أستظل بالشمس في ظل هذا الهطول المتواصل للصقيع والذي أصاب أناملي بالوهن...
الغريب في الأمر أنغيابك لا يعني لي أكثر من إنك لم تعد على قائمة الحاضرين في هذا الزحام الصباحي المكتظ بالأسماء والوجوه..
لا يعني سوى إنني ألبست قصائدي قرطاً فضياً في أذن الأبجدية دون عناء عندما كنت أحاول أن أنتزع الأحرف الكتابية من مخبأ ريشتي دون جدوى...
إنك الآن على قيد حبر تطوف الأوراق المبعثرة هنا وهناك وعيناك غارقتان في بحر ذاتك...
هل غريباً أنك لم تعد توقظ الفرح في الأشياء التي تملك حق مقاربتك؟!.. ولم تعد كلماتك تلتصق في جدارية سطري كما كانت...
يا لتلك الكتابات التي تطايرت حتى أحدثت ذاك الإنشطار النيزيكي في سماء ليلتي...
ويا لتلك الأحاديث التي إنصهرت في مواقد النسيان وتلاشي الحنين رويداً رويداً مع إنحصار المد والجزر في مرافئ ورقي....
ليس غريباً أن تخمد رغبتي في العتاب وأن لا تعزف موسيقاك أوتار مواسمي...
وأن يكثر الضمير الغائب على رسائلي وتكف الأعراس عن ضجيجها المعهود حداداً على غيابك الوهمي...
صار الأمر أكثر من كونه محاول إجتذاذك من تربة النصوص المتجمدة ووضع مساحيق باهته على ملامح الورق كمحاولة أخيرة لطمس الحياة من تلك الأحرف القليلة...
لم يعد يهم الأمر أصبح كل شيء فاقداً للذاكرة بعد أن تسللت خارجاً ومتخفياً من الأبواب الموصدة بقفل الحنين..
لا تقل شيئاً! لأن الأمر انقضى ولأن محاولاتي في إنعاش حرفك باتت مستحيلة ... لا تمد يدك نحو حرف سقط متعثراً.. لأن الأشياء لا تسقط من تلقاء نفسها إلا حين نتعمد أن نفلتها...