تفاصيل عن الزلزال الذي ضرب على الحدود بين تركيا وسوريا

الإيطالية نيوز، الإثنين 6 فبراير 2023 -  وقع زلزال قوي بلغت قوته 7.8 درجات بين جنوب تركيا وشمال سوريا ليلاً بين الأحد والاثنين. أطفأ أرواح ما لا يقل عن 2600 شخص: إنه تقدير مؤقت سيرتفع بشكل شبه مؤكد، حيث يوجد آلاف الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.

بعد الزلزال الأول، كان هناك العديد من  الهزات الزلزالية بقوة أقل من الأول): كانت إحداها قوية بشكل خاص، حيث بلغت قوتها 7.5 درجة على مقياس ريختر، نحو الساعة 11:30 في إيطاليا (1:30 في تركيا)، مما أدى إلى تفاقم الضرر: انهارت آلاف المباني في عشرات المدن.

كان مركز الزلزال الأول شمال مدينة "غازي عنتاب"، في جنوب تركيا، على بعد نحو 90 كيلومترًا من الحدود السورية. تقع المدن المتضررة والتي انهارت فيها الأبنية على مساحة شاسعة تتراوح من مدينتي "حلب" و"حماة" السوريتين، شمال غربي البلاد، إلى "ديار بكر" التركية على مسافة تزيد عن 330 كيلومترًا شمال شرقي البلاد. وشُعر بالزلزال أيضا في قبرص ولبنان وإسرائيل.

عدة دول تقدم عروض مساعدة مساعدات لتركيا وسوريا

قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إنه تلقى عروض مساعدة من 45 دولة. وقد أرسل الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص فرق إنقاذ إلى تركيا عبر "آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية"، وهي أداة نشأت عام 2001 ويتم تفعيلها لحالات الطوارئ. وبحسب «أردوغان»، فإنها أسوأ كارثة لتركيا منذ عام 1939، عندما تسبب زلزال في مقتل 33 ألف شخص في شرق البلاد.

من بين أمور أخرى، دفع الزلزال أيضًا الحماية المدنية الإيطالية إلى إصدار إنذار باحتمال حدوث تسونامي على سواحل صقلية وكالابريا وبوليا. وفي المناطق  نفسها، وابتداء من الساعة 6:30 صباح الاثنين، أوقفت "ترينيتاليا" حركة السكك الحديدية لأغراض احترازية، ثم رُفع الإنذار واستؤنفت حركة القطارات.

منطقة سوريا المتضررة من الزلزال في الشمال، هي التي يسيطر عليها جزئيًا الثوار المقاومون لنظام الرئيس «بشار الأسد»: بسبب الحرب الأهلية، يسكنها نحو 4 ملايين شخص نزحوا من أجزاء أخرى من البلاد هربًا منالحرب التي تشارك فيها أيضا روسيا وإسرائيل أحيانا، والذين غالبًا ما يعيشون في منازل متهالكة ومحفوفة بالمخاطر بشكل خاص، حيث الرعاية الصحية سيئة للغاية.

كما أن الحصول على معلومات رسمية من هذه المناطق أكثر صعوبة، ويُخشى أن يكون عدد القتلى أكثر بكثير من المئات القليلة المُبلَّغ عنها حتى الآن. لكن في المناطق التي تسيطر عليها حكومة «الأسد» أعلن وزير الصحة مقتل ما لا يقل عن 538 وإصابة أكثر من ألف.

في تركيا، أعلنت وكالة الطوارئ الوطنية عن مقتل أكثر من 1600 شخص وإصابة الآلاف. كما تشير التقديرات إلى انهيار نحو 3500 مبنى. وأعلن نائب الرئيس، «فؤاد أقطاي»، إغلاق المدارس في جميع أنحاء المنطقة المتضررة لمدة أسبوع على الأقل. تم تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار مقاطعة "هاتاي" الواقع بين مدينتي أنطاكية وإسكندرونة، وإلى مطار "أضنة" و"غازي عنتاب".

لاعب كرة القدم الغاني «كريستيان أتسو»

ومن بين المفقودين في تركيا أيضا لاعب كرة القدم الغاني «كريستيان أتسو» (Christian Atsu)، من "هاتايسبور"، وهو فريق من الدرجة الأولى التركية ومقره في أنطاكية، في المنطقة المتضررة من الزلزال. يبلغ «كريستيان أتسو» من العمر 31 عامًا وكلاعب كرة قدم، فهو معروف دوليًا: قبل اللعب في تركيا، كان لديه مسيرة رفيعة المستوى، حيث لعب في إنجلترا لتشيلسي وإيفرتون وخاصة نيوكاسل (حيث كان لمدة 5 سنوات)، في إسبانيا لملقة وفي البرتغال مع بورتو.

تعتبر تركيا من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا في العالم بسبب موقعها، لأنها تقع في تناظر عدة عيوب، أي المناطق التي تحتك فيها أجزاء من قشرة الأرض ببعضها البعض مسببة الزلازل: سجلت وكالة الطوارئ الحكومية أكثر من 22000 في عام 2022 وحده. قبل ذلك، كان أخطر زلزال في تاريخ البلاد الحديث هو الزلزال الذي ضرب مدينة "إزميت"، بالقرب من اسطنبول، في عام 1999، والذي قتل فيه أكثر من 17000 شخص: في هذه الحالة كانت قوته 7.6 درجة.