 |
| المستشار الألماني «أولاف شولتز» |
الإيطالية نيوز، الثلاثاء 7 مارس 2023 - “أولئك الذين يريدون أن يُشمّروا عن سواعدهم مرحَّبُُ بهم في ألمانيا. هذه هي رسالتنا!” هذه الدعوة المذهلة من المستشار الألماني أولاف شولتز» (Olaf Scholz)، والتي وجّهها بصراحة أمام جمهور من قادة الأعمال وصُنّاع القرار المُجتمعِين في "دافوس" (سويسرا) في 18 يناير. ألمانيا، التي كانت ترهق طالبي التأشيرات للانتقال إلى العيش فيها وتُضيّق أبوابها منذ فترة طويلة، تتبنى الآن سياسة تبنّي مواطنين أجانب لتمنحهم العمل والهوية الألمانية في إطار الجنسية فقط.
واستغل المستشار الألماني فرصة المشاركة في أكبر المنتديات في العالم لدعوة الأجانب الشباب للحضور إلى ألمانيا لأهداف العمل والعيش.
وقال شولتز معطيا بعض البيانات: “ليس أمام ألمانيا خيار كبير. الفجوة بين الأجيال التي وُلدت بين عامي 1950 و 1970 وأولئك الذين وُلدوا في التسعينيات، والتي تقارب نصف هذا العدد، ستترك فجوة كبيرة في صناديق المعاشات التقاعدية والتأمينات الاجتماعية في ألمانيا في السنوات القادمة. وهذا يعني أن 13 مليون عامل سيغادرون سوق العمل خلال الخمسة عشر عامًا القادمة، أي ما يقرب من ثلث إجمالي العمال المتاحين حاليًا.”
تقدر وكالة التوظيف الفيدرالية أنه ستكون هناك حاجة إلى 400 ألف مهاجر جديد سنويًا للتعويض عن النقص في القوى العاملة الألمانية.
تواجه ألمانيا، مثلها مثل العديد من الاقتصادات المُسنّة، نقصًا متزايدًا في العمالة الماهرة. قال وزير العمل هوبرتوس هيل يوم الأربعاء إنه "من دواعي السرور في هذه الأوقات" أن الارتفاع المطرد في التوظيف كان مدفوعا بشكل رئيسي بالموظفين والعمال من البلدان الأخرى.
لجذب المزيد من العمال من الخارج، تقوم الحكومة الألمانية حاليًا بإصلاح قانون الهجرة في البلاد. يتضمن ذلك خفض حدود الدخل للبطاقة الزرقاء للعمال الأجانب وإدخال ما يسمى ببطاقة الفرصة للأشخاص ذوي الإمكانات العالية.
في غضون ذلك، واصل إجمالي القوى العاملة في ألمانيا نموه في يناير، بزيادة %0.2٪إلى 45.5 مليون شخص، وفقًا للبيانات الأولية التي نشرها مكتب الإحصاء الفيدرالي (Destatis) يوم الأربعاء.
في ديسمبر 2022، كانت الحكومة الألمانية تقوم بالفعل ببعض الإصلاحات بشأن استقطاب العمال المهرة والجاهزين لإنجاز وظائف تفتقر إلى من ينجزها. من بين أمور أخرى، تستهدف حكومة «شولتز» الإجراءات البيروقراطية المعقَّدة، التي تجعل من الصعب حاليًا على المهاجرين التقدّم للحصول على تصاريح العمل.
كما تدرس الحكومة أيضًا السماح بالتجنس بعد خمس سنوات من الإقامة في ألمانيا مع اجتياز اختبار في اللغة الوطنية، أو حتى ثلاث سنوات للأجانب المندمجين جيدًا (الطلاب في الجامعة أو المتفوقون في العمل)، مقارنة بالسنوات الثماني الحالية. إذا تم تمرير هذا القانون، فقد يكتسب الأجانب حتى الجنسية الألمانية من دون الحاجة إلى التخلي عن جنسيتهم، وهو أمر مستحيل في الوقت الحالي.
