هل تجلب زيارة الرئيس الصيني «شي» لموسكو بوادر السلام بين روسيا وأوكرانيا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

هل تجلب زيارة الرئيس الصيني «شي» لموسكو بوادر السلام بين روسيا وأوكرانيا

 الاثنين 20 مارس 2023 - وصل الرئيس الصيني «شي جين بينغ» إلى موسكو، عاصمة روسيا، يوم الاثنين في أول زيارة دولة له إلى البلاد منذ بدء الحرب في أوكرانيا: ومن المتوقع أن يبقى هناك لمدة ثلاثة أيام، حتى الأربعاء. قالت الدبلوماسية الصينية إن "رحلة «شي» ستكون "رحلة صداقة وتعاون" ولكن أيضًا "رحلة من أجل السلام".


أعلن الرئيس «شي جين بينغ» لدى وصوله إلى موسكو في زيارته الثامنة منذ 2013، عن نيته في تعزيز "التفاعل الاستراتيجي" مع روسيا ، مع اعتماد الصين كوسيط موثوق للصراع في أوكرانيا.


هدفان يصعب التوفيق بينهما، خاصة في نظر الغرب المتشكك بالتأكيد بشأن النوايا الحقيقية لبكين. وهكذا، بينما تقول كييف إنها تتابع التطورات باهتمام، وتطلب من «شي» إقناع روسيا بإنهاء الحرب، يدعو البيت الأبيض الأوكرانيين إلى عدم قبول وقف إطلاق نار محتمل، والذي من شأنه أن "يصادق" على مكاسب إقليمية للروس ويمنحهم فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم وجمع قوتهم.

موسكو ، لقاء بين «بوتين» و«شي» في الكرملين

تعد قضية أوكرانيا من بين الموضوعات التي تناولها «شي» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في الاجتماع الأول، وهو لقاء غير رسمي وجهاً لوجه في الكرملين، قبل أن تمتد محادثات الغد الرسمية إلى الوفود. وقال «بوتين» أمام الكاميرات وهو جالس جنبًا إلى جنب مع ضيفه أمام مدفأة رخامية بيضاء مزينة بالذهب "ننظر باهتمام إلى مقترحاتكم لحل الأزمة في أوكرانيا". وأضاف "نحن منفتحون على المفاوضات"، مؤكدا أن أي حل يجب أن يراعي مبدأ "عدم تجزئة الأمن لجميع الدول". يبدو الأمر وكأنه عودة إلى تلك المقترحات المتعلقة بالأمن الأوروبي المقدمة إلى حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في ديسمبر 2021 والتي لم تحصل على الرد المطلوب من موسكو. بعد شهرين بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا.

قبل ذلك بساعات قليلة، في مقال نُشر في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية الروسية، قال «شي» إن الخطة الصينية المكونة من 12 نقطة تجمع "رؤى" البلدان المختلفة، معترفًا بأن إيجاد توليفة "ليس بالأمر السهل". ولكن على الخطوط العامة للمواجهة مع الغرب، لم ينأى الرئيس الصيني بنفسه عن تقييمات «بوتين»، مشيرًا إلى أن الصين تشارك روسيا في اعتقادها بضرورة بناء عالم متعدد الأقطاب، لأنه "لا يوجد بلد متفوق على الآخرين، لا يوجد نموذج حكومي عالمي ولا ينبغي لدولة بمفردها أن تملي النظام الدولي".


رد الفعل الأمريكي من زيارة «شي» لموسكو كان  سلبيا

كان رد الفعل الأمريكي سلبيا في جميع المجالات. حذر وزير الخارجية «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken) من أن العالم يجب ألا ينخدع بأي تحرك تكتيكي من جانب روسيا المدعومة من الصين، مؤكدا أهمية فتح خطوط الاتصال مع بكين. وأضاف البيت الأبيض أن "«شي» و«بايدن» سيتحدثان في الوقت المناسب"، معربًا عن أمله في أن يتحدث الرئيس الصيني أيضًا مع «زيلينسكي» بعد الاجتماع مع القيصر "للحصول على وجهة نظره. ثم يوصم رئيس الدبلوماسية الأمريكية حقيقة أن «شي» أكد زيارته حتى بعد مذكرة توقيف «بوتين» من المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، مما يدل على اعتقاده بأن الزعيم الروسي لا ينبغي أن يرد على الفظائع في أوكرانيا. مذكرة توقيف «بوتين»، من بين أمور أخرى، ردت عليها موسكو بفتح تحقيق جنائي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية نفسها، «كريم خان»، لقراره الذي اعتبر "غير قانوني".


يبدي «بوتين» ثقته في دعم الصين، حيث قال في مقال في صحيفة "الشعب" اليومية إن روسيا تحارب "التهديدات المشتركة". وبدا أن «شي» يريحه خلال الاجتماع أمام المدفأة الذي وصفه فيه بـ "الصديق العزيز" ودعا إلى "علاقات وثيقة" بين البلدين، حتى أنه ذهب إلى حد إعلان انتخابي عندما استدعى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام في روسيا وفي نفس الوقت أكد على "الازدهار" الذي يضمنه «بوتين» للبلاد. لكن لا يزال من غير المعروف إلى أي مدى يمكن لبكين أن تمضي في تقوية وتوسيع العلاقات مع الكرملين دون التأثير على علاقاتها الاقتصادية القوية مع الغرب. إذا شدد «بوتين» على أن التجارة بين روسيا والصين وصلت إلى "185 مليار دولار"، فمن الصحيح أيضًا أن هذا لا يزال جزءًا صغيرًا مما تمتلكه الجمهورية الشعبية مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.


تُعرِّف الصين نفسها على أنها محايدة، وتواصل رفض تعريف ما يحدث في أوكرانيا على أنه "حرب" (تتحدث الوثائق الرسمية عن "أزمة" في أوكرانيا)، وتواصل، في الوقت نفسه، إلقاء اللوم على الغرب في الغزو الروسي ولم يدين قط الفظائع وجرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الروس في أوكرانيا.