وقال «مينيتّي» إنه غالبًا ما يتم إساءة استخدام الكلمتين" علاقة "و "خاص"، موضحاً أنه في حالة إيطاليا والصومال لا يوجد شيء أكثر فاعلية مما اخترناه كعنوان لاجتماعنا "علاقة خاصة"، وذلك لوصف العلاقات بين "روما" و"مقديشو".
والاجتماع يرافق الأنشطة المختلفة التي تعزز بها إيطاليا الأنشطة في منطقة البحر المتوسط الموسعة حالياً وهي المجال الجيوسياسي الذي تشكل الصومال جزءًا منه لأنها إحدى دول القرن الأفريقي و بوابة بين الشرق والغرب، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
ويكشف حضور وزراء الحكومة الإيطالية الثلاثة النهج المتعدد الذي تتطلع به روما إلى الصومال وإلى إفريقيا بشكل عام، وهي قارة ترتبط بمستقبل أوروبا و تركز عليها الحكومة الإيطالية الحالية بشكل خاص منذ الأيام الأولى لولايتها.
وتحدث الرئيس الصومالي هذه الأيام مع الرئيس الإيطالي «سيرجو ماتّاريلّا» ورئيسة الوزراء «جورجا ميلوني». وترافقه مجموعة من أعضاء الحكومة والمسؤولين رفيعي المستوى الذين عقدوا اجتماعات عملية مع شخصيات مختلفة من الحكومة والوكالات الإيطالية.
من جهته، قال الرئيس الصومالي إن بلاده هي بوابة لأفريقيا ولكن أيضا إلى الشرق الأوسط، مؤكداً أنها مركز استراتيجي مليء بالفرص على الرغم من أن المشكلات الأمنية مثل الإرهاب المرتبط بحركة الشباب تعقد التطور.
وأكد أن إفريقيا "ليست أرض للفردية"، داعيًا القطاع الخاص الإيطالي للمساهمة في تطوير فرص جماعية جديدة.
و أعلن وزير الخارجية الإيطالي بدوره تنظيم منتديين للأعمال واحد في مقديشو والآخر في روما. وشدد «تاياني» على أن روما تريد أن تكون رائدة في إفريقيا، مضيفا: نلتقي بالعديد من الأصدقاء من تلك القارة، الأفارقة يثقون بنا وسيكون عدم التواجد هناك خطأ كبير. وتابع: لدينا دور نلعبه، لقد التزمنا بالعمل أكثر وتعزيز علاقاتنا.
من جهته، قال وزير الدفاع الإيطالي إنه إذا لم تنمو إفريقيا اقتصاديًا وفي حال لم تكن قادرة على ضمان ظروف معيشية كريمة لسكانها سيتجه ملياري ونصف إلى أوروبا التي لن تتمكن من استقبالهم جميعاً.
واعتبر «كروسيتو» أن تحدي أوروبا الذي يجب أن تقوده إيطاليا هو زيادة الثروة والظروف المعيشية في إفريقيا، والصومال هو أحد الشركاء الذين يجب أن نبدأ معهم على الفور بهذا الخط الجديد الذي يتعامل مع إفريقيا كقارة يجب أن تقدم شيئًا لها.
وأكد وزير الدفاع الإيطالي أن إيطاليا تساعد الصومال عبر تدريب قوات إنفاذ القانون والقوات المسلحة وبوحدات أوروبية وإيطالية، معتبراً أن الخطوة الأساسية للأمن هي خلق الظروف حتى لا ينتهي الأمر بالناس في أيدي الجماعات الإرهابية أو القرصنة التي تقدم بدائل اقتصادية غير قانونية.
بدوره، قال وزير الداخلية الإيطالي إن الصومال يمر بلحظة "الخلاص" والانفتاح الدولي والتنمية المحلية المرتبطة بالتزامه بالأمن. وأكد الوزير أن ظاهرة الهجرة يجب أن يتم السيطرة عليها وتسهم الصومال بمعركتها ضد حركة الشباب في الحد من عمليات النزوح التي يستغلها المهربون بطريقه إجرامية.
ودعا إلى العمل مع ديناميكية إقليمية وأوروبية لتحقيق المنفعة المتبادلة ونحو الاستقرار الذي سيكون أيضًا حاسمًا لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
والعلاقات بين إيطاليا والصومال وثيقة بشكل تقليدي وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتبادلات الثقافية. وقال عميد جامعة لويس «أندريا برينشيبي» إنها علاقة مليئة بالتاريخ لكنها أيضًا حيوية للغاية من وجهة نظر الجغرافيا السياسية الحالية. وتتعاون الجامعة مع مؤسسة "ميد أور" في مشاريع تتعلق بمنطقة البحر المتوسط الموسعة.
وتطرق اللقاء الذي عقده «محمود» مع مجموعة من الطلاب الصوماليين إلى التبادل الثقافي والنشاط الذي يدور حول التدريب كأحد محاور العلاقات الإيطالية الصومالية.
وتركت إيطاليا بصمة ثقافية ولغوية قوية في الصومال والتي لا يزال السكان الصوماليون يقدرونها حتى اليوم. وأصبح الوضع في الصومال في العقود الأخيرة غير مستقر بشكل متزايد بسبب الصراعات الداخلية وأنشطة الجماعات الإرهابية، الأمر الذي انعكس على الظروف المعيشة والتنمية في البلاد.
بدورها، تواصل روما دعمها للصومال من خلال سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السلام والتنمية والاستقرار في البلاد. كما تدعم روما التدريب العسكري لمكافحة الإرهاب والقرصنة وقد لعبت دورًا رئيسيًا في دعم عملية المصالحة وصنع السلام في الصومال من خلال المشاركة في الأنشطة مع السلطات الصومالية والمجتمع الدولي.