نشرة الأخبار الجهوية" لشبكة "راي" التلفزيونية، إنه على مدى سنوات لم يتمكن من الإبلاغ عن عما كان يحدث له لأنه "كان كلامه حينها لم يكن يصدقه أحد أو لم يُؤخَد بجدية" وشرح كيف حصل على الدليل الذي يعتقد أنه بحاجة إليه للإبلاغ عن مُغتصِبِه علنًا.


في ديسمبر 2021، بعد وفاة والدته، يقول «كونتيني» إنه تلقى رسائل من الرجل الذي عبث بعرضه في شبابه وأن بعض هذه الرسائل "أكدت تمامًا ما حدث".


في البداية، أبلغ «كونتيني» أسقفه عن الانتهاكات، لكنه قال إنه "بعد شكواي الأولى" حُكم "على المتحرش بالأطفال بقضاء شهرين أو ثلاثة في الأرض المقدسةولدى عودته، روجت له أبرشيته "وجعلته" كاهن لرعية على شاطئ البحر، حيث يمر آلاف الأطفال كل عام". في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا"، قال إنه يعارض هذه الترقية وأن هذا الإجراء تم إلغاؤه على الفور.


وأوضحت أبرشية أوريستانو أن المحاكمة الكنسية التي بدأت منذ تقديم الشكوى انتهت بإيداع القضية "للوقت الذي انقضى منذ الوقائع (نحو 30 عامًا) ولاعتبارات أخرى تتعلق بغياب الأدلة الدامغة والوثائق التي تحول الاتهام إلى جنحة. وقرر «كونتيني» الاستئناف وإبلاغ المدعي العام بالحادثة.


التعامل مع هذه الانتهاكات الخطيرة، التي تشوه سمعة الكنيسة، تحدث بطريقة معقدة، غير مفهومة وغير مبررة: بدلا من استنطاق المتهم وإحاطته بالأسئلة والوثائق، يجرى إبعاده من المكان الذي يزعم اقتراف الجريمة فيه حتى لا يظهر ضحايا أخرون، وذلك بنقله إلى أبرشية أخرى. هذه هي إحدى الطرق الأكثر شيوعًا للتعامل مع حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل الكنيسة سواء في إيطاليا أو في الخارج، وقد تعرضت لانتقادات واسعة النطاق من قبل الضحايا والجمعيات، لأنها في الواقع تتجنب معالجة المشكلة مع خطر ارتكاب الكاهن المعني لانتهاكات جنسية ضد أطفال أخرين مرة أخرى.


من بين الدول الكاثوليكية الكبيرة تاريخياً، كانت إيطاليا آخر الدول التي قررت فيها الكنيسة التحقيق في حوادث الاعتداءات الجنسية في حق القصر من قبل القساوسة، مع تحقيق بدأ منذ نحو عام ولكن تم انتقاده بشدة من قبل الجمعيات التي تتعامل مع حقوق ضحايا الاعتداء الجنسي داخل الكنيسة.


وفي حواراته قال «كونتيني» إن المطالبة بالقصاص “ليست معركة ضد الكنيسة. أحب الكنيسة وأخدمها باقتناع وأريد الاستمرار في خدمتها حتى آخر يوم في حياتي. وأضاف أن كل ما قاله قيل داخل الكنيسة ومن أجل الكنيسة وأي شخص لديه مشكلة كهذه يجب أن يعرف أننا نفكر بهذه الطريقة داخل الكنيسة.