توفيق مهراز: “لا تنظروا إلينا كما لو نكون جميعا مثل أسامة! ليس كل مغربي "بارد الأكتاف"” - الإيطالية نيوز

توفيق مهراز: “لا تنظروا إلينا كما لو نكون جميعا مثل أسامة! ليس كل مغربي "بارد الأكتاف"”

 الكاتب: توفيق مهراز

الإيطالية نيوز، السبت 29 أبريل 2023 - لا يمكنك المرور بالقرب منهما من دون أن تلاحظ الفارق الهائل في السن، 43 عاما، بين الشاب المغربي «أسامة» (24 عاما) والمواطنة الأمريكية «ديبي أغويرو» (Debbie Aguero) (67عاما)، اللّذان أصبحا حديث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة المغربية وخارجها، بالأخص بعد أن تناول قصتهما الغرامية برنامجا أمريكيا مشهورا يتابع فترة الخطوبة عند الأزواج المستقبليين.


انتشرت قصة الخطيبان المثيرة للجدل مع ظهورهما لأول مرة في الموسم الرابع لبرنامج "خطيب لـ90 يوما"، ما جعلها عرضة للانتقاذات الساخرة والتأييد الأعمى لأقلية ربما تفكر على غرار الشاب «أسامة»، الذي من حيث لا يشعر، يريد وأد شبابه في قبر عجوز أمريكية تكبر حتى والديه سِنًّا. هل كان «أسامة» سيوافق على الزواج من عجوز مغربية؟ هل كان والداه يرحبان بها بالحفاوة نفسها التي استقبلا بها الأمريكية «ديبي»؟. أسئلة كثيرة يطرحها كثيرون بشأن هذا الموضوع الذي يعكس ضياع بعض الشباب في المملكة. 

«أسامة» و«ديبي» تعرّفا على بعضهما البعض عبر "الانستغرام" وتوطّدت العلاقة بينهما مع  المحادثات المتكررة: حلم «أسامة» هو الذهاب إلى الولايات المتحدة، بينما حلم «ديبي» هو التمتّع بجسد شاب حتى آخر رمق. كل واحد منهما مستعد لدفع ضريبة من أجل بلوغ هدف حدده لنفسه. 


بعد قدوم «ديبي» إلى المغرب والاستقبال في المطار، ثم في منزل والدي «أسامة»، بدأت الخلافات تطفو، بالأخص عندما أعلنت العجوز «ديبي» أنها قدمت إلى المغرب للاستقرار فيه نهائيا، لتقضي بقية عمرها مع حبها اليافع والتنعّم بدفئ طاقته الشبابية هناك: هنا، على غرار أغنية «عبد الهادي بلخياط» "الصدمة كانت قوية"، واشتدت عندما سرّب إبن «ديبي» إشاعة تفيد بأن هذه الأخيرة تنازلت عن جميع ممتلكاتها كشرط للانتقال للعيش في المغرب مع خطيبها بصفة دائمة: بدأت علاقتهما في عرض برنامج "خطيب لـ90 يوما" تتفكك ببطء. مع كل حلقة، يمكن للمشاهدين معرفة كيف يكون الخطيبان مختلفين فيما يريد كل منهما من العلاقة.


في حين أن الاثنين قد يكونان متصلين في البداية بسبب شغفهما المشترك بالفنون، إلا أنهما يختلفان إلى حد كبير حول كل شيء في علاقتهما.  أيضًا، واجهت «ديبي» صعوبة في التكيف مع الحياة في المغرب. ساءت الأمور عندما اضطرت إلى الانتقال إلى منزل عائلة «أسامة».  أصبح هذا واضحًا عندما علمت بأن عائلة «أسامة» بأكملها توقّعت منها اصطحابه للعيش في الولايات المتحدة.


كررت «ديبي» موقفها لعائلة «أسامة» التي تفاعلت ببرودةومع ذلك، فإن حديثها مع «أسامة» في وقت لاحق من الحلقة ترك معظم المعجبين مرعوبين. اندفعت «ديبي» إلى الحديث عن مستقبلهما حيث قضت هي و«أسامة» بعض الوقت في مزرعة العائلة. ومع ذلك، أغلقها «أسامة» بدفن رأسه في لوحته. عندما أصرت «ديبي» على إجراء المحادثة، قاطعها «أسامة» وهو يصفها بـ "مجنونة" واتهمها بـ "المرض العقلي". ثم أعطاها إنذارًا نهائيًا حاسمًا بشأن مستقبلهما، إذ قال: خطتنا هي أن تأتي إلى هنا وتأخذيني إلى الولايات المتحدة. سأذهب للعمل هناك وسنبدأ حياتنا هناك. هذه خطتنا ولن أغيرها أبدًا من اليوم. إذا لم تقبلينه، فيمكننا إيقاف كل شيء.


لقد أذهل انفجار «أسامة» على «ديبي» بشكل واضح وصريح المتابعين لعلاقتهما، لكن الحلقة انتهت على بنهاية مشوقة لخلق عنصر التشويق لدى المتابع لكي يمكنه أيضا بناء توقّعاته، وذلك مع حجب رد فعل «ديبي»  على التهديد. ومع ذلك، كان رد فعل المعجبين على الحلقة ولم يكن لديهم أشياء لطيفة جدًا ليقولوها عن «أسامة».


قبل لقاء «أسامة»، كانت «ديبي» عازبة لمدة 12 عامًا وكانت سعيدة بالبقاء على هذا النحو لأطول فترة ممكنة. ومع ذلك، عندما تواصل معها «أسامة» عبر الإنترنت، تواصلا على الفور بسبب حبهما المشترك للفن. سرعان ما تحولت صداقتهما إلى علاقة رومانسية وسافرت «ديبي» لاحقًا إلى المغرب لمقابلة «أسامة» شخصيًا. أدت الرحلة إلى أن طلب «أسامة» من «ديبي» أن تكون زوجته، فقبلت ذلك بكل سرور.  على الرغم من تحذيرات إبنيها، اقتلعت «ديبي» حياتها في الولايات المتحدة لتنتقل إلى المغرب لتكون مع «أسامة» بشكل دائم.


للأسف، أظهرت تصرفات «أسامة» طوال الموسم أنه يتمحور حول نفسه ويركز فقط على ما ينوي: الخروج من العلاقة. بعد انفجاره مع «ديبي» خلال الحلقة الأخيرة، أصبح من الواضح أن هدفه الرئيسي كان أن تحضره «ديبي» إلى الولايات المتحدة. على الرغم من تضحيات «ديبي»، لم يُظهر أوساما أي اعتبار لها. لا يرى «أسامة» «ديبي» سوى وسيلة لتحقيق غاية، كما أن تصرفاته الغريبة  أثناء جدالهما مخيفة للغاية.


بعد فورة «أسامة» الأخيرة، علق مستخدم لمنصة "ريدّيت" على الحلقة الأخيرة، موجها الرسالة إلى «ديبي» قائلا لها: لقد حان الوقت لكي تعودي إلى منزلك. لا بأس، إن إبنيك كانا على صواب. لأ بأس أنك تبعت قلبك، لكن الآن عليك مغادرة ذلك المكان. وفي إشارة إلى «أسامة»، قال لها: إنه أصبح غريبًا. رأيت حتى كيف سارت عيناه نحو نقطة واحدة: نقطة النهاية.

العديد من المعجبين ببرنامج "خطيب 90 يومًا" قد هتفوا لـ «ديبي» و«أسامة» خلال الحلقات القليلة الأولى من الموسم عندما بدا أن لديهما علاقةً حقيقيةً. أراد العديد من المعجبين تصديق أن العثور على الحب ممكن في أي عمر. خلاصة القول، لم يحصل المشجعون على النهاية السعيدة التي كانوا يتوقون إليها. ومع ذلك، هناك الكثير من الفرح لأن «ديبي» لم تتعمق كثيرًا قبل أن تكشف النوايا الحقيقية من تعلق «أسامة» بها.