وأكد أن الإمارات هي الدولة العربية الثالثة بعد الجزائر وليبيا في رحلاتها إلى الخارج بعد أربعة أشهر من تشكيل حكومتها مما يدل على هذه الإرادة الاستراتيجية خاصة في مجال الطاقة والتي تعتبر من التحديات الكبرى.
وأوضح أن البعد الثاني يتمثل في تطوير العلاقات بين إيطاليا والإمارات التي تشهد نشاطا اقتصادياً ملموساً حيث تعتبر الإمارات ثاني سوق للصادرات الإيطالية في الشرق الأوسط وتقدر قيمة التجارة بأكثر من 5 مليارات يورو كما أنها تستضيف حوالي 600 شركة إيطالية.
وأشار إلى ملف يمكن اعتباره ثنائياً بين الإمارات وإيطاليا وهو مواجهة التطرف، فيما تعزز هذه الزيارة الشراكة التاريخية بين البلدين وتفتح آفاق التعاون.
من جانبه، قال «أمجد طه»، الرئيس الإقليمى للمركز البريطانى لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، إن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في هذه اللحظة الحاسمة وذلك مع تصاعد الصراع بين أوكرانيا وروسيا والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.
وأكد أن الإمارات تلعب، كدولة رائدة في الشرق الأوسط، دورًا مهمًا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، موضحاً أن النجاح الملحوظ في تعزيز العلاقات الودية بين الدول التي لها تاريخ من العداء مثل إسرائيل وإيران وتركيا وقطر هو شهادة على قيادتها الفعالة.
واعتبر أن لقاء «ميلوني» مع سيد «الإمارات محمد بن زايد» يمثل فرصة في هذا السياق للبحث عن نصيحته حول مختلف القضايا السياسية.
وعبر عن القناعة بأن إيطاليا ستستفيد بشكل كبير من قيادة «محمد بن زايد» التي تحمل إيجاد حلول للقضايا العالمية المعقدة. كما توقع تطورات اقتصادية و دبلوماسية في العلاقات، معتبراً أنه على إيطاليا إعطاء الأولوية لمصالحها الوطنية وهذه الزيارة تمثل فرصة لوضع مستقبل أمتها في المقام الأول أيضًا من خلال العلاقة مع الإمارات.
من جهته، قال «علي الشعيبي»، استاذ الإعلام بجامعة الامارات، إن الدبلوماسية الإماراتية تدرك أن إيطاليا لاعب أساسي و مهم فی تحریك وتفعيل عدد كبير من الملفات الشائكة والمعقدة على مستوى الصراع المقلق في القارة الاوروبية مع التأكيد على أن إيطاليا لاعب محوري يمتلك قدرات كبيرة لفتح او إغلاق جبهات الصراع في ليبيا وتخوم القارة الأفريقية، فضلاً عن الدور الايطالي في السياق الجزائري وثقلها السياسي في تحريك مشهد الصراع السوري التركي.
وشدد على أن نهج الامارات في علاقتها مع إيطاليا متسق مع الدور الاقليمي الدولي لتأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومجمل القضايا الإنسانية التي كان للدبلوماسية الايطالية دور فعال ومؤثر فيها. وتسائل قائلاً: فهل يصغي العالم لصوت الحكمة والعقل والدبلوماسية القادم من روما وابوظبي.
بدوره، قال الدكتور «محمد فراس النائب»، أستاذ العلاقات الدولية والإعلام، إن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص دولة الإمارات على تعزيز شبكة العلاقات الدولية الخاصة بالدولة، كما أن إيطاليا لها موقع مميز في هذه الشبكة لما تمتلكه من عمق حضاري وماضي عريق وحضور مميز على الساحة الدولية وريادة اقتصادية في أوروبا والعالم.
وأكد أن المستوى الرفيع لهذه الزيارة هو بمثابة تتويج لما تم إنجازه خلال الحقبة الماضية في العلاقات الإماراتية الإيطالية من تعاون اقتصادي واتفاقيات تجارية واستثمارية، إلى جانب الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي تم إطلاقه في العام 2017.
وقال إن ما يميز هذه الزيارة أيضاً هو خصوصية شخص رئيسة الوزراء الإيطالية التي تشترك مع القيادة الإماراتية برغبتها في العمل المشترك لما فيه من مصلحة للبلدين واستقرار الشرق الأوسط، وذلك كما ورد في معرض ردها وشكرها على تهنئة الشيخ «محمد بن زايد»، رئيس دولة الإمارات، و الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم»، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، بفوزها في الانتخابات العامة لرئاسة الوزراء في إيطاليا.
من جهتها، قالت الدكتورة «ابتسام الكتبي»، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن إيطاليا والإمارات تشتركان في مصالح استراتيجية حيوية تنعكس في النمو الكبير لشراكتهما التجارية على مدى السنوات الـ 18 الماضية.
وأكدت أن كلا الجانبين لهما مصلحة مشتركة في حماية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ومكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الناشئة والمختلطة.
وقالت «الكتبي» إن الزيارة تأتي في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو إلى أبو ظبي والتي قد تشير إلى التركيز على تنشيط التعاون الدفاعي والأمني بما يشمل مبيعات الأسلحة.
وأشارت إلى أن الإمارات تتفهم المخاوف الأمنية لإيطاليا وأوروبا فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وهي في وضع فريد للمساعدة في معالجة هذه المشكلة.
وتابعت: بصفتها الشريك التجاري الرئيسي للإمارات في الاتحاد الأوروبي، على إيطاليا أيضًا أن تتفهم مخاوف الإمارات المشروعة بشأن أي اتفاق نووي تم إبرامه على عجل مع إيران. مثل هذا الاتفاق لن يجلب الاستقرار إلى المنطقة ويمكن أن يهدد الشراكات المحتملة بما في ذلك ضمان مصادر الطاقة البديلة لإيطاليا وأوروبا.
واعتبرت أن زيارة «ميلوني» لأبو ظبي هي محاولة لإيجاد حليف موثوق لإيطاليا في المنطقة، موضحة أن من أهم أسباب الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية حيث تعد إيطاليا أيضاً شريكًا تجاريًا مهمًا للإمارات في العديد من المجالات، بما في ذلك الطاقة المتجددة والبنية التحتية والابتكار.
بدوره، قال الكاتب الإماراتي «ضرار بالهول الفاسي» إن الزيارة المرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية إلى الإمارات تأتي في أعقاب تنامي التعاون في مختلف المجالات بين دولة الإمارات و إيطاليا، وتبرز تلك الأهمية التي يوليها كلا البلدين لعلاقاتهما الثنائية التي ترجمت على أرض الواقع في التعاون والتكاتف والتواصل البناء.
وأوضح أن من أهم أسباب الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وإيطاليا. وأضاف أنه بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، تعتبر الزيارة مهمة أيضًا على صعيد العلاقات السياسية إذ تشترك الإمارات وإيطاليا في تطلعاتها في الالتزام بتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
فيما قال الكاتب الإماراتي «عبدالعزيز سلطان المعمري» إن العلاقات الإماراتية الإيطالية من العلاقات الدولية المتنوعة والمتطورة وتنمو بشكل مستمر، كما أن هناك العديد من نقاط التشابه والتوافق في وجهات النظر بين الجانبين في القضايا الإقليمية والدولية المتنوعة.
وأكد أن السياسة الخارجية الإيطالية تتوافق مع أسس السياسة الخارجية الإماراتية القائمة على السياسات والمواقف الداعمة للسلام والاستقرار في العالم ونشر قيم التسامح والتعاون والتعايش بين الشعوب.
وأضاف: يتضح لنا أن ملف الاستقرار العالمي خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا بالإضافة إلى ملفات مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية ملفات مهمة وحساسة ولها تأثير مباشر على الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية الأخرى ومن المتوقع مناقشتها خلال زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية «جورجا ميلوني» إلى أبوظبي.
وأشار إلى أن الصادرات الإيطالية الخاصة بقطاع النفط والغاز بلغت 135 مليون دولار في 2021، كما أن عدد الشركات الإيطالية المتواجدة في الإمارات تبلغ 800 شركة، كما شاركت 115 شركة إيطالية في معرض ادبيك والذي يعتبر أكبر معرض للنفط والغاز في العالم.