الإيطالية نيوز، الثلاثاء 28 مارس 2023 - اعتبر نائب رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، الذي يشغل في الوقت نفسه، وزير الخارجية، «أنطونيو تاياني، الإثنين، أن حالة الطوارئ الحالية فيما يتعلق بتدفقات المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الإيطالية "تسمى تونس"، وحذر من انتشار عدوى الهجرة في بلدان أفريقية أخرى، مشيراً إلى أنه لا يمكن السماح بذلك في البحر الأبيض المتوسط.
وقال «تاياني»، لدى حديثه عبر الفيديو في افتتاح الطبعة الوطنية الثامنة للمدرسة السياسية لحركة الرابطة، إن تونس وصلت إلى توازنها لكنه استدرك قائلاً إنها على حافة الانهيار المالي.
وأشار إلى أن إيطاليا تعمل على أن يُقدّم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أموالا لتونس، موضحاً أن الصندوق الدولي مع دعم الولايات المتحدة يقول إنه في البداية يجب تنفيذ الإصلاحات عبر حماية الحقوق المدنية ثم يجب تقديم الأموال، لكن التونسيون يطلبون المال أولاً.
وتطرّق رئيس "الفارنيسينا" إلى مقترح إيطاليا إعطاء دفعة أولى من المال، ثم في حال كانت هناك إصلاحات يتم تقديم الدفعات الأخرى، وفقاً لموقع "ديكود 39" الايطالي.
وشدد «تاياني» على أنه لا يمكن التخلّي عن تونس، مشيراً إلى ضرورة الاستثمار في إفريقيا بشكل أكبر. وتابع: “علينا واجب سياسي أن نكون حاضرين كإيطاليين والاتحاد الأوروبي.”
ورأى أنه من الضروري تنفيذ "خطة ماتي" التي تسمح بمساعدة حقيقية لصالح التنمية في هذه القارة. وأضاف: “لا يمكننا تركها في أيدي الروس والصينيين.”
كما حذّر «تاياني» من مغبة ترك تونس للإخوان المسلمين، مشيراً إلى تحركات الاتحاد الأوروبي لمساعدة تونس حيث توجّه المفوض الأوروبي «باولو جنتيلوني» إلى تونس، كما تراقب فرنسا المشكلة في أعقاب الاجتماع بين الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ورئيسة الوزراء الإيطالية «جورجا ميلوني».
وأشار إلى تأييد بلاده للحلول الوسط عبر تقديم الدعم الأولي لأن التونسيين يعتبرون أنه بدون المال لا يمكنهم تنفيذ الإصلاحات، وتسائل قائلاً: “ماذا سيحدث في حال لم يتدخل الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي وتتدخل الصين أو روسيا؟”
وشدّد على الحاجة إلى تدخل استراتيجي من أجل أفريقيا حيث يدمَّر التغير المناخي، الزراعة في العديد من البلدان وإذا لم نتدخل بنوع من "خطة مارشال" ستكون هناك دائمًا حالات الطوارئ.
ورأى الوزير الإيطالي أن هناك حالة من عدم الاستقرار المتزايد يجب معالجته من خلال تدخلات طويلة الأجل ليس فقط من جانب الاتحاد الأوروبي ولكن الأمم المتحدة وصندوق النقد.
من جهتها، قالت «استيفانيا كراكسي»، عضو مجلس الشيوخ الإيطالي عن حزب "فورتسا إيطاليا" ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، إن تونس تخاطر بالانهيار، داعية صندوق النقد الدولي لمنح هذا البلد الشمال إفريقي قرض على الفور.
وأضافت «كراكسي»، في مقابلة صحفية، أن تونس عانت الكثير على المستوى الاقتصادي وعانت من الوباء كما هو الحال في إيطاليا كما عانت من التسلل الخارجي في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبرت أنه من الصواب أن يطلب صندوق النقد الدولي إصلاحات لكن يجب منح القرض قبل حدوث الأسوأ. وتابعت: “توقعنا أن تصبح هذه الدول ديمقراطيات في وقت قصير ولكن لها تاريخ مختلف والغرب لديه مسؤولياته.”
وتطرقت إلى دور الجهات الفاعلة الأخرى مثل ما يحدث في الحرب بأوكرانيا ودور "مجموعة فاغنر" الروسية في ليبيا. وشددت على ضرورة منح "الدفعة الأولى" من قرض صندوق النقد الدولي فوراً و دعم تونس والدول الأخرى التي يغادر منها المهاجرون مع مرافقة الاصلاحات.
وقالت «كراكسي» أيضاً إن تونس معرضة لخطر الانهيار فيما يحاول آلاف التونسيين الهجرة، مشيرة إلى أن تونس عانت كثيراً على المستوى الاقتصادي.
أخيرًا، عبرت «كراكسي» عن الأمل في أن يمنح صندوق النقد الدولي، تونس قرضاً بقيمة 1.9 مليار دولار في أسرع وقت "قبل حدوث الأسوأ".