في تلك الأيام، في كل من عامي 2022 و 2023، كان امتداد البحر بين صقلية وسواحل شمال إفريقيا مأهولًا بالسفينتين نفسهما: "جِيو بارنتس" (Geo Barents) و "أوشن فايكنغ" Ocean Viking)، المملوكتين على التوالي للمنظمات غير الحكومية "أطباء بلا حدود" و "وميديتِراني للإغاثة".
بعد عام، تغيّرت الأحوال الجوية على امتداد الساحل التونسي الذي تغادر منه معظم قوارب المهاجرين. في عام 2022، كان المهاجرون لا يفضلون الإبحار والمجازفة واضحة النهاية: كانت الرياح تهبّ بقوّة شديدة وكانت درجات الحرارة منخفضة للغاية، وهما عاملان يؤديان إلى خلق موجات عالية جدًا تهدد بإغراق الزوارق و القوارب الصغيرة. ومع ذلك، في عام 2023، كان الطقس أكثر اعتدالًا، مع مستويات غير معتادة في أوائل يناير ومثالية تقريبًا للإبحار.
🟢#GeoBarents, SOCCORSO COMPLETATO
— MediciSenzaFrontiere (@MSF_ITALIA) January 12, 2023
Tutti le 73 persone, compresi 19 minori non accompagnati, sono sbarcati nel porto di #Ancona.
Auguriamo loro di ricevere adesso tutta l'assistenza di cui hanno bisogno. pic.twitter.com/I576OMqwDd
الفرق لم يمر مرور الكرام. لبعض الوقت الآن، يعتقد خبراء الهجرة والأشخاص المشاركون في إنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط أن "عامل الجذب" الحقيقي، أي أن العامل الذي يؤثر على المغادرين من سواحل شمال إفريقيا ليس وجود سفن المنظمات غير الحكومية، كما لا يزال يدعم اليوم من دون الكثير من الأدلة من قبل حكومة «جورجا ميلوني»: ولكن الظروف المناخية المواتية في أماكن المغادرة.
يوضح «ريكاردو غاتي» (Riccardo Gatti)، رئيس عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود: “تغادر القوارب عندما تكون هناك إمكانية للإبحار: تمامًا كما يخرج الصيادون للصيد عندما يكون الطقس جيدًا". إذا كان البحر هائجًا، فإن إطلاق القارب أمر مستحيل عمليًا ، فهو مشكلة جسدية.”
تقدّر صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أنه في الفترة من 1 يناير إلى 9 يناير 2023 وصل نحو 2100 مهاجر عن طريق البحر إلى لامبيدوزا، أي 58 في المائة من إجمالي من هبطوا في إيطاليا في الفترة نفسها. تقع لامبيدوزا على بعد 130 كيلومترًا فقط من الساحل التونسي، والتي يمكن الوصول إليها في غضون ساعات قليلة بقارب في حالة جيدة. يغادر معظم الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى لامبيدوزا عن طريق البحر من الساحل الشرقي الأوسط لتونس، التي تعتبر مدينة "صفاقس" أكبر مركز لها.
في الأيام العشرة الأولى من عام 2022، سجلت محطة الأرصاد الجوية في مطار صفاقس الدولي هبوب رياح تجاوزت دائمًا 20 كيلومترًا في الساعة في المتوسط: لذلك فهي قوية نوعًا ما، وربما تكون قد خلقت موجات عالية جدًا بحيث لا تستطيع القوارب الصغيرة الإبحار بها. إنه الخط المنقط في الرسم البياني أدناه، مأخوذ من موقع "MeteoBlue" للطقس.
تمثل الأرقام أعلاه أيام يناير 2022 (MeteoBlue) |