مناورات عسكرية بحرية لجنوب إفريقيا مع روسيا والصين تثير القلق في الغرب - الإيطالية نيوز

مناورات عسكرية بحرية لجنوب إفريقيا مع روسيا والصين تثير القلق في الغرب

 الإيطالية نيوز، الجمعة 17 فبراير 2023 - من المقرر أن تبدأ جنوب إفريقيا تدريبات بحرية مشتركة مع روسيا والصين يوم الجمعة، وهي خطوة تصفها بأنها روتينية لكنها أثارت انتقادات محلية وتخشى أن تهدد التدريبات العلاقات المهمة مع الشركاء الغربيين، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الدولية "رويترز".


تتنافس القوى العالمية على النفوذ في إفريقيا وسط التوترات العالمية المتفاقمة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا والموقف الصيني العدواني بشكل متزايد اتجاه "تايوان" المتمتعة بالحكم الذاتي.


ترفض بعض الدول الأفريقية بشدة الانحياز إلى أي طرف في سعيها للاستفادة من حرب الشد الدبلوماسية. لكن محللين قالوا إن استضافة مناورات "موسي 2" التي تستمر عشرة أيام، والتي تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لغزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير، يمثل استراتيجية محفوفة بالمخاطر.


وقال «ستيفن غروزد» (Steven Gruzd)، من معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية: "ستكون هذه التدريبات بمثابة مانع للصواعق".


وتقول جنوب إفريقيا إنها تتمسك بموقف محايد بشأن الصراع في أوكرانيا وامتنعت عن التصويت على قرار للأمم المتحدة العام الماضي يدين روسيا.


وأشارت إلى تدريبات مماثلة أجرتها مع شركاء دوليين أخرين، بما في ذلك واحدة مع فرنسا في نوفمبر، ورفضت الانتقادات.


وقالت وزارة الدفاع بجنوب إفريقيا الشهر الماضي إن "جنوب إفريقيا، مثل أي دولة مستقلة وذات سيادة، لها الحق في إدارة علاقاتها الخارجية بما يتماشى مع ... مصالحها الوطنية".


لكن ستة دبلوماسيين مقيمين في جنوب إفريقيا - جميعهم من حلف شمال الأطلسي أو دول الاتحاد الأوروبي - قالوا لـ "رويترز" إنهم أدانوا التدريبات. قال أحدهم: "هذا ليس صحيحًا، وقلنا لهم إننا لا نوافق".


انتقادات داخلية من جنوب إفريقيا لهذه التمرينات

أثارت روسيا بعض الجدل في الأوساط السياسية والمجتمعية لجمهورية جنوب إفريقيا. لقد نشرت فرقاطة مسلحة بجيل جديد من صواريخ "كروز" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تسمى "تسيركون".


وقد وصف الرئيس «فلاديمير بوتين» صاروخ "تسيركون"، الذي يمكنه السفر بأكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت، بأنه "لا يمكن إيقافه". وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس هذا الشهر أن الفرقاطة ستجري تدريباً خلال التمرين.


وقال «ستيفن غروزد»: "لست متأكدًا من أن جنوب إفريقيا تدرك حقًا رد الفعل العكسي المحتمل".


ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق، ونفت قوات الدفاع الوطني في جنوب إفريقيا تقرير تاس. لكن الغضب بين المعارضين للانتشار الروسي في مياه جنوب إفريقيا مستمر.


في نهاية الأسبوع الماضي، رست السفينة التي تحمل صواريخ "تسيركون" في "كيب تاون"، مزينة بالحرفين Z و V - الرموز التي تستخدمها روسيا للترويج للحرب في أوكرانيا.  أُعلن عن نجاح الاختبارات الأولى لهذا النوع من الصواريخ في 4 أكتوبر 2021، بعد إطلاقه من الغواصة النووية «سيفيرودفينسك» على هدف بحري افتراضي في المنطقة المائية لبحر بارنتس حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه أتمّ رحلته وفق جميع المعايير المحددة له وأصاب الهدف بدقة

لانتقاد ذلك، كتب عمدة المدينة «جوردين هيل لويس» (Geordin Hill-Lewis) على "تويتر"، معلنا أن السفينة غير مرحب بها في المدينة: "لن تكون كيب تاون متواطئة في حرب الشر الروسية".


العلاقات التاريخية

يرتبط "المؤتمر الوطني الأفريقي"، الحزب سياسي الحاكم في "جنوب أفريقيا" منذ إلغاء الفصل العنصري في مايو 1994،  بعلاقات طويلة الأمد مع موسكو، التي دعمت نضالها ضد نظام الفصل العنصري الذي اعتبرته دول غربية حليفًا في الحرب الباردة.


قال «كوبوس فان ستادين» (Cobus van Staden) من مشروع الصين العالمي الجنوبي: "موقف روسيا، وبدرجة أقل الصين، كحليف مناهض للاستعمار لا يزال يتردد صداها في معظم أنحاء إفريقيا، حتى لو كان الآخرون قد ينظرون إليه الآن على أنه تاريخ قديم".


وفي الوقت الذي تسعى فيه روسيا والصين الآن إلى بناء تحالفات دولية جديدة، قال إن التاريخ يأتي إلى الواجهة في إفريقيا حيث تحرص بعض الدول على بدائل للهيمنة الغربية.


دولة جنوب إفريقيا، على سبيل المثال، تقدر بشكل كبير مكانتها داخل كتلة "البريكس" إلى جانب روسيا والصين والهند والبرازيل، وتدعم خطط بكين لتوسيع العضوية وزيادة نفوذها.


ومع ذلك، هناك خطر يتمثل في أن أهداف السياسة الخارجية لـ "بريتوريا" تقوّض مصالحها الاقتصادية.


وقال سفير أوروبي لرويترز "بعض الشركات سألتنا عما إذا كان التعامل مع جنوب أفريقيا آمنًا لأنهم يخشون العواقب المحتملة."


تعد الصين الآن أكبر شريك تجاري ثنائي لإفريقيا، لكن الاتحاد الأوروبي هو إلى حد بعيد أكبر سوق لصادرات جنوب إفريقيا.


بلغت التجارة الثنائية مع الاتحاد الأوروبي نحو 53 مليار دولار العام الماضي، وفقًا لبيانات جنوب إفريقيا، مقارنة بما يزيد قليلاً عن 750 مليون دولار مع روسيا.


يقول المنتقدون المحليون لجهود جنوب إفريقيا لتعميق العلاقات مع روسيا والصين إن الواقع الاقتصادي وحده يجب أن يكون كافياً لإعطاء الحكومة وقفة جادة.


وقال «كوبوس ماريه» (Kobus Marais)، الذي يرأس حقيبة الدفاع في التحالف الديمقراطي المعارض: "إنها صفعة في وجه شركائنا التجاريين أن نكون على هذا النحو بوضوح إلى جانب روسيا في ذكرى الغزو". "نحن الأغبياء المفيدون".