مريم الشكيلية / سلطنة عُمان
عدتُ بعد ثلاثين يوماً أجمعُ فتاتَ حلمٍ وكلماتٍ....
عدتُ أقف على حافَّة الحرفِ الذي كان عصيًا على الكتابة...
كنتُ حينها أستظلُّ بالشمس وعلى استعداد لفصل الحرائق،
عندما كان البردُ يمدُّ ظلَّه وتلك القطرات الممطرة تصفعنا.
بعد ثلاثين يوماً برحتُ صومعتي وفتحتُ نوافذ قلمي وبسطت أوراقي على شرفاتي..
جئتُ مؤثَّثةً بالصمت لا بالحديث. كنتُ كحبل متدلى في زاوية الحياة، كأنني أفرغُ حقائبَ فكري ونبضي من إزدواجية التفكير وثقل النبضات.
بعد ذاك الإعتكاف الكتابي أشعر اليوم بذاك الهبوط السريع الذي يشدّني نحو الأسفل وكأنني سارتطم بالفراغ...
أشعرُ بضجر مخيف فوق أطراف أصابعي وكأن الأبجدية أخذت بالإنحصار بداخلي...
هل تعلم المدى الذي أرغبُ فيه بالكتابة وبأن تتكاثر الكلمات التي تولد مع أول صرير قلم وبأن تضجّ العناوين عند بابي مُشرعةً الفرح الطافي من النبضات كتلك التي تشبه امتلاء الأرض بالمطر.
أودُّ أن أنتشل بعضي من بعضي ومن تلك الحشائش اللغوية التي ٱلتصقتُ بها عندما كنتُ أسيرُ بجانب الحبر الممزوج بالدمع...
أودُّ أن أنتفظ من ضجري الذي قيّدني كطائر محبوس في عش علوي لا يقوى على الخروج..من هشاشة نبض أتعثّر به عند مفترق سطر.