ووضعت الصحيفة الإيطالية "إلـفوليو"، العنوان الآتي للمقال الذي سنعرض مضمونه: "سعيّد يقول: تونس أولًا ولا لإملاءات صندوق النقد الدولي. هكذا يضع إيطاليا في مأزق"، لكاتبه «لوكا كامبرديلّا».
يقول كاتب المقال “ربما لم يكن من قبيل المصادفة أن أعلن «قيس سعيّد» الخميس عن نيته عدم "الانحناء لإملاءات" صندوق النقد الدولي بخطاب ألقاه أمام ضريح المنستير المخصَّص لزعيم الاستقلال التونسي «الحبيب بورقيبة». ثم زعم بأن 'سعيّد قال في عام 2017 إن "من يلقي الخطب هناك لا يفعل ذلك بدافع حب «بورقيبة»، بل سعيًا وراء الشرعية بين رفات الموتى. واليوم، من بين هؤلاء "البقايا"، قال الدكتاتور الجديد «سعيّد» إنه بدلاً من الانصياع للطلبات التي تمليها "القوى الأجنبية التي لا تؤدّي إلا إلى المزيد من الفقر، فالبديل هو الاعتماد على أنفسنا.”
وواصل: “يمكن أن تكون علامة مميزة للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على "ملياري دولار" والتي - في خطط الغرب وإيطاليا على وجه الخصوص - يجب أن ترفع البلاد من أزمة اقتصادية وغذائية ومياه ضخمة و آثارها لها تداعيات على سواحل أوروبا، حيث بلغ تدفق المهاجرين نحو 14000 وافد منذ بداية العام.”
ووصف »جيراسيموس تسوراباس»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة غلاسكو، الأمر لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "دبلوماسية الهجرة" ، أو عندما تستفيد دولة من المهاجرين الذين يمرّون عبر أراضيها للحصول على مزايا من دول أخرى واقتصادها. وقال في تعليق على تصريحات رئيس الجمهورية التونسية: “إنه ابتزاز: إذا لم تعطني ما أطلبه ، فسأسمح للمهاجرين بالوصول إلى منزلك. لا شيء جديد إذا نظر المرء إلى العلاقات بين أوروبا وشمال إفريقيا.”
على الرغم من أن تونس على وشك الإفلاس، إلا أن فكرة أن قرضًا جديدًا من صندوق النقد الدولي يمكن أن يحل أزمتها الهيكلية لا يزال محل نقاش. بالطبع، في المستقبل القريب، سيسمح ذلك لخزائن البلاد بالتنفس، وضخ السيولة، وحث اللاعبين الدوليين الآخرين على الوثوق بـ «سعيّد» أكثر - من الاتحاد الأوروبي إلى الخليج، على سبيل المثال، لقد وعدوا تونس بالفعل بالمال، لكن بشرط قرض من صندوق النقد الدولي.