أزمة جديدة بين روما وباريس حول المهاجرين يدفع وزير الخارجية الإيطالية إلى إلغاء زيارة لفرنسا - الإيطالية نيوز

أزمة جديدة بين روما وباريس حول المهاجرين يدفع وزير الخارجية الإيطالية إلى إلغاء زيارة لفرنسا

الإيطالية نيوز، السبت 6 مايو 2023 - في تصريحات استفزازية، وليست الأخيرة، هاجم وزير الداخلية الفرنسي «جيرالد دارمانين» (Gérald Darmanin)، الرجل الأشد عداوة وبغضاء للمهاجرين، بالأخص منهم المسلمين، رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، «جورجا ميلوني» (Giorgia Meloni)، قائلا عنها "إنها عاجزة عن حل مشاكل الهجرة التي تُضرّ بإيطاليا."

تصريحات «دارمانين»، التي تعتبرها الحكومة الإيطالية لا مسؤولة وتقوض التعاون المشترك بين الدولتين الجارتين في إدارة الهجرة غير النظامية، سببت على الفور في أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وفرنسا. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح ما خربه «دارمانين»، حاول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، «أوليفييه فيران» (Olivier Véran)، صباح يوم 4 مايو، في حديث لميكروفونات "CNews"، إطفاء الحريق بين البلدين، مؤكدا أنه على حد تعبير وزير الداخلية الفرنسي "لم تكن هناك إرادة لنبذ إيطاليا بأي شكل من الأشكال وأريد أن أطمئن الإيطاليين الذين ينظرون إلينا." وأضاف قائلا: "يجب ألا نسمح لذلك أن يولد جدلا سياسيا لا نفع فيه."

في واحدة من تداعيات تصريحات وزير الدفاع الفرنسي أن نشر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية «أنطونيو تاياني» (Antonio Tajani) تغريدة يعلن فيها إلغاء المهمة مع زميلته الفرنسية «كاثرين كولونا» (Catherine Colonna) التي كانت متوقعة لبعض الوقت. قال «تاياني»: "لن أذهب إلى باريس للاجتماع المخطط لي مع كولونا. إن الإساءة إلى الحكومة وإيطاليا التي أعلنها الوزير دارمانين غير مقبولة. ليست هذه هي الروح التي ينبغي من خلالها مواجهة التحديات الأوروبية المشتركة."
في مقابلة مع "RMC" حول بعض تصريحات التجمع الوطني بشأن الوضع على الحدود الفرنسية الإيطالية ، قال «دارمانين» إن رئيسة الوزراء الإيطالي "غير قادرة على حل مشاكل الهجرة" لإيطاليا، البلد الذي يعاني من "أزمة هجرة خطيرة للغاية." على وجه التحديد،  قال وزير الداخلية الفرنسية: "إن السيدة ميلوني التي تقود حكومة يمينية متطرفة اختارها أصدقاء السيدة لوبان، غير قادرة على حل مشاكل الهجرة التي انتُخبت من أجلها."

وفي بيان، قالت وزارة الخارجية الفرنسية لتوضيح تصريحات وزير الداخلية الفرنسية، «جيرالد دارمانين»، ضد رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، «جورجا ميلوني»، إن الحكومة الفرنسية في العمل مع إيطاليا لمواجهة التحدي المشترك المتمثل في النمو السريع لتدفقات المهاجرين."

وشددت "لو كي دورْساي" (وزارة الخارجية الفرنسية) على أن "العلاقة بين فرنسا وإيطاليا تقوم على الاحترام المتبادل بين بلدينا وبين قادتهما. إنها روح معاهدة كويرينالي". وإن قضية الهجرة" يجب أن تعالجها جميع الدول الأعضاء، مع مراعاة أنه لا يمكننا أن نكون ناجحين وفعّالين إلا بالتضافر والحوار الهادئ."

ويخلص البيان إلى أن: "البعد الخارجي للهجرة، الذي يعني على وجه الخصوص تعزيز التعاون الوثيق مع بلدان منشأ المهاجرين أو عبورهم، هو أحد ركائز الاستراتيجية الأوروبية وموضوع التبادلات بين الحكومتين الفرنسية والإيطالية، ولا سيما بين وزيري الخارجية".

 من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية شخصيا «كاثرين كولونا» "تحدثت مع زميلي أنطونيو تاياني عبر الهاتف. أخبرته أن العلاقة بين إيطاليا وفرنسا تقوم على الاحترام المتبادل بين بلدينا وبين قادتهما. أتمنى أن أتمكن من الترحيب به قريبًا في باريس." 
هذه كانت تغريدة كاثرين كولونا، التي كان من المفترض أن تستقبل نظيرها الإيطالي ليلة أمس الساعة 7.30 مساءً في في مقر وزارة الخارجية الفرنسية قبل إلغاء الزيارة.