الإيطالية نيوز، الأربعاء 25 يناير 2023 - منذ بدء الحرب في أوكرانيا، دعا العديد من السياسيين الأمريكيين من مختلف المعتقدات الأيديولوجية إدارة «جو بايدن» إلى معاقبة الجزائر بسبب علاقاتها مع روسيا وجبهة البوليساريو التي تطالب بالانفصال عن المملكة المغربية وتطالب بالأقاليم الجنبية للمملكة كتراب محتل من المملكة يجب تحريره.
المعاقبة وصلت إلى حد التحريض على إلصاق رعاية الإرهاب التشجيع عليه بدولة الجزائر. من بين المحرضين، نجد «مارك برنوفيتش» (Mark Brnovich)، المدعي العام السابق في ولاية أريزونا، الذي دعا إلى إجراء تحقيق في دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، وهي جماعة انفصالية صحراوية يصفها «برنوفيتش» بأنها "منظمة إرهابية".
بموجب "قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات" (CAATSA)، دعا أعضاء في مجلس الشيوخ مثل «ماركو روبيو» (Marco Rubio) وأعضاء في الكونغرس مثل «ليزا ماكلين» (Lisa McClain) واشنطن إلى الرد على العلاقة الاستراتيجية بين الجزائر وموسكو. من خلال هذا الأمر الفيدرالي الذي أقره الكونغرس في أغسطس 2017، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الدول التي تدخل في اتفاقيات دفاعية أو استخباراتية مع دول معينة، مثل كوريا الشمالية أو إيران أو روسيا، المورد الرئيسي للأسلحة للجزائر.
Here’s my piece from today’s @WashTimes regarding our ally Morocco. It’s time to designate Algeria a state sponsor of terrorism. @morocco_usa @Marocdiplo_EN
— Mark Brnovich (@GeneralBrnovich) January 23, 2023
@MarocDiplomatie https://t.co/SbzVYbm3H8
الآن، يدعو «مارك برنوفيتش»، المدعي العام السابق في ولاية أريزونا، إلى الذهاب أبعد من ذلك وتعيين هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا "دولة راعية للإرهاب" لدعمها جبهة البوليساريو. يسلط «برنوفيتش»، الذي يعتبر الجماعة الانفصالية "منظمة إرهابية"، الضوء أيضًا على العلاقات العسكرية بين الجزائر وجمهورية إيران الإسلامية، وهي دولة تعتبرها الولايات المتحدة "راعًيا نشطًا للإرهاب" إلى جانب كوريا الشمالية وكوبا وسوريا.
في مقال في صحيفة "واشنطن تايمز"، أوضح «برنوفيتش» أنه على مدى عقود وبمساعدة طهران، قدمت الجزائر الدعم العسكري للبوليساريو بهدف "زعزعة استقرار جارتها المغربية".
كما يسلط الضوء على علاقات الجزائر مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل. كتب المدعي العام السابق: "أنشأت جبهة البوليساريو ممراً لتهريب الأسلحة والأنشطة غير المشروعة الأخرى، وأقامت روابط مع مجموعات إرهابية مختلفة". بالإضافة إلى الإرهاب، يلمح إلى الفساد داخل المنظمة، مستذكرًا تقريرًا أعده مكتب مكافحة الاحتيال الأوروبي الذي كشف أنه بين عامي 2004 و 2007 قامت البوليساريو بسرقة وتحويل المساعدات الدولية المخصصة للاجئين الصحراويين في تندوف.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها شخصية عامة من صلات البوليساريو بالجماعات الإرهابية.في الـ5 ديسمبر 2022، أشار «بريس أورتفو» (Brice Hortefeux)، عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي، في سؤال مكتوب إلى المفوضية الأوروبية إلى أنه قد يكون هناك "تواطؤ بين البوليساريو والجماعات الإرهابية إلى الحد الذي يُزعم فيه أن البوليساريو تقدم الأسلحة والدعم اللوجستي، بما في ذلك الوقود لهذه الجماعات". كما حذر من أن الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء "تدهورت في السنوات الأخيرة، ما يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والدولي".
وسلط عضو آخر من أعضاء البرلمان الأوروبي، وهو الإسباني «أنطونيو لوبيز إستوريز وايت» (Antonio López-Istúriz White)، الضوء أيضًا على عدم الاستقرار الذي تسببه البوليساريو في المنطقة، مشيرًا على وجه الخصوص إلى استحواذ المجموعة على طائرات بدون طيار إيرانية. جاء ذلك بعد وقت قصير من ادعاء وزير الداخلية في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة، «عمر منصور»، خلال زيارة لموريتانيا أن البوليساريو ستعتمد قريبًا على طائرات إيرانية من دون طيار لمواجهة القوات المغربية.
من جانبه، حذر المغرب مرارًا وتكرارًا من التهديدات التي تشكلها العلاقات بين إيران وحزب الله وجبهة البوليساريو على إفريقيا وبشكل أكثر تحديدًا المغرب العربي. في حين حذر سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، «عمر هلال»، من نفوذ طهران والمجموعة اللبنانية في تندوف وشمال إفريقيا، اتهم وزير الخارجية المغربي، «ناصر بوريطة»، إيران مباشرة بتسليح البوليساريو، وبالتالي زعزعة استقرار "الشمال و" غرب افريقيا".
وفيما يتعلق بالضغوط التي يراد بها انتزاع اعتراف من بايدن يصنف الجزائر دولة راعية للإرهاب، كتب السيناتور عن ولاية فلوريدا، «ماركو روبيو»، في رسالة بعثها إلى البيت الأبيض بتاريخ 15 سبتمبر 2022 : تعدّ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من أكبر المشترين العالميين للمعدات العسكرية من الاتحاد الروسي.وفقا لما يصرح به قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، إنه إلزامي فرض عقوبات على أي طرف تثبت مشاركته في صفقة مهمة في قطاعي الدفاع أو الاستخبارات مع حكومة الاتحاد الروسي، سواءبطريقة مباشرة، أو نيابة عن طرف أخر، أو يكن جزء ا من عملية في هذا الشأن."
ومما جاء في رسالة السيناتور روبيو أيضا: "روسيا هي أكبر مورد عسكري للجزائر. تعد الجزائر أيضًا من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في جميع أنحاء العالم، وبلغت ذروتها بصفقة أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار في عام 2021. وسيؤدي تدفق الأموال من أي مصدر إلى روسيا إلى زيادة تمكين آلة الحرب الروسية في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن العقوبات المتاحة لك (أي لرئيس الولايات المتحدة، بايدن، إضافة من المحرر) لم تُستخدم بعد ".
وشدد قائلا: "أشجعكم على أن تأخذوا التهديد الذي لا تزال روسيا تشكله على الاستقرار العالمي على محمل الجد وأن تحدد بشكل مناسب الأطراف التي تساعد شرائها الكبير للعتاد الروسي على قيام روسيا بأعمال مزعزعة للاستقرار".