تونس: دعوة «سعيّد» إلى معالجة ظاهرة المهاجرين الإيفواريين تدفع هؤلاء إلى الفرار الجماعي نحو إيطاليا - الإيطالية نيوز

تونس: دعوة «سعيّد» إلى معالجة ظاهرة المهاجرين الإيفواريين تدفع هؤلاء إلى الفرار الجماعي نحو إيطاليا

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 21 مارس 2023 - ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير نشرته يوم الاثنين 20 مارس 2023، أن موجة المهاجرين المتدفِّقة إلى إيطاليا هذه الأيام ترجع إلى اندفاع الإيفواريين لشراء قوارب صيد لمغادرة تونس، حيث واجهوا اعتقالات وإلقاء القبض عليهم. بتحريض من رئيس الجمهورية، الذي ينفذ حرفيا، بعد عدة ضغوط وابتزازات، إملاءات الاتحاد الأوروبي.


ندّدت منظمات حقوقية تونسية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي، «قيس سعيد»، مؤخَّرًا، والذي دعا فيه إلى وقف تدفق المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرةً أنه "عنصري" ويدعو إلى "الكراهية"، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية في فبراير 2023.


وشدد «سعيّد» في خطابه المثير للجدل على ضرورة اتخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفق "جحافل المهاجرين غير الشرعيين"، وما ينتج عن ذلك من حالة "عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة، فضلاً عن تجريمها قانونياً". وأثار هذا التصريح استنكارا من قبل المنظمات الحقوقية التونسية.


قال أحد مهربي البشر التونسيين إن المهاجرين من ساحل العاج هم من سكان إفريقيا جنوب الصحراء الذين يغادرون من ميناء صفاقس "بأعداد كبيرة لأن هذه فرصتهم الأخيرة. أو كما نقول بالعربية البحر أمامكم والعدو وراءكم ".


في حين كان المهاجرون الإيفواريون يشكّلون الجزء الأكبر من مجموعة من 3300 شخص أبحروا إلى إيطاليا بين 6 و 12 مارس، وصل معظمهم إلى جزيرة لامبيدوزا الصغيرة، ثن نُقل العديدُ منهم على متن طائرات عسكرية إلى مراكز المعالجة في البر الرئيسي الإيطالي. في المقابل، أعاد خفر السواحل التونسي 1500 مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى على متن 42 قاربًا في فترة 36 ساعة بين 8 و 9 مارس.


تتصدر الهجرة عناوين الأخبار مرة أخرى في إيطاليا، بعد هلاك ما لا يقل عن 80 مهاجرا أبحروا من تركيا، بينما يُعتقد أن 30 أخرين لقوا حتفهم بعد غرق سفينة قبالة ليبيا.


وفي سياق متصل، طلبت رئيسة الوزراء الإيطالية، «جورجا ميلوني» (Giorgia Meloni)، بالفعل مساعدة الاتحاد الأوروبي في وقف وصول اللاجئين، مُحذّرةً من "غزو" إذا بقي الاتحاد الأوروبي مكتوفي الأيدي من دون تحرّك ويتفي بالمراقبة فقط. لكن نحو 12 ألفًا من أصل 20 ألف شخص وصلوا بطريقة غير قانونية إلى إيطاليا هذا العام، جميعهم انطلقوا من تونس، مع زيادة هائلة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي (ألف شخص)، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.

تداعيات خطاب رئيس دولة تونس

جرى إطلاق النار على المهاجرين وطردهم وسرقتهم من قبل فوضويين بعد أن ألقى رئيس الجمهورية  التونسية «قيس سعيّد» باللوم عليهم في موجة إجرامية وحذّر من أن المتآمرين الذين لم يكشف عن أسمائهم كانوا يُؤجّجون موجات الهجرة من أجل "تغيير التركيبة السكانية" في تونس. وقال ناشط مهاجر في صفاقس: "إن ارتفاع الرحلات الشراعية مرتبط بهذا الخطاب، والإيفواريون هم أكبر مجموعة من المغادرين".


قال تاجر ثان إن المهرّبين التونسيين يرفضون السفر مع الأفارقة من جنوب الصحراء لأنه سيتعرف عليهم فور وصولهم بسبب بشرتهم الفاتحة، مما يجبر المهاجرين على شراء قوارب ووقود من الصيادين، ودفع ما يصل إلى 3000 دينار (959 دولارًا أمريكيًا) لكل شخص منهم، ثم يبحر بمفرده. 


وأضاف الناشط نفسه في إشرة إلى المهاجرين الإفواريين: “ليس لديهم وظائف، ولا طعام كاف، ولا شيء، ما يجعلهم مقتنعين ومصرّرين على مغادرة تونس في أسرع وقت ممكن نحو السواحل الأوروبية. إنهم طيبون، لا يسرقون القوارب، بل يشترونها".


من جهته، قال «دوبي أبو بكر»، منسّق "دي جي" من كوت ديفوار في تونس ويدير صفحة على فيسبوك للمهاجرين، إن بعض الإيفواريين سافروا إلى تونس على أمل العمل هناك، على الرغم من أن الغالبية كانوا يخططون في النهاية للإبحار إلى أوروبا والاستقرار في فرنسا أو ألمانيا. وأوضح أن "المزيد الآن يريدون المغادرة أولاً، بسبب الاقتصاد الضعيف في تونس، وبعد ذلك بسبب خطاب الرئيس".


وصل نحو 3200 من كوت ديفوار إلى إيطاليا هذا العام - وهي أكبر مجموعة من الجنسية نفسها بين الوافدين.


بينما أثارت الحرب الأهلية 2010-2011 موجة هجرة من الإيفواريين، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة، قُتل فيها 3000 شخص. يوجد حاليًا نحو 91000 لاجئ إيفواري خارج البلاد.