هل تستطيع الصين مساعدة روسيا في الحرب؟ - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأربعاء، 22 فبراير 2023

هل تستطيع الصين مساعدة روسيا في الحرب؟

 الإيطالية نيوز، الأربعاء 22 فبراير 2023 - التقى «وانغ يي» (Wang Yi)، رئيس الدبلوماسية الصينية، بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في موسكو اليوم الأربعاء: رحّب «بوتين» بصيفه الآييوي «وانغ» بحفاوة وشرف كبيرين، وقال إن العلاقات بين الصين وروسيا تصل إلى "آفاق جديدة" وإنه يأمل في أن تصبح العلاقات بين البلدين أوثق من أي وقت مضى.


  زيارة «وانغ» لموسكو هي جزء من جولة دبلوماسية أكبر (كان في أوروبا الأسبوع الماضي)، ولكن مع ذلك كان يُنظر إليها ببعض القلق من قبل الغرب، الذي يخشى أن الصين قد تقرر التدخّل نيابة عن روسيا في الصراع الأوكراني بشكل أكثر حسمًا مما تفعله الآن.


في هذه السنة الأولى من الحرب في أوكرانيا، كان موقف الصين غامضًا للغاية: متحالفة رسميًا مع روسيا (وعد الرئيسان «فلاديمير بوتين» و«شي جين بينغ» بتحالف "غير محدود" بين البلدين)، ولم تدعم الصين الغزو الروسي بشكل مباشر أبدًا، وفي أكثر من مناسبة اقتصرت على طلب التفاوض لإانهاء القتال، ولكن من دون بذل جهد كبير لتحقيق هذه الهدف. في الوقت نفسه، لعبت الصين دورًا فعّالاً في مساعدة روسيا على التحايل على العقوبات الغربية.


سمح هذا الغموض للصين بإدارة قضية دولية مُعقَّدة مثل الحرب في أوكرانيا من دون احتكاكات كثيرة: بالنسبة للغرب، تحدثت الدبلوماسية الصينية عن التفاوض والحوار والسلام، بينما تحدثت بالنسبة لروسيا عن التحالف والدعم المتبادل.


حدث ذلك أيضًا خلال جولة «وانغ» الدبلوماسية الأخيرة. حضر رئيس الدبلوماسية الصينية (الذي ليس هو وزير الخارجية، إنهما شخصيتان مختلفتان) الأسبوع الماضي المؤتمر الأمني ​​السنوي في ميونيخ بألمانيا، وأمام جمهور يتألف بشكل أساسي من دبلوماسيين ومسؤولين غربيين تحدّث مطولاً عن الحاجة إلى إيجاد حلول دبلوماسية للحرب: قال إن "الصين كانت دائما إلى جانب السلام والحوار وتصرّ دائما على السلام والمفاوضات". كان «وانغ» دبلوماسيًا للغاية في ميونيخ لدرجة أن بعض المحللين كانوا يأملون في أن تكون الصين قد أقنعت نفسها أخيرًا، بعد عام، للضغط على روسيا لإجراء حوار دبلوماسي جاد.


لكن بعد أيام قليل، في موسكو، غيّر وانغ رسالته بشكل حاسم. قال، يوم الأربعاء، أمام «بوتين» إن "العلاقات بين الصين وروسيا قد اجتازت اختبار الاضطرابات الدولية ونضجت واستقرّت بقوة جبل "تاي"، وهو جبل صيني مقدس شهير. قال إن "كل شيء يسير بين الصين وروسيا، ويتطور، ونصل إلى آفاق جديدة".



بعد عام من الحرب، أصبح هذا الغموض الصيني يتعذر الدفاع عنه على نحو متزايد. تطلب روسيا من الصين دعمًا أقوى ومباشرًا لجهودها الحربية، بينما ينفد صبر الغرب مع الدور المتزايد الأهمية الذي تلعبه الصين في مساعدة روسيا على الالتفاف على العقوبات.


أعرب وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken) عن القلق الأكبر للغرب، الذي قال الأسبوع الماضي (مرة أخرى في ميونيخ، وبعد مقابلة مع وانغ) إن الولايات المتحدة تدرك حقيقة أن الصين تدرس إمكانية إرسال أسلحة والذخيرة لروسيا، لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل مباشر.


لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الصين تريد إرسال أسلحة إلى روسيا، وفي الواقع حتى الآن حاولت الحكومة الصينية دائمًا تجنب أي شك في هذا الصدد، مع العلم أنها قد تخاطر بتعريض علاقاتها مع الغرب للخطر. ولكن إذا كان «بلينكين»، نيابة عن حكومة الولايات المتحدة، قد اتهم الصين بشكل مباشر، فمن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد علمت أن هناك على الأقل مناقشات جارية. ربما أراد «بلينكين» التصرف مسبقًا وتحذير الصين من أنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا قررت دعم الغزو الروسي عسكريًا.


قد يكون دفع روسيا لطلب المزيد من المساعدات من الصين هو الطريقة التي يتطور بها الصراع في أوكرانيا، والتي تحولت في الأشهر الأخيرة إلى حرب استنزاف، حيث يحاول الجيشان إرهاق بعضهما البعض من خلال إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر من الجنود والوسائل. للحفاظ على الصلابة في هذا النوع من الحرب، تحتاج أوكرانيا إلى دعم عسكري من الغرب، ولكن هناك مؤشرات متزايدة على أن الإنتاج العسكري الروسي في مأزق أيضًا، وبالتالي فإن حكومة «بوتين» تتطلع إلى الخارج للحصول على المساعدة والإمدادات.