استراتيجية أمريكا الجديدة في ليبيا: هل هي لصالح ليبيا أم لطرد روسيا من ليبيا؟ - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

استراتيجية أمريكا الجديدة في ليبيا: هل هي لصالح ليبيا أم لطرد روسيا من ليبيا؟

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 11 أبريل 2023 - في مايو الماضي، بعد ثلاثة أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، أصدرت «كمالا هارّيس»، في "إدارة بايدن"، ما أسمته "قانون الهشاشة العالمية": ورقة سياسة تهدف إلى إنهاء النزاعات حول العالم أو، على الأقل، احتواء آثارها بعيدًا عن الولايات المتحدة. تحتل ليبيا مكانة عالية في تلك الوثيقة، ليس فقط كمثال على الصراع وكيف يمكن احتواء عواقبه، ولكن أيضًا كمثال لإظهار استجابة الإدارة الديمقراطية الأوسع للغزو الروسي لأوكرانيا وأيضًا كمحاولة مزعومة لمساعدة ليبيا على أن تصبح بلدًا أكثر استقرارًا و أمنًا.


نذكّر بأن البيت الأبيض هو القوة الرئيسية التي تضغط على الدول الأخرى لدعم أوكرانيا ضد روسيا، سواء كان ذلك في قاعات الأمم المتحدة أو في إرسال الأسلحة والذخيرة إلى كييف. أثار هذا تساؤلات حول مدى جدية واشنطن عندما يتعلق الأمر بإنهاء الصراع في ليبيا.


في محاولة للإجابة على هذا السؤال، أصدر البيت الأبيض، الشهر الماضي، ما أسماه "إستراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار، الخطة الإستراتيجية العشرية لليبيا". يُنظر إلى الوثيقة على أنها متابَعة وخريطة طريق أكثر تفصيلاً لـ "قانون الهشاشة العالمية"، وكيف يمكن تنفيذه في العالم الحقيقي.


والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد وصمت روسيا على أنها مصدر تهديد "للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي وتزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل". كما تشير بأصابع الاتهام إلى وجود مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا، من دون ذكرها بالاسم فعليًا. وتشير ضمنيًا إلى حقيقة أن ليبيا قد تصبح نقطة انطلاق لأنشطة مجموعة فاغنر على نطاق أوسع في جيران ليبيا الجنوبيين ومنطقة الساحل الإفريقي بأكملها.


في السنوات الأخيرة، كانت مجموعة المرتزقة، فاغنر، الشريك الأمني المفضَّل في بلدان مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، حتى أنها استبدلت الوجود الفرنسي الطويل في المنطقة. لا تزال فاغنر تحتفظ ببضعة آلاف مقاتل في مواقع مختلفة في ليبيا.


ما لم تذكره الوثيقة الأمريكية هو حقيقة أن روسيا ليست وحدها التي تتدخل في ليبيا، بما في ذلك وجود قوات مسلحة أو مقاتلين متمركزين في البلاد. كما يسعى بعض حلفاء واشنطن الإقليميين بنشاط إلى تحقيق أجنداتهم وأجندات وكلائهم المحليين. فقد نشرت أنقرة، على سبيل المثال، آلاف المرتزقة السوريين في ليبيا، إلى جانب عدد غير معروف من قواتها، بعد أن وقّعت اتفاق 2019 مع طرابلس. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مصر ، الجار الشرقي لليبيا، داعم قوي للقوات في شرق ليبيا بقيادة الجنرال خليفة حفتر والبرلمان في طبرق. لكن، لم تنشر القاهرة، حتى الآن، أي قوات مقاتلة في ليبيا، غير أنه من المعروف أنها تقدّم أشكالًا أخرى من الدعم مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني.