الإيطالية نيوز، الإثنين 13 فبراير 2023- تَعرَّضَ ما لا يقل عن 4815 قاصرًا في البرتغال للاعتداء الجنسي من قبل رجال الدين بين 1950 و 2022. هذا ما أعلنه اليوم تقرير للهيئة المستقلة لدراسة الاعتداء الجنسي على القُصَّر في الكنيسة من أجل معرفة أفضل بالماضي والعمل الوقائي المناسب والتدخل المستقبلي. في بداية المؤتمر الصحفي، أعلن مُنسّق اللجنة، «بيدرو ستريخت» (Pedro Strecht)، أن التقرير كان "استحضارًا صادقًا لجميع الضحايا".
كان في القاعة أيضًا، أثناء الاستماع إلى اللجنة المستقلة، أعضاء مؤتمر الأساقفة البرتغاليين الذين سيعقدون مؤتمرًا صحفيًا حول نفس الموضوع في الجامعة الكاثوليكية بعد ظهر اليوم.
قال «بيدرو ستريخت» إن معظم الأطفال تعرضوا للإيذاء أكثر من مرة. وبحسب بيانات اللجنة، فإن 58 في المائة من الضحايا يعيشون مع والديهم، و 20 في المائة في مؤسسات و 7 في المائة مع أمهاتهم. كان عمر الضحايا في المتوسط 11.2 سنة عندما بدأوا في التعرض للإيذاء ويبلغ متوسط أعمارهم اليوم 52. حدثت ذروة الحالات بين الستينيات والتسعينيات.
كانت الأماكن الرئيسية للإساءة هي المعاهد الدينية والمدارس الداخلية التي تديرها الكنيسة وبيوت الأبرشيات أو المجموعات الكشفية.
شُكلت اللجنة المستقلة لدراسة الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية عقب دعوة وجهها الأسقف «خوسيه أورنيلاس» (José Ornelas)، رئيس المؤتمر الأسقفي البرتغالي، إلى «بيدرو ستريخت»، في نهاية عام 2021. بدأت عملها في يناير 2022، وحُدِّدَ فترة سنة واحدة كمدة العمل، مع العرض النهائي للتقرير.
من أجل دراسة أرشيفات الكنيسة، دعت اللجنة المؤرخ «فرانسيسكو أزيفيدو مينديز» (Francisco Azevedo Mendes)، الذي شكل بشكل مستقل "مجموعة البحث التاريخي" (GIH) مع ثلاثة باحثين آخرين: «جوليا غارايو» (Júlia Garraio)، متخصصة في دراسات النوع الاجتماعي، «ريتا ألميدا كارفالو» (Rita Almeida Carvalho)،مؤرخة، و«سيرجيو ريبيرو بينتو» (Sérgio Ribeiro Pinto)، مؤرخ.
خلال العمل، أقيمت اتصالات عديدة مع هياكل الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع المدني، مع التركيز على مجال الحماية والتدخل في الضحايا القصر أو البالغين. وحدث نفس الشيء مع الجهات القضائية المختصة لهذا الغرض، وهي النيابة العامة.
وبغية نشر الدعوة للإدلاء بالشهادة، استعانت اللجنة بتدخّل من وسائل الإعلام لتعميم النداء، فضلا عن اتصالات أخرى. وقدّمت رقم هاتف لتلقّي الشهادات، ونظّمت موقعًا على شبكة الإنترنت مع مسح عبر الإنترنت، وسهّلت الوصول إلى تلقّي المعلومات عن طريق البريد. كما خلقت إمكانية إجراء المقابلات وجهاً لوجه. كما تم إجراء مقابلات مع أساقفة الأبرشية ورؤساء المعاهد الدينية البرتغالية.
كما أجرت اللجنة تحليلاً لمحتوى الأخبار الصحفية على الصعيدين الوطني والمحلي، وبعد الحصول على إذن كتابي من الفاتيكان، أجرت مجموعة البحث التاريخي دراسة استكشافية للأرشيف التاريخي للكنيسة البرتغالية في كل الأبرشيات وفي بعض المعاهد الدينية.
مع أخذ جميع أنواع الاعتداء الجنسي المنصوص عليها في القانون الجنائي البرتغالي كمرجع، اتخذت اللجنة خيارًا منهجيًا أساسيًا: وضع الضحية في مركز دراستها، وتشجيعه على الإدلاء بشهادته وإعطائه صوتًا، مما يجعله بطل الرواية. نتيجة هذه التجربة كانت صادمة لدرجة تجعلك مقتنع للغاية بأهمية معرفتها وتوصيفها وتفسيرها.
من وجهة نظر علم النفس المرضي، لم تركز قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال إلا مؤخرًا على معاناة الضحية وتأثيرها الصادم اللاحق. ومن المعالم الرئيسية في هذا التطور اتفاقية حقوق الطفل (1989)، التي وضعت موادًا للدفاع عن "مصلحتهم الفضلى".
التقرير يكشف أن إساءة معاملة الأطفال الأقل من 18 عامًا أكثر شيوعًا مما كان يُعتقَد: %18 بين الإناث و %8 بين الذكور. الإساءات تشمل العديد من الحالات التي ينص عليها القانون حاليًا. بشكل عام، تسود الضحايا من الإناث على الضحايا من الذكور، وأكثر سن الاعتداء شيوعًا هو فترة المراهقة، والأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن المراهقة. أعلى نسبة تحدث بشكل مستمر، في الأماكن الاجتماعية لتنشئة الطفل، وخاصة في الأسرة.