صباح أمس، تعالت أصوات صفّارات الإنذار محذّرة من شرٍّ محدق قد تسببه طائرات حربية روسية فوق كييف. أما خلال الليل، بدأت عمليات الإجلاء من شبه جزيرة القرم في أعقاب انفجارات قوية، وفي غضون ذلك، ضربت بعض الطائرات من دون طيار، يوم الثلاثاء، الاتحاد الروسي مع إغلاق مطار "سانت بطرسبرغ" (قالت الحكومة الأوكرانية إنها غير متورطة تمامًا في الأحداث) .
وفي الوقت نفسه، تم منع هجوم على المؤسسات في مولدوفا، تدّعي رئيسة البلاد أن موالين لروسيا يسعون إلى الإطاحة بحكومة بلادها وقلب النظام. أمام هذه الإدعاءات الأخيرة، نفى «أليسّاندرو أورسيني» (Alessandro Orsini)، أستاذ علم الاجتماع العام والخبير في أنواع الإرهاب والمعلِّق المنتظم في برنامج "كارتابيانكا" على قناة Rai3، أن يكون الكرملين يخطط لانقلاب في جمهورية مولدوفا. وقال «أورسيني»: “من غير المرجَّح أن يرغب «بوتين» في مهاجمتها، ولو لأسباب جغرافية فقط. في "ترانسنيستريا" (لسان الأرض الموالية لروسيا التي تفصل بين أوكرانيا ومولدوفا، إضافة توضيحية من المحرر) ليس لديها ما يكفي من القوات لغزو بري. إنها مبالغة من وسائل الإعلام.” ووجّه أصابع الاتهام إلى الرئيس «فولوديمير زيلينسكي»، مشدِّدًا: “كانت الطائرات من دون طيار أوكرانية بشكل لا لبس فيه، وهناك رغبة واضحة في ضرب الأراضي الروسية. لو كانت لديه طائرات، كان سيستخدمها.”
وكرر الأكاديمي الإيطالي، المدير السابق لموقع سيكوريتسا إنترناتسيونالي" قبل أن يحدث حجبه بحجة أن يقوم بالدعاية لروسيا، أنه “لا يوجد حل عسكري للحرب في أوكرانيا (موسكو لن تأخذ كييف ولن تتمكن كييف من دفع موسكو إلى ما وراء دونباس” وتوقّع: “مع هامش خطأ صفري أقول أنه إذا تم تقديم التنازلات لروسيا وسنواصل رؤية المستشفيات مدمَّرة. مرة أخرى بهامش خطأ صفري أقول إن الصراع سينتهي بتنازل إقليمي كبير لـ «بوتين» ما لم ينته بنا المطاف جميعًا في جحيم نووي. أنا فقط أتقدم في وقت مبكر لتجنب الآلاف من الوفيات.”
واختتم «أورسيني» رؤيته لتطور الصراع بالقول بشكل قاطع: “لا توجد حتى إمكانية واحدة من بين المليون مليار أن كييف ستقضي على روسيا من أوكرانيا، دعونا ننفتح على المفاوضات على الفور. كما قال برلسكوني ذلك.”
