تحقيق تلفزيوني بولندي يتهم البابا يوحنا بولس الثاني بالتستر على اعتداءات جنسية ضد قاصرين في "كراكوف" - الإيطالية نيوز

تحقيق تلفزيوني بولندي يتهم البابا يوحنا بولس الثاني بالتستر على اعتداءات جنسية ضد قاصرين في "كراكوف"

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 7 مارس 2023 - بث تلفزيون بولندي روبورتاجا استقصائيا يتطرق إلى قضية اعتداءات جنسية داخل مؤسسات تابعة للكنيسة في بولندا، منفذوها رجال دين وضحاياها قاصرين، كانت تحدث تكرارا ومرارا في الدور التابعة للكنيسة في كراكوفيا عندما كانا البابا يوحنا بولس الثاني أسقفًا وكاردينالًا لمدينة "كراكوف"، وبالتالي قبل انتخابه بابا الفاتيكان، البابا الـ64.


ووفقا للتحقيق الذي نشره تلفزيون TVN24، مساء امس الإثنين 6 مارس، والذي أنجزه الصحفي «مارشين غوتوفسكي» (Marcin Gutowski)، فإن البابا «يوحنا بولس الثاني» (إسمه الحقيقي «كارول جوزيف فويتيلا») كان على علم تام  بحالات الاستغلال الجنسي التي كان يتركبها رجال الدين في بولندا على أطفال، وفتيان وفتيات قاصرين.


وحسب التحقيق التلفزيوني، الذي بدأ منذ سنتين ونصف مع عنوان "فرانسيسكانسكا 3"، ـ العنوان يشير إلى إسم الزنقة ورقم مقر الأبرشية حيث وقعت الانتهاكات، وحيث كان يعمل كارول فوتيلا راهبا، سنة 1946 ـ، وُجّهت إلى البابا «كارول فويتيلا» تهم التستر على حالات كثيرة من الاعتداء ات الجنسية ضد قاصرين، وبالتالي التستر وحماية بعض القساوسة المتورطين، الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات، وذلك بنقلهم، بدلا من محاسبتهم، إلى أبرشيات بعيدة عن "كراكوف".


منذ ذلك التاريخ، ارتقى «فويتيلا»، ليصبح أسقفا، فرئيس الأساقفة، ثم كاردينال، وفي الأخير، بلغ الدرجة العليا بانتخابه على رأس الكنيسة الكبرى في الفاتيكان، ليصبح  بابا الكنيسة الكاثوليكية في الفترة بين 16 أكتوبر 1978 وحتى وفاته في 2 أبريل 2005.


قال الصحفي «غوتوفسكي»، منجز الروبورتاج الاستقصائي، إن «فويتيلا» ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى علمه بالانتهاكات ذات الطابع الإجرامي المقترَفة من قبل قساوسة في أبرشيته، تدخّل مرارا وتكرارا لنقل بعض المتهمين من أبرشيته إلى أخرى. هذا بات حينها إجراءً مألوفًا داخل الكنيسة: على سبيل المثال، أرسل البابا المستقبلي (فويتيلا) أحد هؤلاء إلى النمسا ليكمل عمله المدمِّر غير المنجَز. كتب فويتيلا أيضًا رسالة توصية له إلى كاردينال فيينا آنذاك «فرانز كونيغ» (Franz König)، من دون إبلاغه بالاتهامات الموجهة للكاهن.


ونقل روبورتاج التلفزيون البولندي شهادة لأحد الضحايا في تلك الفترة، فضل إبقاء هويته مستترة، أكد فيها للصحفي «غوتوفسكي» أنه أبلغ شخصيا الكردينال «فويتيلا» الاستغلال الجنسي للأطفال، التي كان هو بنفسه ضحية اعتداء من أحد الكهنة، وذلك في سنة 1973. حسب الضحية، قال له «فويتيلا» بأنه يجب أولا أن يتأكد من هذه الادعاء ات ليست خدعة، في الوقت نفسه طلب منه عدم الإبلاغ عن ذلك في أي مكان، ووعده بأنه سيتكفل بمعالجة هذه القضية.


أوضح «غوتوفسكي» أنه التقى ببعض ضحايا الكهنة الذين يمارسون الجنس مع الأطفال في أبرشية "كراكوف"، وعائلاتهم والموظفين السابقين في الأبرشية نفسها، ووجد تأكيدًا لموقف عام من الصمت. في تحقيقه، يستشهد الصحفي أيضًا بسلسلة من الوثائق من "الشرطة السرية الشيوعية السابقة" وبعض وثائق الكنيسة التي تمكن من الحصول عليها خارج بولندا. وبدلاً من ذلك، منعته أبرشية "كراكوف" من الوصول إلى أرشيفها.


  في السنوات الماضية، رفضت الكنيسة البولندية بالفعل تقديم وثائق إلى القضاء أو إلى لجنة التحقيق العامة التي تحقق في قضايا الانتهاكات في الكنيسة. قال «غوتوفسكي»آمل أن يضع هذا التقرير نهاية للمناقشة. لم يعد من الممكن القول إن كارول «فويتيلا» لم يكن يعرف، وقبل وقت طويل من توليه منصب البابا."


 بدوره علق الكاهن الأمريكي «توماس دويل» (Thomas Doyle) المتخصص في القانون الكنسي ومؤلف أحد التقارير الأولى عن الاعتداء الجنسي على القاصرين من قبل رجال الدين الكاثوليك في الولايات المتحدة، والذي تم  صياغته في ربيع عام 1985 والتي جرى دفنه بدوره (التقرير)وقال «توماس دويل»"ما تم اكتشافه هو ثوري لأنه يظهر ما يشتبه به كثير من الناس منذ سنوات وهو أن «يوحنا بولس الثاني»، حتى قبل أن يصبح البابا، كان يعلم بوجود هذه المشكلة". قال دويل "هنا لدينا الدليل". يكذّب هذا الدليل الحجة المركزية لأولئك الذين دافعوا عن «فويتيلا» حتى الآن، وهي أنه عندما كان البابا، لم يكن على دراية بحقيقة إساءة معاملة الأطفال في الكنيسة، معتقدين أنها كانت مشكلة محصورة في الولايات المتحدة.


في بولندا يتم إصدار كتاب باتهامات مماثلة لتلك الواردة في تقرير «غوتوفسكي»، الذي وُلد نتيجة تحقيق أجراه الصحفي الهولندي «إيكي أوفربيك» (Ekke Overbeek) بعنوان "ماكسيما كولبا". يوحنا بولس الثاني كان يعلم". بولندا هي واحدة من أكثر الدول الكاثوليكية في أوروبا، حيث يحضر أكثر من 40 في المائة من السكان القداس كل يوم أحد. لعبت الكاثوليكية دورًا حاسمًا في تشكيل الهوية الوطنية للبلاد. يحظى البابا «يوحنا بولس الثاني»، أول بابا بولندي، بالتبجيل كسلطة أخلاقية ولمعارضته للشيوعية. في عام 2014، تم تقديسه، أي جعله قديسا، من قبل البابا الحالي «فرنشيسكو».