الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة صناعية عسكرية في المغرب - الإيطالية نيوز

الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة صناعية عسكرية في المغرب

 الإيطالية نيوز، الأربعاء 25 يناير 2023 - في محاولة لتعزيز العلاقات مع المغرب وإعادة تأكيد وجودها في شمال إفريقيا، تخطط الولايات المتحدة لبناء قاعدة صناعية عسكرية في المملكة المغربية.


  وفقًا لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، أصدر الرئيس الأمريكي «جو بايدن» نفسه تعليماته لوزير الدفاع «لويد أوستن» لإعداد خطة طوارئ لإنشاء مثل هذه القاعدة.


بشأن هذا الموضوع، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن هذا المشروع تم اقتراحه خلال اجتماع رفيع المستوى في أواخر ديسمبر بين «بايدن» و «أوستن» ناقشا فيه الاستراتيجية العسكرية العالمية الجديدة لواشنطن.


حث الرئيس الأمريكي، وفقًا لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، وزير الدفاع على الضغط على البنتاغون لتسهيل الجوانب اللوجستية والقانونية لاستثمارات البلاد المتعلقة بصناعة الدفاع في المغرب.


ومن أهداف القاعدة "تعزيز قيادة الرباط في محاربة الجماعات الإرهابية الناشطة في الحدود الجنوبية للمملكة, وتمهيد الطريق لإدماج المغرب في التحالف العسكري الدولي من خلال تطوير قدرات قواته العسكرية". من ناحية أخرى، وفي يتعلق بالموضوع نفسه، أفادت تقارير لوسائل إعلام أمريكية، أنه حدث قبل الاجتماع مع «أوستن»، الذي اقترح فيه إنشاء القاعدة، تلقي «بايدن» تقريرًا من مدير وكالة المخابرات المركزية، «ويليامز بيرنز»، حول توسّع روسيا في دول أفريقية مثل زيمبابوي والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والجزائر ودول الساحل. في مناسبات عديدة، حذّر محللون وصحفيون من تصرفات روسيا في القارة من خلال مجموعة "فاغنر" المرتبطة بالكرملين.


الماليون يتظاهرون ضد فرنسا ودعمًا لروسيا في الذكرى الستين لاستقلال جمهورية مالي في عام 1960، في باماكو، مالي، 22 سبتمبر 2020. لافتة باللغة الفرنسية تقول: "بوتين، الطريق إلى المستقبل"
سلط تقرير وكالة المخابرات الأمريكية الضوء على الدعم العسكري والسياسي الروسي القوي للحكومة الجزائرية ونوايا موسكو المزعومة لإنشاء قاعدة لوجستية كبيرة لتسهيل عملياتها في منطقة الساحل. وحذرت وكالة المخابرات المركزية من أن هذه الخطوة "ستهدد مصالح واشنطن وحلفائها الإقليميين"، بحسب صحيفة "نيويورك ديلي نيوز".


ويعتبر المغرب "شريكا استراتيجيا رئيسيا" لحلف شمال الأطلسي والحليف الرئيسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا. قال خالد «الشرقاوي السموني»، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالرباط، لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، إن خطة «بايدن» هي جزء من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية الدولية الجديدة و "تمهد الطريق لإرساء أسس الصناعة العسكرية المغربية"، في ضوء التعاون القائم بين واشنطن والرباط في الشؤون العسكرية. يستذكر «السموني» "موقع المغرب الجغرافي الاستراتيجي" بين أوروبا وإفريقيا.


كما أعرب «السموني» عن أمله في أن تؤدي هذه الخطة إلى "تعزيز الشراكة الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة، وتطوير المعدات العسكرية المحلية، وتشجيع الاستثمار وتعزيز الصناعة الدفاعية". تربط واشنطن والرباط بالفعل علاقات عسكرية قوية. والدليل على ذلك المناورات العسكرية لـ''الأسد الأفريقي'' التي تجري في المملكة بهدف تطوير الشراكة الثنائية.


من جانبه، قال «محمد لكريني»، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن القاعدة الصناعية العسكرية في المملكة ستعمل على تطوير "قدرات المغرب العسكرية والأمنية"، حيث تلعب الدولة الواقعة في شمال إفريقيا دورًا مهمًا في مكافحة الإرهاب، بحسب الإعلام العربي. يستذكر «لكريني» عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذتها السلطات المغربية مع دول أخرى مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا. ويشير الأستاذ إلى أن إنشاء القاعدة الأمريكية في المغرب سيزيد من نفوذ واشنطن في مواجهة "التوسع الروسي والصيني" في المنطقة وفي القارة. وبهذا المعنى، شدد على أن الجزائر ستسهل إقامة قواعد روسية على أراضيها.


يلعب تطوير وتحديث القوات المسلحة دوراً مهماً للمملكة. وفي مايو الماضي، شدد العاهل المغربي «محمد السادس» في كلمة له على أن بلاده "ستواصل إعطاء الأولوية لخطة تجهيز القوات المسلحة الملكية وتحسينها، وفق برامج تركز على إنشاء الصناعات العسكرية وتطوير البحث العلمي".


وتحقيقا لهذه الغاية، أبرمت الرباط في السنوات الأخيرة اتفاقيات تعاون عسكري وأمني مع عدة دول وشركات رائدة في هذا القطاع، مثل شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، التي اتفقت معها على بناء مبنى صناعي بمساحة 15 ألف متر مربع في الضواحي لقاعدة بنسليمان الجوية. وسيخصص هذا المركز لصيانة وتطوير طائرات القوة الجوية المغربية.