الإيطالية نيوز، الجمعة 13 يناير 2023 - امتدت الخصومة المستمرة منذ عقود بين الجارين في شمال إفريقيا المغرب والجزائر إلى ملعب كرة القدم، مما أدى إلى خروج المنتخب المغربي من بطولة الأمم الإفريقية (الشان).
اضطر فريق أسود الأطلس لأقل من 23 عاما، الفائز في آخر بطولتين من بطولة "الشان"، إلى الانسحاب من المشاركة، اليوم الجمعة، بعد أن رفض البلد المضيف الجزائر السماح برحلة مباشرة من الرباط.
أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية المغربية في سبتمبر 2021، بعد شهر من قطع العلاقات. وقال منظمو بطولة الأمم الأفريقية إن الفريق كان بإمكانه القيام برحلة غير مباشرة.
تعليقا على الانسحاب الذي تسبب فيه رفض السلطات الجزائرية فتح المجال الجوي لطائرة المنتخب المغربي، قال «فوزي لقجع»، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم: "إنه من المؤسف حقا أن الفريق الوطني المغربي، الذي كان يستعد بجدية على مدى ستة أشهر للمشاركة في بطولة بطولة الأمم الأفريقية والدفاع عن لقبه، قد حُرم من الفرصة".
في هذا الأمر، أفادت مواقع إخبارية محلية أن الفريق غادر مطار الرباط ء سلا بعد ظهر الجمعة بعد ساعات من انتظار الضوء الأخضر للانطلاق الى مدينة قسنطينة الجزائرية. وأضافت أن اللاعبين والطاقم استقلوا حافلة وغادروا المطار حيث كانوا ينتظرون منذ الصباح الباكر.
#Morocco #Algeria:And they say football’s not political-Under 23 Moroccan team leaves Rabat airport after long wait for Algeria to authorise flight to Constantine to play in African Nations Championship-it was refused so Morocco has pulled out #CHAN2023 pic.twitter.com/Jxltw63hUh
— sebastian usher (@sebusher) January 13, 2023
من ناحية أخرى، قالت اللجنة المنظمة الجزائرية الأسبوع الماضي إن المضيف ليس ملزما بالسماح للاعبين بالوصول عبر الرحلات المباشرة حسب ما أورده موقع "هيسبريس" الإخباري المغربي.
الجدير بالتذكير أن المنافسات انطلقت مساء اليوم مع مباراة افتتاح تجمع البلد المضيف (الجزائر) مع ليبيا. وقد حضر حفل الافتتاح رئيس الفيفا، الإيطالي «جانّي إنفانتينو».
قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، مستشهدة "بأعمال عدائية" من قبل المملكة واتهمتها بالتجسس على كبار المسؤولين.
وتشتد الخصومة بين البلدين الجارين تنافسًا بسبب دعم الجزائر لحركة البوليساريو التي تدعى قيام المغرب باحتلال الأقاليم الجنوبية التي كانت مستعمرة سابقا من قبل إسبانيا إلى أن استرجعها المغرب بفضل المسيرة الخضراء سنة 1975.
اعترفت الولايات المتحدة في عام 2020 بالسيادة المغربية على المنطقة في مقابل إعادة العلاقات مع إسرائيل وجعلها طبيعية كما يحدث بين دولة ما ودولة أخرى، الأمر الذي أثار استياء الجزائر، التي اعتبرت نفسها على مدى عقود نصير شمال إفريقيا الرئيسي للقضية الفلسطينية.
"مسألة سيادية"
قال الاتحاد المغربي لكرة القدم، الخميس، إنه أبلغ الشهر الماضي من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) أن الجزائر أصدرت "تفويضا من حيث المبدأ" للرحلة المباشرة من الرباط إلى قسنطينة. لكن لم يتم تأكيد الرحلة، معلنة أنها ألغى مشاركته في "الشان".
وقالت وزارة الخارجية المغربية في وقت لاحق، يوم الخميس، إن الفريق سيسافر بالفعل، ما أدّى إلى الانتظار لساعات في المطار. ولم تؤكد الجزائر ما إذا كانت وافقت على الرحلة.
بينما كان المنتخب المغربي ينتظر في الرباط، وصل «جانّي إنفانتينو» و «باتريس موتسيبي»، رئيسا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) على التوالي، من الجزائر، حيث حضرا افتتاح ملعب جديد.
وقال «باتريس موتسيبي» إنه "حزين" لأن الفريق المغربي لم يتمكن من السفر للمشاركة في البطولة. وقال في المطار "أريد أن يمثل هؤلاء الشباب الشعب المغربي وكذلك شعوب إفريقيا". وأضاف "لقد أمضيت الأيام القليلة الماضية أفعل كل ما هو ممكن" لتسهيل الرحلة."
وقال موتسيبي إن المسؤولين الجزائريين أخبروه أنهم يبحثون في الأمر، لكنهم "قالوا إن هذه مسألة سيادية".
أثناء وجوده في الرباط، حضر رؤساء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والفيفا قرعة كأس العالم للأندية، المقرر انطلاقها في المغرب في 1 فبراير.
صنع المغرب التاريخ الشهر الماضي عندما أصبح أول فريق أفريقي أو عربي يصل إلى نصف نهائي المونديال.